كان باستطاعتي كملحد الاستمرار في الكفر بالله وأن أعزو معافاة ابنتي لتفسير الطبيب أكثر من أن أعزو ذلك لله. لكني لم أستطع. لقد قمنا بإجراء أشعة صورية قبل وبعد أظهرت وجود التضيّق يوماً واختفاءه في اليوم التالي ,وكل ما أفكر فيه هو أن قد أنجز وعده في هذه الصفقة وعلي أن أقوم بالمثل وحتى لو كانت هناك تفسيرات طبية مناسبة فإنها لا تخلوا أن تكون بإذن الله سبحانه وتعالى , فبأي وسيلة شاء الله قضاء أمره , فقد استجاب لدعائي. لا أكثر ولا أقل. وهكذا فإني لم أقبل آنذاك أي تفسير آخر ولن أقبل غير ذلك اليوم.
لقد حاولت في السنوات التي تلت أن أوفي بعهدي لكني أخفقت. درست اليهودية وعدّة طوائف نصرانية , لكنني لم أشعر أني عثرت على الحقيقة. انضممت إلى كنائس نصرانية متنوعة على مرّ الزمن , قضيت أكثر وقتا منها في الأبرشية الكاثوليكية الرومانية. لكني لم اعتنق الدين النصراني أبداً. لم أستطع إلى ذلك سبيلا لسبب بسيط هو أني لم أقدر على التوفيق بين التعاليم الإنجيلية للمسيح مع ما تلقنه النحل النصرانية المختلفة. في النهاية لزمت البيت وبدأت اقرأ.في هذه الأثناء تعرّفت على القرآن الكريم وسيرة النبي محمد الذي كتبها مارتن لينغز تحت عنوان " محمد، حياته استنادا على مصادر مبكّرة.
لقد قابلت أثناء سنوات إطلاعي على الكتب المقدسة اليهودية وقد أشارت إلى ثلاث أنبياء يأتون بعد موسى كان يوحنا المعمدان ويسوع المسيح اثنان , لذا بقي واحداً بناءً على العهد القديم. أمّا في العهد الجديد فيقول المسيح بنفسه عن قدوم نبي خاتم يأتي من بعد. لم أفكر قط في اعتبار النبي محمد آخر الرسل استنادا لم أخبر به موسى وعيسى حتى قرأت القرآن وتعاليم وحدانية الله , وزادت قناعتي بخاتم الرسل محمداً بعد أن قرأت سيرته. وبعد رسوخ يقيني , فجأة أصبح لكلّ معنى. استمرارية سلسلة النبوة والوحي , ووحدانية الله سبحانه , ونهاية الوحي مع نزول القرآن كاملاً, كل هذا أصبح له معنى رائعا ... فأصبحت مسلماً.
ذكاء مفرط , أليس كذلك؟ أبداً. سأقترف خطأً كبيراً لو اعتقدت أني اهتديت لذلك بنفسي. لقد تعلّمت درساً أثناء سنوات إسلامي العشر هناك كثير من الناس يفوقوني ذكاء , لكنهم لم يهتدوا لحقيقة الإسلام. لأن الأمر لا يتعلق بالذكاء بل بالنور الذي يقذفة الله في القلب , لأن الله أخبر عن الكفّار الذين يستمرون في كفرهم ولو أنذروا , فقد عاقبهم الله بحجب رحمته عنهم نتيجة إعراضهم عنه.
يقول الله سبحانه وتعالى في القران في سورة البقرة آية 6 و7:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7))
لكن من ناحية اخرى البشائر السارّة ..
" .. ومن يؤمن بالله يهد قلبه .. " (سورة التغابن , آية 11)
" .. الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب " (سورة الشورى , آية 13)
" .. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " (سورة النور , آية 46)
أشكر وأحمد الله أنه اختار هدايتي , وإني أعزو هذه الهداية إلى وصف بسيط: معرفة الله , عبادة الله وحده بصدق مع التعهد باتباع دينه الحق ; ثم اتباع الهدى بعد إنعام الله عليك بالهداية."
من يرد التعرف على شخصية صاحب القصة ويسمعها من فيه:
http://www.thedeenshow.com/videos.php?action=featured&id=1102
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Apr 2010, 05:31 م]ـ
من الدروس المستفادة من هذه القصة:
· القصص الحقيقية لا تخلو من العبر والعظات، وقد قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) يوسف من الآية (111) والتربية بالقصة منهج قرآني ونبوي.
· إغفال الجانب الروحي والانشغال بمتطلبات الجسد وحده هو الذي أودى بكثير من الناس.
¥