تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فذهبت مرة معه وعرفني عليه وعرفه بي وقال لي:

اترك هنا من جميع كتبك عددا معينا من كل كتاب واستلم وصلا بالكتب وفي السفرة القادمة تستلم منه ثمن المصروف وهكذا فعلت.

وبعد أعوام صادف مجئ إلى القاهرة في شهر رمضان المبارك فطرقت باب دار الأستاذ صباحا فرحب بي كثيرا على عادته وأدخلني غرفة الاستراحة ولما أردت الانصراف قال:

أرغب أن تحضر هذه الليلة للإفطار عندنا، فلبيت الطلب، وقصدت داره العامرة وصادف دخولي داره وقت المغرب ولما دخلت سلمت وجلست في الغرفة المعدة للضيوف فحياني سيادته وغاب عني دقائق ثم عاد وبيده صحن صغير فيه تمر محشو باللوز فتناول سيادته واحدة وضعها في فيه وتناول ثانية بيده وقدمها لي وقال:

تفضل: فأخذتها من يده وتركتها أمامي على المنضدة.

الصفحة 340

فقال: افطر لماذا لا تفطر.

قلت: قال الله تعالى: وأتموا الصيام إلى الليل.

فهل يقال لهذا الوقت ليل؟

فأجاب: لا.

قلت: إذا كيف نفطر؟

ثم قلت: أنظر يا أستاذ إلى هذه الحمرة المشرقية ظاهرة ونحن الشيعة الإمامية لا نفطر في هذا الوقت بل نتأمل دقائق وننتظر حتى تغيب هذه الحمرة لأن وجودها يدل على عدم غياب - قرص الشمس - فإذا زالت الحمرة هذه جاز لنا الإفطار.

ونحن نأسف لإخواننا السنيين كيف يمسكون عن الأكل والشراب طوال النهار ولا ينتظرون دقائق معدودة حتى تغيب هذه الحمرة.

فأجاب سيادته قائلا:

أما أنا فمن الآن معكم، وبعد هذا لا أصيب طعام الإفطار إلا بعد ذهاب الحمرة المشرقية، وبعد أن أفطرنا من صومنا، وشربنا الشاي، وتناولنا الفواكه ودعته وانصرفت.

وفي رحلاتي إلى القاهرة وعند زياراتي له في داره العامرة طلب مني الأستاذ أن أرسل له كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن (1) لأمين الإسلام الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي طاب ثراه وبعد عودتي إلى العراق أرسلت له الكتاب بالبريد المضمون وأجابني بوصول الكتاب إليه وإليك نصه:


(1) مجمع البيان في تفسير القرآن طبع عدة طبعات في صيدا - لبنان والقاهرة وطهران وتبريز.

الصفحة 341

الأخ العزيز الأستاذ مرتضى الرضوي.
السلام عليكم ورحمة الله، وبعد:
فقد تلقيت بيد الشكر تفسير الإمام الطبرسي في خمسة الأجزاء التي بعثتم بها إلي.
وإني إذا أذكر لكم هذا الفضل أسأل الله أن يجزل لكم المثوبة، ويبارك عليكم في دينكم وفي خلقكم وفي مروءتكم.
وإن الأيام القليلة التي تقضيها معنا في القاهرة بين الحين والحين هي زاد طيب نعيش فيه إلى أن تعود فنلقاك. وأرجو أن يكون لقاؤنا هذه المرة بك في وقت مبكر عما اعتدت أن تزور فيه القاهرة، كما أرجو أن تكون مدة إقامتك أطول حتى تتاح الفرصة للقاءات كثيرة معك.
أرجو أن تبعث إلي بكل ما تريد من مصر، فأنا على أتم استعداد لخدمتك وقضاء ما تطلب.
وتحياتي، وأشواقي، وتمنياتي الطيبة.
عبد الكريم الخطيب
القاهرة في: 12/ 2 / 1967 م

ـ[د على رمضان]ــــــــ[22 Nov 2010, 04:57 م]ـ
من غرائب المفسرين في أواخر القرن العشرين المؤلف محمد عبد الله بن الصديق الجكني الشنقيطي
رسالة يرد فيها صاحبها على بعض مسائل فى التفسير القرآنى للقرآن لعبد الكريم الخطيب
وهذا رابطها:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=60&book=4782

ـ[الجنوبي]ــــــــ[22 Nov 2010, 06:26 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3739

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير