أجد نفسي أمام كتاب لا أملكه اندفع فأشتريه، أدخل المعرض ومعي عشرات الجنيهات فلا أخرج إلا وقد نفدت، ويدي مثقلة برزم من الكتب , وحدث في السنوات الماضية أني أقرر شراء كتاب وأرجئ الدفع أو أؤخره إلى يوم قادم، ولكني حين أعود أجده قد بيع، حدث ذلك في السنة الماضية مع كتاب الدكتور تمام حسان مناهج البحث في اللغة الطبعة الثانية، وحدث ذلك اليوم فقد كان هناك في معرض الجزائر كتاب عن علم اللغة النفسي، وحين عدت لأشتريه وجدته قد نفد أو فقد أو انتهى أمره , ويلاحظ ارتفاع الأسعار هذه السنة، ويبدو أنها لا تخضع لمعيار ولا رقيب ولا حسيب، فإنهم يبيعون كيف يشاءون.
إنجاز أهم فصول البحث
السبت 31 كانون الثاني 1976م = 30 محرم 1396هـ
كأني ألقيت عن كاهلي حِمْلاً ثقيلاً كنت أدور به في دروب طويلة ملتوية , ولكنه إلقاء وامق , فذلك الحِمْل عزيز على القلب حبيب إلى النفس , أرجو أن أنال رحمة به من الله سبحانه بقدر ما بذلت فيه , والله يضاعف لمن يشاء، فقد انتهيت اليوم من كتابة الفصل الخاص بدراسة ظواهر الرسم العثماني دراسة لغوية، وهو الفصل الرابع وقد بنيته من خمسة مباحث: الأول في أسس الدراسة، والثاني في رموز الصوامت في الرسم العثماني، والثالث في رموز الحركات، والرابع في الهمزة، والخامس في تعريف الكلمة من وجه نظر الرسم , وقد سلمته اليوم للأستاذ المشرف , وهذا الفصل الذي كتبته وسلمته اليوم جاء وحده يعادل رسالة ماجستير من حيث الحجم والمادة أيضاً، إن لم أكن مبالغاً، فقد جاء في (200) صفحة على التمام , وناقش موضوعاً لم تطرق أبوابه من قبل، وعالج قضايا، وقدم حلولاً يرجى أن تكون صحيحة في أكثرها , ومع ذلك فهو فصل من بحث مكوَّن من سبعة فصول , كتبت إلى الآن أربعة , الفصل التمهيدي , والفصل الخاص بالكتابة العربية قبل الرسم، والفصل الخاص بتاريخ القرآن وجمعه وكتابه , لكن الفصول الثلاثة هذه كانت صفحاتها لا تزيد على (150) صفحة بينما هذا الفصل استغرق (200) وبقيت ثلاثة فصول، أدعو الله تعالى أن ييسر لي إنجاز كتابتها، فقد طالت بنا الأيام في بلاد عزيزة بعيدة عن أهل وإخوه أعزة , وفراقهم شديد.
الدكتور منذر كمال
الاثنين 22 آذار 1976م = 21 ربيع الأول 1396هـ
كنت مستلقياً عصر هذا اليوم أستريح من بعض أتعاب النهار، وطُرِقَ الباب , فكانت مفاجأة سارة والحمد لله، فإذا بالأخ منذر كمال مع صديق له , الأخ منذر من أهل بيجي وأخ حبيب قضيت معه ساعات شيقة أيام زمان , وصل القاهرة ظهر هذا اليوم، ونزل مع صديقه مؤقتاً، وجاءوا للزيارة والبحث عن شقة ينزل فيها الأخ منذر , وبعد استراحة خفيفة أتاحت لي السؤال عن الأهل والأصحاب والبلاد , سعينا في البحث عن شقة، ولكن حل الليل ولم نجد الشقة، وقد كنت اقترحت على الأخ منذر أن ينزل معنا في أول الأمر، لكنه كان يرغب أولاً بتأجير شقة، و بعد ما رأينا من صعوبة ذلك وافق على النزول معنا، وهو حضر إلى القاهرة ليقضي شهراً يبحث خلاله عن مصادر لبحثه عن السياسة الجنائية إذ إنه يُعِدُّ رسالة ماجستير في جامعة بغداد , وكان قد تخرج من كلية الشرطة، ثم درس في كلية الحقوق في الجامعة المستنصرية (6) ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6).
إذن بطبع الرسالة
الثلاثاء 25 مايس 1976م = 26 جمادى الأولى 1396هـ
اتصلت عصر أمس بالأستاذ المشرف بالهاتف , فطلب مني الحضور عصر هذا اليوم لمناقشة بعض الملاحظات التي وجدها أثناء قراءته في البحث , فحملت آخر ما كتبته من البحث، وهو المقدمة والخاتمة وملخص الانجليزية , وذهبت على ضيق مني لأني لا أجد بيت المشرف مكاناً مناسباً لمناقشة الموضوعات المتعلقة بالرسالة , رغم أن الدكتور عبد الصبور يوسع صدره وبيته للزائرين , ووجدت أنه لم يقرأ الفصلين الأخيرين بعد , فدار الكلام حول الفصول الأربعة الأولى , وكانت له ملاحظات على أول هذه الفصول لكنها لم تتجاوز تصحيح غلط نحوي أو إملائي، وقد تقل تلك الملاحظات فلا أكاد أجد ملاحظة في عشر صفحات أو أكثر , لكن أشد ملاحظاته هو طلب حذف خمسين صفحة تقريباً من بحث (رمز الهمزة) أو اختصاره , ولكني وجدت ذلك أمراً صعباً , فمع الجهد الذي بذلته في كتابة ذلك الجزء فإني لم أورده إلا لغرض , وهو أنني جعلت
¥