دراسة الهمزة صوتياً، ودراسة رمزها في الكتابات السامية، ثم دراسة موقف القبائل والقراء منها، جعلت ذلك وسيلة للكشف عن طريقة كتابة الهمزة في المصحف، بحيث يمكن فهم الموضوع بطريقة أوضح , وحجته في طلبه أن ما ورد في تلك الصفحات كلام معاد وأنه ذكره في دراسته في كتاب القراءات القرآنية! ولم أجد بُدًّا من الموافقة على التعديل , وقد أذن لي بالطبع بعد تعديل الملاحظات، وأنا بانتظار الفصلين الأخيرين , وأرجو ألا أنتهي من طبع الجزء الذي معي إلا وقد انتهى من قراءتهما.
مكتب الطباعة
الخميس 27 مايس 1976م = 28 جمادى الأولى 1396هـ
اتفقت عصر اليوم مع صاحب مكتب الاشتراكي للطباعة 95 ش طلعت حرب في إمبابة لطبع الرسالة.
انتظار!
السبت 5 حزيران 1976م = 7 جمادى الآخرة 1396هـ
في يوم الثلاثاء 25/ 5/1976 ذهبت إلى المشرف وأعطاني قسماً من البحث ووعدني بأنه سينتهي من قراءة البقية خلال عشرة أيام , ومضت الأيام العشرة، وقلت لأتصل به بالهاتف اليوم , وفي المساء بعد أن عدت من مكتب الطبع الذي اتفقت معه على طبع البحث استطعت أن أكلم المشرف بالهاتف , ورد بصوت خافت (مَعْلِيش) و (كل شيء في أوانه) , وأخيراً تبين أنه لم يقرأ شيئاً من البقية الباقية من البحث، وليس في نيته أن يكمله الآن , بدأ كلامه بأن الامتحانات في الكلية قد بدأت وأن لديه الآن أكثر من ألف ورقة إجابة عليه أن يفحصها , ومن ثم فإنه لن يستطيع أن يقرأ بقية البحث الآن حتى ينتهي من تصحيح أوراق امتحان طلبة الكلية في مادته , وذكر أنه لن ينتهي من ذلك العمل قبل 20 أو 25/ 6 وذابت الكلمات بيني وبينه وخفت الصوت عبر الأسلاك ببرود.
لم أكن أتوقع ذلك أبداً , كان أقصى ما توقعته أن يؤخر البقية خمسة أيام، أما أن يؤخرها عشرين يوما فهذا ما لم يخطر على البال، خاصة أنه كان يؤكد لي أنه سينتهي من قراءتها في أقرب فرصة , وكان قد أكد المواثيق والعهود لكني أشك في ذلك من خلال موقفه من مواعيده السابقة , وأقولها بألم لأنه يمثل وجها إسلامياً مشهوراً يظهر على شاشة التلفزيون , وقصة هذا البحث المسكين وقصتي مريرة مع الدكتور عبد الصبور شاهين , هدانا الله وإياه إلى الصواب.
شفاعة
السبت 12 حزيران 1976م = 14 جمادى الآخرة 1396هـ
كنت قد اتصلت بالدكتور أمين السيد يوم الأربعاء الماضي , وحدثته عما بيني وبين المشرف وعما وصل إليه أمر البحث , فوعد بأن يكلم المشرف حول الأمر , لكني طلبت منه ألا يشعر المشرف بأني قد أخبرته عن الأمر، حتى لا يصف ذلك بأنه (مطاردة) أو شبه مطاردة , كما وصف تكليم الدكتور أمين السيد له حول موضوعي من قبل , وعدني أنه سوف يلتقي به يوم الخميس , فقلت ليمر يوم أو يومان ثم اتصل به , واتصلت به اليوم، وكان قد التقى بالمشرف فعلاً وجرى بينهما كلام حول الموضوع , لكن المفاجأة التي لم تكن تخطر على بال أحد هي أن المشرف أخبره أنه سوف يسافر إلى تونس لمدة نصف شهر، وأنه سوف يرد بقية البحث بعد عودته , كان في يوم لقائي معه في 25/ 5/ 1976 قد ذكر أنه لا يستطيع أن يردها إلا بعد أن ينتهي من تصحيح أوراق الأجوبة , وظهر اليوم أنه يريد أن يسافر، والله المستعان ... (7) ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7).
مواعيد الطباع
الأربعاء 16 حزيران 1976م = 18 جمادى الآخرة 1396هـ
كان الإخوة الذين أسكن معهم في الشقة قد رغبوا في الخروج للفسحة مغرب هذا اليوم , فرجوت أن نؤجل ذلك إلى ما بعد صلاة العشاء خشية أن يصدق الطباع ويحضر هذا المغرب , كنت قد ذهبت إلى مكتب الطبع يوم الأحد الماضي وأخذت ما تم إنجازه , ووعد صاحب المكتب بأن يُحْضِرَ البقية يوم الثلاثاء إلى الشقة هو بنفسه، فقلت له أحضرها يوم الأربعاء حتى لا تظل لك حجة , وكنت أتوقع أنه سوف يحضر فعلاً هذا المساء، لكنه لم يخرق القاعدة وصَدَّقَ القول , كان في كل مرة يعدني بإحضار شيء مما تم كتابته يكذب ويخلف الموعد , مرة اعتذر بأن إصبع رجله قد أصيب , ومرة أخرى اعتذر بأن ضيوفاً قد حضروا له شغلوه , ولا أدري ماذا سيعتذر هذا المرة , ولا أدري إن كان المانع أمراً طبيعياً أم أنه كعادة كثير الناس في هذا البلد لا يفون بعهد ولا وعد ... هكذا تعوَّدَ الناس على هذه الحياة الكاذبة , إلا قلة قليلة ممن عصمهم الله بدينهم
¥