تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الشيخ الدكتور / فهد بن مبارك الوهبي: الفرق بين الاستنباط والتفسير من ناحية التعريف ومن ناحية التنظير هناك فرق كبير لكن من ناحية العمل المفسرون القدامى عليهم رحمة الله كانوا يدخلون الاستنباط داخل كتب التفسير وكانوا يستنبطون في أثناء عملية التفسير وهم يفسرون يستنبطون ويسمى هذا درس التفسير أو كتاب التفسير ففي القديم لم يكن هناك تفريق واضح مابين الاستنباط من ناحية العمل من ناحية التأليف إلا في بعض الكتب القليلة أما من ناحية التعريفات فهناك فرق كبير بين الاستنباط وبين التفسير.

الدكتور / يوسف بن صالح العقيل: ماهو ياتُرى؟

الشيخ الدكتور / فهد بن مبارك الوهبي: أولا: من ناحية اللغة التفسير في اللغة هو: الكشف وأما الاستنباط فهو الاستخراج فهذا فرق كبير من ناحية اللغة وغالباً إذا كانت الكلمات مختلفة في اللغة تختلف من ناحية الاصطلاح.

ثانيا: أن التفسير اصطلاحا عند العلماء هو بيان المعنى. أما الاستنباط فهو استخراج الأشياء الخفية من المعنى.فهناك دلالات للآية ليست دلالات ظاهرة وهذا هو الاستنباط مثال ذلك هو قول الله عز وجل: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} تفسيرها:أن الله جل وعلا يأمرنا بإقامة الصلاة. هذا تفسير لأنه دلالة ظاهرة أن الأمر للوجوب هذا أمر ظاهر لكن لما نأتي ويأتي شخص ويقول: أن الله أمر بصيغة الجماعة قال " أَقِيمُواْ " فيستنبط من الواو حكم وجوب الجماعة هذا ليس تفسيراً هذا استنباط من هذه الآية لأنه حكم خفي ولذلك قلنا أن الخفاء أمر ملازم للاستنباط لاينفك عنه بخلاف التفسير قد يكون أمراً واضحا أي ظاهرا وقد يكون خفيا في بعض الألفاظ مثل " القرء " مثلا خفي لكن هنا " أقيموا الصلاة " أمر ظاهر من أيضا الفروقات أن الاستنباط دائما يحتاج إلى مشقة لا يكون الاستنباط بسهولة ولذلك أغلب الذين يعرفون الاستنباط يقولون فيه جهد ومشقة في بذل في استعمال العقل في استخراج الأحكام أما التفسير فقد يكون فيه مشقة في بيانه وقد يكون أمراً ظاهرا لما أقول {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} لايوجد مشقة في فهم هذا المعنى. لكن قد يوجد في آيات أخر شيء من المشقة فالمشقة ليست ملازمة للتفسير ولكنها ملازمة بالضرورة للاستنباط. وأخيرا وهذا أمر مهم أيضا أن الاستنباط لا يمكن أن ينقطع بل هو دائم إلى قيام الساعة ونظيره هو الاجتهاد عند أهل الأصول فإنه لاينقطع إلى قيام الساعة أما التفسير فإن تفسير المعاني بمعنى بيان المفردات قد استقر وانتهى ولا يمكن أن يأتي شخص ويقول أن مثلا لفظة " القرء " لها معنى جديد ثالث غير المعاني التي ذكرها العلماء فإذاً الاستنباط لا ينتهي إلى قيام الساعة وأما التفسير فقد استقر وعلم من جهة المفردات والمعاني وأسباب النزول وغير ذلك من الأمور هذه أهم الفروق.

ـ[فجر الأمة]ــــــــ[24 Apr 2010, 09:16 م]ـ

الدكتور / يوسف بن صالح العقيل: لو أخذناها بخلاصة؟

الشيخ الدكتور / فهد بن مبارك الوهبي: والخلاصة أن أهم الفروق: أولا: من ناحية اللغة. ثانيا:من ناحية التعريف الاصطلاحي , لأن العلماء لم يعرفوهما تعريف واحد أبدا. ثالثا: أن الاستنباط يحتاج إلى مشقة وجهد أما التفسير فلا يحتاج. ورابعا:أن الاستنباط مستمر إلى قيام الساعة أما التفسير فقد استقر وانتهى ويمكن أن نضيف فرقا خامسا وهو: أن التفسير المصطلح عليه عند العلماء خاص بالقرآن فإذا وجدت كتاب كتاب التفسير يقصد به تفسير القرآن لكن الاستنباط يعمل به مع القرآن ومع الحديث ومع أقوال الأئمة ونصوصهم ويعمل به الآن مع القوانين يقال يستنبط من المادة الفلانية كذا وكذا فالاستنباط ينجر على غير القرآن فيعمل به مع القرآن ومع غيره هذه أهم الفروق.

الدكتور / يوسف بن صالح العقيل: نطرح الآن لماذا نركز الحديث حول منهج الاستنباط من القرآن الكريم؟ إذ أن الاستنباط ليس هو التفسير فهذا أمر واضح تماما ولكن هل لكل واحد أن يستنبط من القرآن الكريم؟

الشيخ الدكتور / فهد بن مبارك الوهبي: لاشك أن التعامل مع القرآن إذا قلنا التعامل مع التفسير يحتاج إلى شروط فمن باب أولى أن الذي يستنبط لابد أن يكون له شروط ,لأن التفسير مرحلة أولى لعملية الاستنباط.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير