يبين خطورة الاستنباط وأنه لا يدخل فيه أي أحد لا بد أن يكون شخصاً عالماً وعنده معرفة بطرق الاستنباط. فإذن لا بد من الارتباط مثال الارتباط أن يكون دلالة من دلالات أهل الأصول مثلا أو قاعدة من قواعد القرآن يقول الله عز وجل {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} لما نحن نستنبط رؤية الله عز وجل من هذه الآية هل هناك ارتباط أو لا يوجد؟ يوجد. الارتباط هو مفهوم المخالفة يعني {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} هؤلاء.
الدكتور / يوسف بن صالح العقيل: وهناك من هم ليسوا محجوبون.
الشيخ الدكتور / فهد بن مبارك الوهبي: يرون الله عز وجل فإذن هنا يوجد الارتباط فإذا لم يوجد الارتباط لا يكون الاستنباط استنباطاً قرآنياً بمعنى الاستنباط اللفظي وإنما يكون قد يكون أحياناً قياس على معاني القرآن الكريم مثال القياس لما يأتي شخص ويقول {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} هذه الآية تتكلم عن اللوح المحفوظ أو عن القرآن؟ سيقول كما أن القرآن لا يمسه إلا المطهرون فإن معانيه لا يصل إليها إلا أهل القلوب الطاهرة هل هذا استنباط من القرآن الكريم؟ هذا قياس على معاني القرآن الكريم وفرق بين القياس وبين الاستنباط القياس مثل قياس أهل الفقه و أصول الفقه و الاستنباط لابد أن يكون ارتباطاً لفظياً هذا الشرط الثاني من شروط المعنى المستنبط.
الدكتور / يوسف بن صالح العقيل: هناك ممكن تأتي أراء حول آية من الآيات أو كذا هل الرأي له مجال في مسألة الاستنباط أو لا؟
الشيخ الدكتور / فهد بن مبارك الوهبي: نعم الاستنباط كله قائم على الرأي وعلى إعمال العقل.
الدكتور / يوسف بن صالح العقيل: لكن الرأي مرتبط بآية وله شروطه؟
الشيخ الدكتور / فهد بن مبارك الوهبي: بدون شك بهذه الشروط وبهذه الضوابط التي ذكرناها إذا كان الرأي مجرد عن هذه الضوابط فهو غير صحيح أما إذا كان داخل هذه الضوابط فهو رأي مقبول والاستنباط كله قائم على جهد الذهن وإعماله في استخراج الأحكام الخفية من القرآن الكريم.
الدكتور / يوسف بن صالح العقيل: يعني إذاً ممكن أن نقول أن الشروط في المعنى الصحيح أن يكون سليماً من المعارض الشرعي الراجح وأن يكون مرتبطاً بالنص والثالث؟
الشيخ الدكتور / فهد بن مبارك الوهبي: الشرط الثالث/ من شروط المعنى الصحيح أن يكون مما للرأي فيه مجال يعني لا يأتي شخص ويستنبط في أمر لا يصل إليه الإنسان من أمور الغيب مثلا لو جاء شخص وقال أنا استنبط من عدي أحرف سورة ما متى تقوم الساعة أو يقول مثلا أنا استنبطت من سورة معينة متى تسقط الدولة الفلانية هذا في علم الغيب مثل ما حدث في استنباطات متى تسقط دولة إسرائيل ومتى يقع كذا هذه لا يمكن أن تدخل في الاستنباط القرآني الصحيح لأنه لا يمكن للعقل أن يصل إلى هذا الأمر فالله عز وجل قال {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً} مثال قديم وقع فيه اليهود اليهود حاولوا أن يصلوا إلى عمر هذه الأمة عن طريق الأحرف المقطعة فجاءوا حسبوا {الم} عن طريق حساب الجمل وحسبوا {كهيعص} وحسبوا حتى يصلوا متى تسقط هذه الأمة ومتى تنتهي لذلك هذا الاستنباط لا يكون صحيحا لأنه في أمر الغيب وكل استنباط وقع في أمر الغيب فإنه يرد على صاحبه ولا يقبل.
الدكتور / يوسف بن صالح العقيل: مادمنا نتكلم عن مالرأي فيه مجال وسلامة المعنى المستنبط وأن له شروطاً حتى نحكم بسلامته هذا يقودنا على الخطأ في الاستنباط أسبابه ياتُرى ماهي؟
الشيخ الدكتور / فهد بن مبارك الوهبي: أسباب الخطأ في الاستنباط:كثيرة لكن أهمها أولا/ الانحراف في التفسير أو الخطأ في التفسير فإذا أخطأ الإنسان في التفسير فإنه بلا شك سيخطئ في الاستنباط مثال ذلك لما جاء بعض ناس وفسروا قوله تعالى {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} قالوا اليقين بمعنى المرتبة التي يصل إليها الإنسان مرتبة اليقين قالوا فإذا وصل الإنسان لمرتبة اليقين تسقط عنه العبادات الآن هم أخطئوا في التفسير فينبني على ذلك الخطأ في الاستنباط. ومثال ذلك أيضا لما قالوا في قوله تعالى {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} قالوا ملكك إذا عذبت عذبت من شئت و جوزوا بناء على ذلك تعذيب المؤمنين هذا لا يكون صحيح لأن التفسير أيضا غير صحيح.
السبب الثاني / الانحراف في العقيدة وقد ذكرنا أن من الشروط صحة الاعتقاد فإذا كان المفسر عنده خطأ في العقيدة فإنه يترتب عليه خطأ في التفسير في تفسير آيات الاعتقاد والاستدلال بها على عقيدته التي يعتقد بها فنحذر عندما نقرأ في كتب التفسير لغير المؤلفين من أهل السنة والجماعة في هذا الباب في باب الاعتقاد نحذر من الوقوع في تلك الأخطاء ولذلك بعض المؤلفين من كبار المفسرين مثل الزمخشري عفا الله عنه يستخرج كثير من العلماء أخطائه بجهد وبمشقة لأنه يستنبط استنباطات دقيقة جدا وتدل على أن للاعتقاد أثره في هذه الاستنباطات مع وضوح النصوص المعارضة قد تكون النصوص في الصحيحين وترد لأجل عقيدته التي يؤمن بها.
¥