تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإنما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله) فإذاً الذين يقتصرون على القرآن فقط هؤلاء مخطئون إذا لم يرجعوا إلى غيره من الأدلة والمفسرون جميع المفسرين إلا قليل منهم قالوا أن هذه الآية {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} مراد بها الخصوص عامة مراد بها الخصوص والمراد {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} من أمور الدين فما تحتاجونه من أمور الدين سيدلكم عليه هذا الكتاب إما دلالة أصلية موجودة في القرآن كحكم الصلاة مثلاً و إما دلالة إلى غيره من الأدلة كالدلالة إلى السنة في قوله تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} أو الدلالة إلى الإجماع في قوله تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} دلنا على الإجماع على حجية الإجماع. فإذاً القرآن بذاته أو بغيره من الأدلة الأخرى يدلنا على كل شيء من أمور الدين وما يحتاجونه الناس من أمور الدنيا في معاملاتهم بلاشك موجودة في القرآن لكن إدخال العلوم العصرية وعلوم الطبيعة كلها وغيرها هذا لا يمكن أن يقول به أحد ولم أجد أحد من العلماء من صرح بأن القرآن فيه كل شيء إلا رجل واحد وهو من علماء الشافعية وهو اسمه مرسي وهذا العالم ذكر عنه السيوطي أنه يقول أن القرآن فيه كل شيء لكن لما جاء يمثل من أمثلته اتضح لي أن معنى كلامه أن فيه إشارات وليس فيه احتواء يعني فيه إشارات لعلوم الفلك ذكر بعض الأشياء في علوم الفلك فيه إشارات لعلوم الزراعة ذكر بعض الأمور هذا لاشك فيه فيه إشارات لكنه لا يحتوي كل هذا العلم لا نقول أن جميع علوم الأحياء موجود في القرآن و علوم الكيمياء وعلوم الطبيعة في القرآن هذا لا يقول به أحد ولا يمكن أن يقع في القرآن إذا كانت مسائل الدين لا توجد بالتفصيل إلا أن هذا الكتاب كتاب خالد ومن صفاته أنه يكون كلي وليس تفصيلي وهذه من خصائص القرآن بلاشك وهو معروف عند العلماء.

الدكتور / يوسف بن صالح العقيل: لنختم شيخ فهد بأنواع الاستنباط يعني لابد بعد هذا الحديث الطويل عن منهج الاستنباط من القرآن الكريم أن هناك أنواع باعتبارات متعددة. تُرى ماهي هذه الأنواع؟

الشيخ الدكتور / فهد بن مبارك الوهبي: يمكن اختصار هذا أن الاستنباط يتنوع بحسب اعتبارات الاعتبار الأول باعتبار الصحة والبطلان فهناك استنباطات صحيحة وهناك استنباطات باطله الاستنباط الصحيح أن يكون ارتباطه صحيح بالقرآن الكريم وألا يوجد معارض راجح له مثال ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في قوله تعالى {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} قال يستنبط منها أن العبادات تؤخذ من النصوص فهي توقيفيه لأنها لو كانت اجتهادية لما دعاء إبراهيم عليه السلام ربه أن يهديه للمناسك فهذا يدل على أنها توقيفيه وهناك الاستنباط الباطل وقد ذكرنا أمثلة كثيرة فيما سبق عليها. الاعتبار الثاني الاستنباط من نص واحد أو من مجموع نصين النص الواحد أمثلته ما سبقت وأما مجموع نصين فهذه يسميها ابن القيم دلالة التركيب يعني تركيب النصوص وهي من أدق أنواع الدلالة فيأتي المستنبط إلى آية و يستنبط منها معنى ثم يأتي إلى آية أخرى ويستنبط منها معنى ويركب المعنيين فيخرج معنى ثالثا مثل قوله جل وعلا {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً} وقوله جل وعلا {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} فإذا خصمنا الحمل الحولين من الثلاثين يتبقى ستة أشهر هي أقل مدة الحمل فإذاً آيتين استخرج منهما معنى ثالث جديد مثل {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} هذه تدل على أن القرآن أنزل في ليلة القدر ثم جاء أن ليلة القدر {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} أن ليلة القدر في رمضان فإذاً القرآن أنزل في رمضان ولم ينزل في غيره من الأشهر. أيضا يتنوع الاستنباط باعتبار موضوعه إلى استنباط عقدي يعني في باب العقيدة وقد ذكرنا أمثلة كثيرة مثل قوله جل وعلا {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ} استنبط منها الشيخ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير