صديق حوالي الحادية عشرة والنصف , وبدأت المناقشة قريباً من الساعة الثانية عشرة , وقد شعرت بتعب شديد عند إلقاء الخطبة مع الانفعال والتوتر، لكن الأمور بصورة عامة جرت هينة يسيرة والحمد لله , وبدأ المناقشة الدكتور عبد الله درويش , وقال كلاماً عاماً , وتوقف عند بعض الأمور , وكشف من كلامه أنه لم يقرأ من الرسالة إلا القليل، فكان كلامه ونقاشه متعباً، ثم ناقش الدكتور عبده الراجحي فكان كلامه دُرَراً قَلَّدَها للرسالة، وتكلم كلاماً جميلاً جداً , وقال إنه إذا كانت الرسالة الضعيفة تحتاج إلى تبرير فإن الرسالة الممتازة تحتاج إلى تبرير , وراح يتحدث عن البحث وما فيه من حسنات، ولولا أني ألتقي به لأول مرة، ولولا أنه رجل رصين عالم لقلت إنه يبالغ أو يجامل , لكن يبدو أن في البحث أشياء طيبة وَفَّقَ الله في الوصول إليها , وتحدث طويلاً عن حسنات البحث وما فيه من الأمور الجيدة في الأسلوب والعرض والمناقشة , وتحدث عن أهمية الموضوع , وذكر أن هذا البحث يجب أن يُنْشَرَ وأن يعمم , وقال إنه لم يقرأ بحثاً ممتازاً منذ زمن طويل، وأنه وجد هذا البحث هو البحث الجيد , وقال إن هذا البحث يثبت أنه لا يزال بالإمكان كتابة بحوث جيدة , الحقيقة أني لا أستحضر من كلامه إلا القليل، مع أنه لم تمض عليه إلا ساعات، وهو كلام طيب , والحمد لله قد سُجِّلَتِ المناقشة صوتياً، وبعد أن انتهى الدكتور عبده الراجحي من كلامه الذي ختمه في ذكر هنات وقعت في البحث وأخطاء يمكن معالجتها، تحدث الدكتور عبد الصبور شاهين وأحسن الكلام ومدح البحث واعتذر عن الأخطاء , فكان في كلامه طيباً , وانتهت المناقشة والحمد لله , وأعلنت النتيجة، فكانت بحمد الله تسر الصديق وتقر العين، وأعوذ بالله من العجب، كانت الدرجة (ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة , وتبادلها مع الجامعات) , وأرجو أن تكون هذه الجولة قد انتهت بخير، وأدعو الله تعالى أن يجعل هذا العمل مما يقرب إلى رضاه , ويباعد عن سخطه , وأدعوه أن يجزي الأهل عني كلهم أحسن الجزاء , فقد تعبوا وأكرموني غاية الإكرام , فكانت هذه الثمرة المباركة إن شاء الله , وفي مقدمتهم الأخ أبو عمر حفظه الله ورعاه.
الحجز على الباخرة
الاثنين 4 تشرين الأول 1976م = 10 شوال 1396هـ
ذهبت إلى الإسكندرية يوم أمس على أمل الحجز على الباخرة الروسية المتجهة يوم 6/ 10 إلى اللاذقية , ولكن الحجز كان متوقفاً بانتظار ورود برقية من قبطان الباخرة , ولم تصل البرقية , قالوا تأتي غداً الاثنين فرجعت إلى القاهرة لأقضي الليل، وفزعت من أول الصباح وركبت إلى الإسكندرية هذا اليوم , وراجعت مكتب الملاحة المختص، وظهر أن البرقية لم تصل بعد , وجلست أنتظر وصول البرقية حتى انتهاء الدوام في المكتب بعد الساعة الثانية بعد الظهر , ثم قالوا إن البرقية ربما جاءت غداً , لكن ذلك حتى لو تحقق فإني لن أستطيع أن أنجز أعمالي من التهيؤ للسفر واستلام السيارة , فكان لابد من الانتظار لموعد جديد , وكان الموعد القادم هو يوم 13/ 10 على الباخرة المصرية , وسوف أحاول الحجز اليوم على هذا الموعد , وهكذا فقد ذهبت أتعاب أيام عديدة في السفر بين القاهرة والإسكندرية على أمل في تلك المواعيد الجوفاء , والحقيقة أن الفرق المادي الذي كنت أرتجيه في الحجز على الباخرة الروسية قد ذهب معظمه في ثلاث سفرات من التنقل بين القاهرة والإسكندرية , وبقي شيء واحد هو أن الباخرة الروسية تتسلقها السيارة على تسريحة معدة لذلك بينما الباخرة المصرية تُحْمَلُ السيارة على قاعدة بواسطة رافعة وتوضع على سطح السفينة , وهي أمور إذا يسر الله وحفظ ليست ذات بال , فإن المغادرة السريعة غاية من جانب , تهون كل الأتعاب في سبيلها , مع أنها قد تبعث في النفس أسى من جانب آخر.
البحث عن مخطوطة
الأحد 10 تشرين الأول 1976م = 16 شوال 1396هـ
¥