حين قدمت أمر التعيين إلى كلية الإمام الأعظم يوم الاثنين الماضي ظهرت في الطريق بعض المشكلات، فقد أخبرني عميد الكلية حين قابلته أن مادة (فقه اللغة)، وهي تخصصي الدقيق، تُدَرَّسُ هذه السنة أربع ساعات في الأسبوع، وفي السنة القادمة ساعتين، وبعدها سوف يُلْغَى تدريس المادة حسب نظام الكلية الجديد، وبناء على ذلك عرض عليَّ عميد الكلية تدريس مادة النحو، فوافقت على ذلك، ليس حرصاً على التعيين فقط، بل لأني أجد القدرة على تدريس النحو، وكتبتْ عمادة الكلية كتاباً إلى وزارة التعليم العالي تطلب فيه شيئين: الأول الموافقة على قيامي بتدريس موضوع النحو إلى جانب فقه اللغة! والثاني استحداث درجة مدرس مساعد، ومنذ يوم الاثنين من الأسبوع الماضي وأنا أدور في أروقة الوزارة، سافرت خلالها إلى بيجي يوم الجمعة، وذهبت يوم السبت إلى تكريت لتثبيت رقم السيارة، وجئت إلى بغداد يوم أمس الأحد، وراجعت الوزارة، لكن المعاملة لم تنجز بعد، وذهبت اليوم وظهرت موافقة الوزارة في آخر الدوام الرسمي، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وطبع الكتاب الموجه إلى الكلية، لكن وكيل الوزارة الذي يوقع على الكتاب رأى أن تعدل صيغة الكتاب عند عرضه عليه للتوقيع، وكان الدوام حينئذ قد قارب على الانتهاء، فَأُرْجِئَ الأمر إلى يوم الغد، إن شاء الله، وآمل أن أتمكن من أخذ الكتاب يوم غد من الوزارة لإيصاله إلى الكلية، وإذا ما تأخر إنجاز الكتاب يوم غد فإن ذلك يعني أن عليَّ الانتظار إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى الذي سيبدأ يوم الأربعاء، بعد غد إن شاء الله، وكان قد أعلن سابقاً أنه سيكون يوم الخميس، ولكن صدر بيان لاحق من المملكة العربية السعودية بأن العيد سيكون يوم الأربعاء، جعله الله مباركاً.
صدور أمر التعيين في الوظيفة
الثلاثاء 7 كانون الأول 1976م = 15 ذو الحجة 1396هـ
بعد عطلة العيد ذهبت يوم الأحد إلى تكريت وأكملت الورقة المطلوبة من التجنيد , وأمس يوم الاثنين ذهبت إلى بغداد مع الأخ أبي عمر والوالدة بالسيارة (سيارتنا والحمد لله) , وأكملت أمس بعض إجراءات الفحص الطبي وأتممت البقية الباقية صباح هذا اليوم , بعد ذلك أسرعت إلى كلية الإمام الأعظم وقدمت كافة الأوراق المطلوبة كاملة غير منقوصة للتعيين , فقبل العيد بيوم واحد (يوم الثلاثاء الماضي) حضرت إلى الكلية ومعي كتاب من الوزارة جواباً لكتاب الكلية وتأكيداً لكتاب الوزارة السابق، لكن الكلية أرادت بعض الأوراق قبل التعيين وقد أتممتها خلال اليومين الماضيين , وبناء على ذلك صدر الأمر الإداري الخاص بتعييني بكلية الإمام الأعظم بوظيفة مدرس مساعد , وبراتب اسمي قدره (36) ديناراً , على أن أدرس مادة فقه اللغة , وهي ثلاث ساعات في الأسبوع إلى جانب تدريس مادة النحو لبعض الصفوف , لأن الكلية بحاجة إلى من يدرس النحو , لعدم كفاية اختصاص النحو , واليوم لم آخذ جدول التدريس , وقد وعد الدكتور هاشم جميل عميد الكلية وكالة أن ينظم لي الجدول.
والكلية تبدو لي مريحة إن شاء الله بأساتذتها وطلابها نوعاً ما , فمدرسو الكلية ستة أو سبعة والبقية محاضرون , ومن مدرسي الكلية بعض الزملاء والمعارف من أيام الدراسة في القاهرة , ولا ينبغي إغفال لطف استقبال العميد ومدير الإدارة والذاتية الأستاذ نهاد , وكذا الموظفون الآخرون , أما السكن ففي البيت الذي بناه الأخ سفر بحي العدل في بغداد , والحمد لله، فقد تهيأ مكان مناسب للعمل , ومسكن مريح في وقت أزمة السكن وارتفاع الإيجارات وندرتها، والحمد لله رب العالمين.
المحاضرة الأولى
الاثنين 13 كانون الأول 1976م = 21 ذو الحجة 1396هـ
كنت أفكر كثيراً في أول ساعة سوف أواجه بها طلاب الجامعة، وهي ساعة لا شك في أنها تبعث في نفس كل مقدم عليها شعوراً بالرهبة وخشية الارتباك , خاصة إذا كان الشخص يقف لأول مرة أمام الطلاب , وطلاب الجامعة بأعمارهم , وطلاب كلية الإمام الأعظم بعلمهم، كان ذلك كله عاملاً يسبب لي القلق إلى حد الخوف , لذلك كنت خلال هذه الأيام أجلس في البيت ساعات طويلة أراجع الموضوعات المقررة، واقرأ وأعيد القراءة كمن يعد نفسه لامتحان , والمنهج غير واضح ولا محدد , كانت المادة فقه اللغة , والصف هو الرابع في قسم اللغة العربية , والموضوع عن
¥