تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

3 - قال السيوطي: " وتسن القراءة بالتدبر والتفهم ... وصفة ذلك أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كل آية ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك، فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أوعذاب أشفق وتعوذّ أوتنزيه نزّه وعظم، أو دعاء تضرع وطلب." ().

4 - قال الشوكاني: " إِنَّ التدبر هو التأمُّل؛ لفهم المعنى،يقال: "تدبرتُ الشيءَ": تفكرتُ في عاقبته،و تأملته، ثم استعمل في كل تأمُّل، و التدبير: أَنْ يدبر الإنسانُ أمْرَه،كأنه ينظر إلى ما تصير إليه عاقبته" ().

5 - قال السعدي: " يأمر –تعالى- بتدبر كتابه، وهو التأمُّل في معانيه، و تحديق الفكر فيه، و في مبادئه و عواقبه، و لوازم ذلك" ().

6 - قال الشنقيطي: " تدبر آيات هذا القرآن العظيم أي: تصفحها،و تفهمها،وإدراك معانيها،و العمل بها " ().

7 - قال عبدالرحمن حبنكة: " التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكلم ومراميه البعيدة " ().

8 - وقال الدكتور أحمد آل سبالك: " أما المعنى الاصطلاحي لتدبر القرآن كما ورد في كتب التفسير فهو التفكر في غايات القرآن ومقاصده التي يرمي إليها، ويأتي ذلك بالتفهم والتأمل والتفكر في معاني الآيات ومبانيها " ().

9 - وقال سليمان السنيدي: " تدبر القرآن هو تفهم معاني ألفاظه، والتفكر فيما تدل عليه آياته مطابقة، وما دخل في ضمنها، وما لاتتم تلك المعاني إلا به، مما لم يعرج اللفظ على ذكره من الإشارات والتنبيهات، وانتفاع القلب بذلك، بخشوعه عند مواعظه، وخضوعه لأوامره، وأخذ العبرة منه " ().

10 - وقالت الدكتور رقية العلواني: " والتدبر إعمالُ الذهن والفكر للتوصلِ إلى مقاصدِ الآياتِ وأهدافها، وما ترمي إليه " (). .

فعند التأمل في هذه التعريفات نجد أنها متضمنة لما ذكرته في التعريف:

أولاً: الوقوف مع الآيات والتأمل فيها اتفقوا على تضمن التدبر له بعبارات مختلفة.

ثانياً: التفاعل وقصد الانتفاع والامتثال: فقد أشار إليه أكثرهم:

فقال الخازن: " و تبصُّرُ ما فيه من الآيات" أي العبر والعظات".

وقال السيوطي: " ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك؛ فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أوعذاب أشفق وتعوذّ أوتنزيه نزّه وعظم، أودعاء تضرع وطلب "

وأشار إليه ابن القيم في كلامه الأخير.

وقال السعدي: " .. و لوازم ذلك " أي من العمل والامتثال.

وقال الشنقيطي: " و العمل بها ".

وقال السنيدي: " وانتفاع القلب بذلك، بخشوعه عند مواعظه، وخضوعه لأوامره، وأخذ العبرة منه".

وقالت الدكتور رقية العلواني: " للتوصلِ إلى مقاصدِ الآياتِ وأهدافها وما ترمي إليه ".

فنجد أنهم صرحوا بلزوم اقتران التدبر للعمل والانتفاع بمعنى أنه لابد أن يكون من قصد القارئ أصلاً، وهذا هو الذي يميز التدبر عن غيره من المصطلحات القرآنية.

ولو تأملنا حال النبي? وأحوال السلف في تلاوتهم للقرآن وتدبرهم له، لظهر لنا أن تمثلهم بهذا الركن ظاهر جلي مما يؤكد لنا اعتباره كركن لازم للتدبر، وربما عده البعض مما يعين على التدبر لا من أصل التدبر، والصحيح أنه تدبر باعتبار أنه يمثل الجانب العملي بتحريك القلب والجوارح مع القراءة وهذا هو التدبر الباعث على الانتفاع.

ولكن هنا ملحظ مهم حول هذا التقييد وهو أن الأولى في التعريف أن يقال (للانتفاع والامتثال) أي بقصد الانتفاع والامتثال، والمقصود هو أن يكون قصد القارئ الانتفاع والامتثال ابتداءً مع مصاحبة هذا القصد حال القراءة إلى تحقق ذلك حال القراءة وبعدها، والأمور بمقاصدها.

المحور الثاني: تحرير أركان التدبر وواجباته وسننه.

بالتأمل في هذا التعريف نستطيع أن نحرر منه مايتضمنه وهو أركان التدبر وواجباته وسننه، وهي كالآتي:

أركان التدبر:

لابد للتدبر من ركنين أساسيين، باجتماعهما يتميز التدبر عن غيره وهما:

1 - الركن النظري: وهو يمثل القسم الأول من التعريف (الوقوف مع الآيات والتأمل فيها)، ويدخل في هذا الركن التفسير والاستنباط والتفكر والتأمل.

2 - الركن العملي وهو يمثل القسم الثاني من التعريف (التفاعل مع الآيات، وقصد الانتفاع والامتثال) ويدخل في هذا الركن الاعتبار والاتعاظ والتذكر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير