ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 May 2010, 07:41 م]ـ
الأخ الكريم د. أحمد كوري
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
و بعد
قوله تعالى:
[إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ] {الرعد:11}
* التفسير الشائع - المذكور آنفا - لتلك الآية الكريمة مقبولٌ عقلاً و نقلاً، و قد تفضلتم بِذِكْر ما يؤيده من كلام المُفَسِّريْن القشيري و البقاعي.
و نَصّ الآية يَحْتَمِله؛ فـ (ما) موصولة، صلتها (بقومٍ)، و كذا (ما بأنفسهم)
و الأسماء الموصولة مِن ألفاظ العموم؛ فتشمل ما بقومٍ مِن نعمةٍ أو نِقمة،
و كذا ما بأنفسهم مِن طاعة و معصية.
و تغيير ما نزل بالقوم من ضُرٍّ و نِقمة بتغيير ما بأنفسهم مِن السَيئة و المعصية، ذكره أيضا - ضِمناً - الإمامان ابن كثير و السيوطي في تفسيريهما لتلك الآية الكريمة؛ قال السيوطي في " الدُرّ المنثور في التأويل بالمأثور ":
(أخرج أبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} لا يغير ما بهم من النعمة حتى يعملوا بالمعاصي، فيرفع الله عنهم النعم.
* وأخرج ابن أبي شيبة في كتاب العرش، وأبو الشيخ وابن مردويه، عن عليّ - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله: «وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي، ما من أهل قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية، كانوا على ما كرهته من معصيتي، ثم تحوّلوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي، إلا تحوّلت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي؛ وما من أهل بيت ولا قرية ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي، ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتي، إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون من غضبي»). اهـ
و عليه، فلا إشكال في تفسير المعاصرين لتلك الآية الكريمة، إن شاء الله
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[09 May 2010, 09:37 ص]ـ
بارك الله فيكم
إن هذا المعنى الذي تقول أنه شاع على ألسنةالدعاة .... يدل عليه فحوى الخطاب
إذا كان الله لا يغير ما بقوم من النعمة حتى يغيروا ما بأنفسهم من الإيمان ...... فكذلك أن الله لا يغير ما بقوم من السوء حتى يغيروا مابأنفسهم من الظلم ...............
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[07 Jun 2010, 05:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
أشكر للسادة العلماء والشيوخ الأجلاء تفضلهم بالمشاركة في هذا الموضوع؛ فقد أجادوا وأفادوا وساهمت مشاركاتهم في حل الإشكال. ومن بركات مشاركتهم أني قرأت بعض المشاركات التي كانوا قد كتبوا سابقا في هذا المنتدى والتي ظهرت عناوينها مع مشاركاتهم، فأعجبت بها؛ فجزاهم الله خير الجزاء ونفع بعلمهم، وأعتذر لهم عن تأخري في التفاعل معهم، بسبب تراكم الأعمال والأشغال في آخر السنة الجامعية.
فالذي لفت نظري في هذه المسألة أن العامة اليوم أصبحت لا تعرف لهذه الآية تفسيرا غير هذا التفسير المحدث!! حتى صارت الآية (بهذا التفسير) تستعمل عنوانا للكتب والسلاسل والمقالات!! ولم يسمع أكثر الناس بالتفسير الذي اتفق عليه جل المفسرين أو كلهم حسب تعبير الإمام الرازي. مع أن إجماع المفسرين حجة؛ قال الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها" بعد أن ذكر أقوال المفسرين فيها: "ولولا أن أقوال أهل التأويل مضت بما ذكرت عنهم من التأويل، وأنا لا نستجيز خلافهم في ما جاء عنهم، لكان وجها يحتمله التأويل أن يقال: ولا تجهر بصلاتك التي أمرناك بالمخافتة بها، وهي صلاة النهار لأنها عجماء، لا يجهر بها، ولا تخافت بصلاتك التي أمرناك بالجهر بها، وهي صلاة الليل، فإنها يجهر بها، وابتغ بين ذلك سبيلا بأن تجهر بالتي أمرناك بالجهر بها، وتخافت بالتي أمرناك بالمخافتة بها، لا تجهر بجميعها، ولا تخافت بكلها، فكان ذلك وجها غير بعيد من الصحة، ولكنا لا نرى ذلك صحيحا لإجماع الحجة من أهل التأويل على خلافه".
¥