تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لما احتاجت إلى بيان. والله أعلم.

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[17 Jun 2010, 12:38 ص]ـ

... ونص ابن كثير على الربط بين الآيتين.

و هذا ما ذكره ابن كثير في تفسير آية سورة الرعد:

قال: وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن جَهْم، عن إبراهيم قال: أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل: أن قل لقومك: إنه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحولون منها إلى معصية الله، إلا تحول لهم مما يحبون إلى ما يكرهون، ثم قال: إن مصداق ذلك في كتاب الله: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}

وقد ورد هذا في حديث مرفوع، فقال الحافظ محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتابه "صفة العرش": حدثنا الحسن بن علي، حدثنا الهيثم بن الأشعث السلمي، حدثنا أبو حنيفة اليمامي الأنصاري، عن عمير بن عبد الله قال: خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة، قال: كنت إذا سكتُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدأني، وإذا سألته عن الخبر أنبأني، وإنه حدثني عن ربه، عز وجل، قال: "قال الرب: وعزتي وجلالي، وارتفاعي فوق عرشي، ما من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على ما كرهتُ من معصيتي، ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي، إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي" ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=105909#_edn1)) .


[1] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=105909#_ednref1)) صفة العرش برقم (19) والهيثم مجهول وشيخه لم أجد له ترجمة. [محقق الكتاب]

و هنا نجد أن ابن كثير استشهد بالأثر و بالحديث المرفوع في تفسير الآية،
و في أولهما: أن المُغَيَّر – الذي كان بالقوم فتحولوا عنه – هو الطاعة،
و في الحديث القدسي الثاني: أن المُغَيَّر – الذي كان بالقوم فتحولوا عنه – هو المعصية.

و إذا كانت آية سورة الأنفال مُفَسِّرة لآية سورة الرعد، فهي ليست مُخَصِّصة لها،
و بهذا يستقيم الربط بين الآيتيْن، و لا يكون هناك تعارض بين قوليّ ابن كثير.
* * *
و لفظ الحديث في " الدر المنثور " للسيوطي أَتَمّ؛ قال:
وأخرج ابن أبي شيبة في كتاب العرش، وأبو الشيخ وابن مردويه، عن علي - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله «وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي، ما من أهل قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية، كانوا على ما كرهته من معصيتي، ثم تحوّلوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي، إلا تحوّلت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي؛ وما من أهل بيت ولا قرية ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي، ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتي، إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون من غضبي». اهـ
و فيه: أن المُغَيَّر – الذي يكون بالقوم، فيتحولون عنه - يشمل المعاصي و الطاعات.
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير