ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[23 May 2010, 01:12 م]ـ
يقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} غافر78
قال ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير):
"وقد بعث الله رسلاً وأنبياء لا يعلم عددهم إلا الله تعالى لأن منهم من أعلم الله بهم نبيه صلى الله عليه وسلم ومنهم من لم يعلمه بهم إذ لا كمال في الإِعلام بمن لم يعلمه بهم، والذين أعلمه بهم منهم من قصّهُ في القرآن، ومنهم من أعلمه بهم بوحي غير القرآن فورد ذكر بعضهم في الآثار الصحيحة بتعيين أو بدون تعيين ( ... ) وقد جاء في القرآن تسمية خمسةَ عشر رسولاً وهم: نوح وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وهُود وصالح وشعيب وموسى وهارون وعيسى ويونس ومحمد صلى الله عليه وسلم واثنا عشر نبيئاً وهم: داود وسليمان وأيوب وزكرياء ويحيى وإلياس واليسع وإدريس وآدم وذو الكِفل وذو القرنين ولقمان ونبيئة وهي مريم."
ولقد كان في بني إسرائيل عدد كثير من الأنبياء، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي قام نبي، وإنه لانبي بعدي، وسيكون خلفاء ويكثرون، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أوفوا بيعة الأول فالأول، وأدوا لهم الذي لهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم) (1)
وقد تميز بنو إسرائيل بقتل أنبيائهم ويؤكد ذلك الكتاب والسنة، يقول الطبري في تفسيره:
"ويعني بقوله: {وَيَقْتُلُونَ النّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقّ}: أنهم كانوا يقتلون رسل الله بغير إذن الله لهم بقتلهم منكرين رسالتهم جاحدين نبوّتهم."
ويقول ابن عاشور: "وقوله: {ويقتلون النبيئين بغير الحق} خاص بأجيال اليهود الذين اجترموا هذه الجريمة العظيمة سواء في ذلك من باشر القتل وأمر به ومن سكت عنه ولم ينصر الأنبياء."
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ... يا معشر اليهود أنتم أبغض الناس إلَيّ قتلتم أنبياء الله وكذبتم على الله عزوجل ... ) (2)
حاولوا قتل عيسى عليه السلام وادعوا كذبا أنهم قتلوه فأظهر الله حقيقة الأمر: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} النساء157
كما كانت محاولة اليهود قتل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. قال الطبري في تفسيره: جامع البيان في تفسير القرآن:
(حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر، قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير ليستعينهم على دية العامريين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري فلما جاءهم خلا بعضهم ببعض، فقالوا: إنكم لن تجدوا محمداً أقرب منه الآن، فمُروا رجلاً يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه فقام عمرو بن جحاش بن كعب. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، وانصرف عنهم، فأنزل الله عزّ ذكره فيهم وفيما أراد هو وقومه: {يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نَعْمَتَ اللّه عَلَيْكُمْ إذْ هَمَّ قَوْمٌ أنْ يَبْسُطُوا إلَيْكُمْ أيْدِيَهُمْ} ... الآية.)
كما أن قصة الشاة المسمومة مشهورة وذلك أنه حين اطمأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخيبر بعد فتحها أهدت له زينب بنت الحارث، امرأة سَلاَّم بن مِشْكَم، شاة مَصْلِيَّةً، وقد سألت أي عضو أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقيل لها: الذراع، فأكثرت فيها من السم، ثم سمت سائر الشاة، ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تناول الذراع، فَلاَكَ منها مضغة فلم يسغها، ولفظها، ثم قال: (إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم، وكان معه بشر بن البراء فأساغ اللحم وازدرده. وجيء بالمرأة الجانية فاعترفت بما صنعت، وقالت للنبي: بلغت من قومي مالم يخف عليك، فقلت: إن كان ملكا استرحت منه، وإن كان نبيا فسيخبر، فتجاوز عنها النبي، ثم مات بشر بعد ما سرى السم في جسمه.) (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش:
1 - الراوي: - المحدث: ابن تيمية ( http://www.dorar.net/mhd/728) - المصدر: مجموع الفتاوى ( http://www.dorar.net/book/9111&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 19/ 117
خلاصة حكم المحدث: صحيح
2 - الراوي: جابرالمحدث: الهيثمي ( http://www.dorar.net/mhd/807) - المصدر: مجمع الزوائد ( http://www.dorar.net/book/13380&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 4/ 123
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
3 - الراوي: - المحدث: الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: فقه السيرة ( http://www.dorar.net/book/13575&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 347
خلاصة حكم المحدث: رواه البخاري ومسلم من حديث أنس: "أن يهودية أتت النبي بشاة مسمومة فأكل منها، فجيء بها فقيل: ألا تقتلها؟ قال: لا" والبخاري نحوه