تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما عاد يمكن البدء بفهمه من طريق تحطيم البنية، وليس استبدال بنية بأخرى مثلاً. وما كان عبد القاهر الجرجاني عابثاً عندما اكتشف أن إعجاز القرآن في نظْمه وليس في مفرداته.

عندما ذهبتُ إلى جامعة توبنغن في ألمانيا الاتحادية للدراسة عام 1973 كان رودي بارث، أستاذ الدراسات الإسلامية في المعهد الشرقي في الجامعة قد تقاعد. وكان بارث قد ترجم القرآن إلى الألمانية في جزء، وخصص جزءين آخرين لكتابة تفسير له بالألمانية أيضا. وأكمل المشروع بكتابة جزء في سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) سمّاه: «محمد والقرآن» (ترجمتُه إلى العربية عام 2008). المهم إنني رأيتُهُ يوماً في مكتبه القديم في المعهد، وسألتُه مازحاً: لماذا لم تفسّر القرآن على أساس أسباب النزول وترتيب النزول؟ وابتسم قائلاً: ما حاولتُ ذلك، لأن أوتو برتزل الألماني، وريتشارد بل البريطاني، قد حاولا ذلك وفشلا، ودعْك من أسباب النزول، ومن ترتيبات المكي والمدني والناسخ والمنسوخ. فهذه التقسيمات «علوم» ظهرت في ما بعد، ونص القرآن أنصَع من دون أسباب نزول وترتيبات نزول!

كان الأستاذ الجابري قال: إن التحطيمات التي يراد إحداثها في النص القرآني، لا تزيدنا معرفة، وهي لن تحقق أي اكتشاف. لكنه فسّر القرآن أخيرا، وسمّاه «التفسير الواضح»، فيبقى أن يُثْبت المتلقّون لهذه الرسالة من القراء إنهم اكتشفوا بهذه الطريقة عوالم قرآنية لا نعرفُها قدَّمها إليهم الأستاذ الجابري، أو قدّمها ريتشارد بل داعية قراءة القرآن بحسب ترتيب النزول.

لقد رحل الأستاذ الجابري تاركاً حوالي الأربعين كتاباً. وهو المفكر العربي الأكثر شعبية في أوساط الشباب في العالم العربي. وقد ختم كفاح حياته بتفسير للقرآن، فأسأل الله سبحانه أن يتقبله منه قبولاً حسناً، وإنما الأعمال بالنيات.

المصدر ( http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=e468588c4400354f39c8fb7473dcb 02b&cat=19&id=758&m=a121074de5a8be40a350b061bdeb2d6d)

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 02:00 م]ـ

صلاح النية لا يغني عن صلاح العمل

ـ[محمد نصيف]ــــــــ[20 May 2010, 02:06 م]ـ

و حديث من اجتهد فأخطأ محمول على كان عنده الأهلية للاجتهاد

ـ[نعيمان]ــــــــ[20 May 2010, 05:40 م]ـ

هذه مقالة للدكتور رضوان السيد الأستاذ بالجامعة اللبنانية حول كتابة محمد عابد الجابري لكتابه في تفسير القرآن على حسب ترتيب النزول، فيها بعض الفوائد.

.

المهم إنني رأيتُهُ يوماً في مكتبه القديم في المعهد، وسألتُه مازحاً: لماذا لم تفسّر القرآن على أساس أسباب النزول وترتيب النزول؟ وابتسم قائلاً: ما حاولتُ ذلك، لأن أوتو برتزل الألماني، وريتشارد بل البريطاني، قد حاولا ذلك وفشلا، ودعْك من أسباب النزول، ومن ترتيبات المكي والمدني والناسخ والمنسوخ. فهذه التقسيمات «علوم» ظهرت في ما بعد، ونص القرآن أنصَع من دون أسباب نزول وترتيبات نزول!

كان الأستاذ الجابري قال: إن التحطيمات التي يراد إحداثها في النص القرآني، لا تزيدنا معرفة، وهي لن تحقق أي اكتشاف. لكنه فسّر القرآن أخيرا، وسمّاه «التفسير الواضح»، فيبقى أن يُثْبت المتلقّون لهذه الرسالة من القراء إنهم اكتشفوا بهذه الطريقة عوالم قرآنية لا نعرفُها قدَّمها إليهم الأستاذ الجابري، أو قدّمها ريتشارد بل داعية قراءة القرآن بحسب ترتيب النزول.

لقد رحل الأستاذ الجابري تاركاً حوالي الأربعين كتاباً. وهو المفكر العربي الأكثر شعبية في أوساط الشباب في العالم العربي. وقد ختم كفاح حياته بتفسير للقرآن، فأسأل الله سبحانه أن يتقبله منه قبولاً حسناً، وإنما الأعمال بالنيات.

المصدر ( http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=e468588c4400354f39c8fb7473dcb 02b&cat=19&id=758&m=a121074de5a8be40a350b061bdeb2d6d)

أشكر المشرف العزيز على نقل هذه المقالة للدّكتور رضوان السّيّد.

ولي أسئلة مشروعة على هذه المقالة:

كيف عرف الدّكتور رضوان السّيّد أنّ الأستاذ الجابريّ و المفكّر العربيّ الأكثر شعبيّة في أوساط الشّباب في العالم العربيّ؟

أم رجماً بالغيب؟ أم انتصاراً للرّجل وتخفيفاً من حدّة الهجوم على كتاباته المرفوضة، ومنهجيّته الواضحة في التّحرّر من العقيدة والشّريعة وغيرهما كما نصّ على ذلك بنفسه لا نقلاً عن غيره؟

هل لقاء الأساتذة في المؤتمرات والنّدوات يخفّف من حدّة النّقاش حول كثير من الجدليّات العامّة بله الخاصّة؟

هل قلوبنا عاطفيّة بدرجة كبيرة؛ ليخفّف من حدّة الخلاف رحيل أحدهم إلى الرّفيق الأعلى سبحانه وتعالى، واستدعاء ذكرياتنا معه؟

هل تنبّه الدّكتور رضوان إلى تغيّر الاستراتيجيّات البحثيّة والكتابيّة لدى الرّاحل الجابريّ من خلال تتبّعه ينفيه له الجابريّ بكلمة لا؟

هل يجوز كتابة القرآن الكريم حسْب النّزول وهو احتماليّ اجتهاديّ، وترك ترتيبه القطعيّ الّذي لم يؤمّن الله تعال أحداً من البشر عليه؛ بل تكفّل بحفظه سبحانه بعد أن أمّن البشريّة كلّها على كتبه السّابقة فما رعوها حقّ رعايتها؟

أسئلة مشروعة لا تنتظر جواباً؛ إنّما تنتظر أن تُختزن في الذّاكرة حين مناقشة الأفكار الغريبة المستوردة؛ والشّخصيّات الّتي تبهر بعض النّاس؛ لتكون خالصة لله مجرّدة عن العواطف الخادعة واللّقاءات الحميميّة؛ وبالذّات فيما يتعلّق بمقدّساتنا وثوابتنا.

كان الخلاف قبيل عقود تزيد أو تنقص حول الفروع والمتغيّرات، واليوم أصبح الحديث ضرباً في الأصول والثّوابت.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير