"إن الذين يتتبعون السيرة النبوية المحمدية من خلال ذلك، ومن خلال مسار نزول القرآن وبالارتباط معه، لابدّ أن يدركوا، مهما كان دينهم أو ميولهم العقدية والأيديولوجية والسياسية، أنه إذا كان التاريخ هو الذي يصنع الرجال فإن الرجل محمد بن عبد الله نبي الإسلام هو وحده صنع التاريخ".
الجابري، فهم القرآن الحكيم، ج1، ص387.
خطأ قيمي، غير مستمد من قيم القرءان، لا الرجال يصنعون التاريخ، ولاالتاريخ يصنع الرجال،
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 01:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنظر إلى مقال رضوان السيد الذي أورده مشكوراً فضيلة الدكتور عبد الرحمن
أود ان اشير إلى بعض القضايا باختصار:
أولاً: الإنصاف يقتضي أن لا يتم الحكم على أحد من خلال موقف واحد، ولا من خلال لقاء عابر، وإن كان الموقف الواحد يعطي انطباعاً ومؤشراً.
ثانياً: إن قراءة كتب ومقالات الجابري وأمثاله تحتاج إلى معرفة أوسع بثقافته التي تربى عليها، والظروف المحيطة به والمؤثرات التي تأثر بها حين كتب ما كتب.
ثالثاً: من الأسلم والأفضل لعامة الناس البعد عن قراءة هذا الفكر، لما يتضمنه من شبهات ومزالق وانحرافات خطيرة، لا يستطيع تقويمها إلا العلماء الراسخون.
رابعاً: كان الإسلام وسيبقى في سموه ورحابته، على الرغم من تعدد القراءات والاتجاهات والمشارب في تناوله ودراسته، وأخطاء الباحثين تُحسب عليهم لا على النص القرآني.
خامساً: نلاحظ أيضاً اهتمام كثير من المستشرقين وأساتذة الجامعات الأوروبية بدراسة القرآن والإسلام، وحرصهم على
طرح أفكار ورؤى جديدة، ولهم في ذلك غايات ومقاصد متنوعة. وهؤلاء إن أحسنّا الظن بحيادهم وموضوعيتهم، فإن لديهم
كثيراً من الأخطاء الفادحة منشؤها عدم فهم اللغة العربية على وجهها الصحيح. فكيف إذا انضم إلى ذلك سوء الطوية
والرغبة في الكيد للإسلام وأهله، والتعصب الأعمى ضد القرآن.
سادساً: كلما تعمقنا في قراءة الإسلام، وحرصنا على تدبر القرآن استطعنا أن نفهم الدين والحياة بشكل أفضل، وفوتنا على المشككين فرصة التلاعب بعقولنا وأحلامنا.
شكراً جزيلاً.
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[21 May 2010, 02:08 م]ـ
إننا بحاجة اليوم أن نفرق بين ثلاثة محاور ربما خلطنا بينها، وهي منهجية نقد الأفكار، ومنهجية تقييم الأشخاص، ومنهجية تقييم أثر أفكار شخص ما على جمهور الناس.
ونتيجة الخلط بين هذه الثلاث فإنك تجد نقدنا للأفكار يكون أحيانا بالقول/ إنها لا تلقى انتشاراً واسعاً، وهذا في حقيقته ليس نقدا للفكرة أصلاً.
كما ترى أننا نخلط بين نقد الأفكار، وتقييم الشخص بالقول مثلا/ إن هذه الفكرة يريد بها هذا الشخص كذا نظر لخلفيته الفكرية أو نحوها.
ولذا فإن هناك عددا من المحددات تعين على التفريق بين الأمور الثلاثة السابقة، ومنها:
- عند نقد الأفكار، ونقاشها نقاشا علميا موضوعياً ينبغي مراعاة أمور ومنها:
· النظر إلى النص وحده، والحكم عليه بمقتضى ما يحويه من أفكار دون التأثر بمؤثرات أخرى قد تغير حكمنا على النص لأن القائل له فلان أو علان.
· عرض النص محل النقد، وبيان أدلة نقده.
· بيان موقع هذا النقد والخلاف مع هذا المخالف من الشرع (هل خلافه في هذه المسألة عينها هو خلاف اجتهادي أو قطعي).
- عند تقييم الأشخاص يراعى:
· استعراض أعمال الرجل جميعها.
· متابعة تطور أفكاره، وهل هي في انحدار أو ارتفاع.
- عند تقييم أثر أفكار شخص ما على جمهور الناس يراعى:
· ملاحظة وجوده الاعلامي (القنوات_ الصحف والجرائد).
· ملاحظة نشاطه البحثي، وحركة مؤلفاته (كم مؤلفاته، وكم عدد طبعاتها؟).
· الشبكة العنكبوتية يمكن أن تكشف شيئا من أثر الشخص من خلال عدد النتائج عند البحث عنه، وانتشار اسمه في المواقع.
وينبغي أن نلاحظ أن اطلاعنا أو عدمه لم يعد معيارا لمدى انتشار أفكار شخص ما، ذلك أن كثيرا ممن ربما لم نسمع بهم هم من أشهر كتاب العالم!
كما أشير إلى أمر مهم، وهو أن الباحثين اليوم يسلكون أحد اتجاهين في نقد المخالف:
الأول: النقد العام والمجمل لأفكاره، وهذا الاتجاه نحتاجه ولا نستغني عنه خصوصا عند الخطاب العام.
الثاني: النقد التفصيلي لأفكاره، وهذا ما ينبغي أن يتحلى به الباحثون من المختصين.
والمهم أن ينطلق النقد من خلفية علمية، ومن اطلاع على الأمر محل النقد لا من عاطفة فحسب
وفق الله الجميع لكل خير.