تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

القرآن الكريم يحوي من أوجه البيان الكثير ومن تفكر وتدبر آياته الكريمة مخلص قلبه لله سبحانه وتعالى تتفتق عنده من العلوم والفهوم والحقائق الشيء الكثير وهذا الأمر لا يختص به أحد دون سواه يقول جل جلاله:

(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (فاطر:2)

ومن تأمل في هذه الآيات الكريمة التي أشرت لها أخي الحبيب تيسير يجد من العلم خلاف ما يجده غيره فتأمل أخي الحبيب الآيات الكريمة التي تحدثت عن أصحاب الكهف، هل منعنا الله من المراء مطلقا في عددهم ومناقشة هذا الموضوع؛

يقول الله سبحانه وتعالى:

(سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (الكهف:22)

ما سبب الاستثناء في الآية الكريمة (فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً)؟؟؟؟؟

أين أجد القول الظاهر؟؟؟؟؟

(وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) إذا منع النبي صلى الله عليه وسلم من سؤال أهل الكتاب أو من سواهم في عدد أصحاب الكهف فمَن يسأل؟؟؟

وكيف يصل للقول الظاهر؟؟؟؟

ما من شك أن الإجابة عن جميع هذه التساؤلات تكمن في نفس الآية الكريمة؛

فتأمل أخي الحبيب سياق الآية الكريمة (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ) الذين يقولون ثلاثة رابعهم كلبهم والذين يقولون خمسة سادسهم كلبهم لم يفصلوا بين عدد الفتية والكلب بل دمجوا الكلب مع عدد الفتية (ثلاثة رابعهم) (خمسة سادسهم) وكان التعقيب على هذه الأقوال بقول الله سبحانه وتعالى: (رَجْماً بِالْغَيْبِ) والرجم بالغيب لا يكون في موضع الإصابة والتعيين وإنما يكون على غير هدى من الله وبغير دليل ظاهر.

أما في العدد الأخير (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) فإننا نجد أن الآية الكريمة قد فصلت بين عدد الفتية والكلب، فالواو لها عدة معاني ومن معاني واو العطف التغاير، وكي يتضح قصدي أقول: مما نزل في الخمر أولا قول الله سبحانه وتعالى: (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:67) بعض المسلمين الأوائل فهموا من هذه الآية حرمة الخمر والسكر لأن الآية الكريمة فرّقته عن الرزق الحسن، فهما أمران: سكر و رزق حسن أي أن السكر ليس برزق حسن حتى قال بعضهم من فهمه لهذه الآية الكريمة: لا محالة نازل في الخمر ما يحرمها ... .

فهذا العدد الوارد في الآية الكريمة يفصل بين عدد الفتية والكلب، وهذا يدل على أن الذين قالوا بهذا العدد يعلمون عدد الفتية وعدد الكلب يقينا لذلك فصلوا بين عدد الفتية والكلب، وجاء التعقيب على هذا القول بقول الله سبحانه وتعالى: (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ) وهذا يدل على صدق القول الأخير.

أما قوله سبحانه وتعالى: (مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ) فنسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون ممن يشملهم الاستثناء.

وأما النهي في المراء فليس على إطلاقه: يقول سبحانه وتعالى: (فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً) وإن كان الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم إلا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولا أجد أظهر من كتاب الله سبحانه وتعالى تفصيلا لهذا العدد والحجة بغيره داحضة.

وحيث شهدنا الحجة الدامغة والبرهان اليقين من كتاب الله سبحانه وتعالى، فنسأل الله أن نكون ممن خوطبوا في الآية الكريمة في قول الله سبحانه وتعالى: (وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً)

اللهم إني أسألك بسطانك العظيم ونور وجهك الكريم أن تدخلنا في كنف محبتك ومحبة كتابك ونبيك الرحيم، وأن تغمس قلوبنا بنور علمك وأن تورثنا علم كتابك وأن تجعلنا من عبادك الصالحين المخلصين، وأن تجمع كلمة المسلمين وتؤلف بين قلوبهم برحمتك يا أرحم الراحمين

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[21 May 2010, 10:58 ص]ـ

والثالث: أنهم مَرّوا بكلب فتبعهم، فطردوه، فعاد، ففعلوا ذلك به مراراً، فقال لهم الكلب: ما تريدون مني؟! لا تخشوا جانبي أنا أُحِبُّ أَحِبَّاءَ الله، فناموا حتى أحرسَكم، قاله كعب الأحبار.زاد المسير - (ج 4 / ص 214)

والله تعالى أعلم

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 May 2010, 11:21 ص]ـ

يتسائل المرء: ما هي العلة في ذكر الكلب مع هؤلاء الفتية وتكرره ثلاثة مرات متتاليات مقرونات بأولئك الفتية؟؟؟.

هل يليق أن نقول مثلاً: جاء محمود وكلبه معه الى بيتنا؟؟.

وهل حيوان وضيع مثل الكلب يصلح أن يذكر مع من آمنوا بربهم وزادوا هدىً؟؟؟.

في خاطري إجابة ولكنني لن أفصح عنها فلعل أحد يتحفنا بخير منها أو مثلها من أهل التفسير بارك الله بهم. وأنا على يقين أننا سنستفيد من مقولات وجيهة كثيرة حول تلك المسئلة.

لا يلزم أن يكون هناك علة فالقصة تحكي الواقع.

أما قولك هل يجوز أن نقول ......... ؟ فأقول نعم يجوز، وما المانع؟

ثم وضاعة الكلب لا تمنع من أن الله خلقه لحكمة وقد ضرب به المثل لحال المنسلخ من آيات الله، وذكره في معرض أحكام الصيد وأجاز النبي صلى الله عليه وسلم في اتخاذه في الصيد والزرع والماشية.

ثم إن الكلب جزء من المعجزة الإلهية فهو كان كما وصفه الله " وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد" لم يمت ولم يتحلل وربما كان سببا في حماية أصحاب الكهف من الهوام والضواري.

والله أعلم

ولا تنسون أخيكم من دعوة صالحة في هذا اليوم المبارك

غفر الله لي ولكم

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير