الكواري: المطر، من الصوب وهو النزول؛ لأن المطر يصوب، أي: ينزل من السحاب إلى الأرض، والمراد: أصحاب الصيب لأن المشبه به الذين أصابهم الصيب.
الغمام:
الخضيري: السحاب
الكواري: سمي السحاب غماما ًلأنه يغم السماء أي: يسترها.
(ذات الحبك):
الخضيري: ذات الخلق الحسن وذات الطرق التي تسير فيها الكواكب.
الكواري: أقسم بالسماء صاحبة الخلق الحسن المستوي المنسق كتنسيق الزرد المتشابك المتداخل الحلقات، وقيل: ذات الزينة بالنجوم، وقيل: ذات الطرق التي تسير فيها الكواكب، والحبك: جمع حبيكة، قال (ابن الأعرابي): كل شيء أحكمته وأحسنت عمله فقد احتبكته، يقال: حبك الثوب يحبكه حبكاً، أي: أجاد نسجه.
وبعض المواطن يأتي التفسير من الشيخ الخضيري أعم ومن الأستاذة الكواري أخص مثاله:
(رجزاً)
الخضيري: عذاباً
الكواري: وباء الطاعون.
وبعد تأمل بين الكتابين ظهر لي أن كتاب الشيخ الخضيري أدق وألصق بكتب الغريبلاقتضابه ودقته، بخلاف كتاب الأستاذة كاملة الكواري فهو توسط بين كتب الغريب وكتب التفسير ومن أجال نظره في مراجع ومصادر الكتاب بان له ذلك، فبعض المفردات التزمت الباحثة بالاقتضاب والدقة وفي بعضها اسهبت ورجحت وذكرت الأقوال، بل في بعض الأحيان قد تذكر سبب نزول الآية وينظر مثلاً، قوله تعالى في سورة البقرة (ومن الناس من يشري نفسه).
أما كتاب وجه النهار فلا يصح جمعه مع كتب غريب القرآن وإن شابهها من وجه، فقد قال مؤلفه في مقدمة كتابه: إنني لم أرد بما كتبته في مصنفي هذا أن أشرح آيات القرآن، ولا أن أعرض أحكامه وحكمه على طريقة من سبق، ولم أشأ أن أعمد إلى ألفاظه الغريبة فأشرحها؛ كما صنع من صنف في (مفردات القرآن)؛ ولكني نحوت منحى آخر: جمعت فيه بين تفسير مفردات القرآن، وبين جمله الغريبة التي يشكل تركيبها أو معناها الجملي، أو ضمائرها، أو صيغها، وحليته بالفوائد، ونكات، واستنباطات؛ مما قرأته، واطلعت عليه في كتب التفسير، وغيرها من كتب الفقه والأصول والمعارف، ومما سمعته من أهل العلم، ومما فتح الله به علي.
وهذا عرض موجز للكتاب وذكر جملة من فوائده:
أولاً سبب تسمية الكتاب:
لما أتى عند قوله تعالى في سورة آل عمران (وقالت طائفة من أهل الكتاب ءامنوا بالذي أنزل على الذين ءامنوا وجه النهار واكفروا ءاخره)
قال وجه النهار: أوله. وبهذا اللفظ الشريف سميت كتابي هذا وورد مثله في الشعر ومن ذلك قول الربيع بن زياد:
من كان مسروراً بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار.
قال المصنف عن عن كتابه:
ومن تأمل بإنصاف ما أجمعه من تفسير في اللفظ الواحد وما أذكر من لطائف ونكات يدرك صدق ما قلته.
قلت:
صدق وفقه الله وحفظه وإن كان لم يكثر من ذلك أقول هذا بعد الفراغ من قراءة الكتاب كاملاً.
هذه بعض اللطائف والنكات العلمية التي ساقها المصنف في كتابه، والمصنف أمتع الله به ساق جملة من النكات العلمية واللطائف لكنها لم يعزها وتمنيت لو وثق جميع هذه اللطائف وأعلم أن هذا لا يخفى على شريف علمه ولعله آثر الاختصار أو أنه نقلها من الذاكرة:
1ـ في سورة الشعراء لما ذكر الله سبحانه الأنبياء في الآية 105 بدأ سبحانه قصة نوح وقوله لقومه فقال تعالى: (إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون) ثم ذكر بعده سبحانه قصة هود وصالح ولوط في كل هذه القصص يذكر سبحانه أخوتهم لأقوامهم. فلما أتى سبحانه لشعيب قال (إذ قال لهم شعيب) ولم يذكر لفظ الأخوة فما السر في ذلك؟ قال المصنف لوجهين:
أـ إما أنه ليس من قبيلتهم وهم غير مدين وأرسل إليهم أيضاً.
ب ـ أو لأنه حين نسبهم إلى الأيكة التي هلكوا فيها نزه عن النسبة إليها.
2ـ في قوله تعالى في سورة النمل (ولها عرش عظيم)
قال المصنف: وليس في القرءان شين مضمومة منونة غير هذه.
3ـ في قوله تعالى في سورة عبس (يوم يفر المرء من أخيه)
قال المصنف: قدم في الفرار الأخ ثم الأم فالأب فالصاحبة فالابن تدريجاً من القريب للأقرب لأن المقام مقام فرار فلو ذكر الأقرب لم يكن في ذكر من دونه فائدة.
قال المصنف: وقدم في المعارج الأقرب لأن المقام مقام افتداء يود المجرم لو يفتدي بهم كلهم.
4 ـ قال تعالى في سورة آل عمران عن البيت الحرام (فيه آيات بينات)
¥