تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولذلك جاء في تفسير الطبري وغيره: أن عمر بن الخطاب قرأ قول الله تعالى: (ثُمَّ شَقَقنَا الأرضَ شَقًّا. فَأَنبَتنَا فِيهَا حَبًّا. وَعِنَبًا وَقَضبًا. وَزَيتُونًا وَنَخلاً. وَحَدَائِقَ غُلبًا. وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) [عبس:26 - 31]، فقال: "قد عرفنا الفاكهة، فما الأبّ؟ "، ثم رجع إلى نفسه وقال: "والله إن هذا لهو التكَلُّف ياعمر! " ([ iv] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19714#_edn4)).

فما كان يعرف الأبّ، أي نوع من أنواع النباتات هو؟ ([ v] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19714#_edn5)).

وفي رواية: أن أبا بكر رضي الله عنه سئل عن هذه الآية، فقال: "أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إن قلت في كتاب الله تعالى ما لا أعلم؟ " ([ vi] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19714#_edn6)).

فكانوا يتفاوتون في فهمهم للغة العربية، كما كانوا يتفاوتون في فهمهم لمراد الله تعالى بالآية.

وهذا عدي بن حاتم رضي الله عنه لمَّا سمع قول الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأسوَدِ مِنَ الفَجرِ) [البقرة:187]، فهم أن الخيط هو الحبل المعروف، فلمَّا نام وضع تحت وسادته حبلين: أحدهما أبيض والآخر أسود، فلما قام لكي يتسحر وضع الخيطين بجواره، وصار يأكل وينظر حتى أسفر، وصار يعرف الأبيض من الأسود.

فلمَّا أصبح غدا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبره بالخبر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار" ([ vii] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19714#_edn7)) - الخيط الأبيض هو النهار والخيط الأسود هو الليل-، فإذا بان لك النهار -يعني طلع الصبح- فأمسِك.

فهذا من اختلافهم في فهم مراد الله تعالى؛ لأن اللغة العربية تحتمل أن يكون الخيط هو الحبل، ويحتمل أن يكون المقصود هو الليل والنهار، فعديٌّ فهم الأول، فبيَّن له الرسول عليه الصلاة والسلام أن المراد هو المعنى الثاني، ولا شك أن بقية الصحابة لم يفهموا هذا المعنى الذي فهمه عدي؛ ولذلك لم يقعوا في الأمر الذي وقع فيه.

ثالثًا: اختلافهم في معرفة التواريخ والأحداث والأخبار والعلوم الأخرى التي يستفاد منها في فهم القرآن الكريم:

وفي صحيح مسلم عن المغيرة بن شعبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى نصارى نجران يدعوهم إلى الإسلام ويعلِّمهم، فكان من ضمن ما قرأ عليهم المغيرة بن شعبة سورة مريم: (يَا أُختَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امرَأَ سَوءٍ وَمَا كَانَت أُمُّكِ بَغِيًّا) [مريم:28]، فقال النصارى: "يا مغيرة، كيف يقول: يا أخت هارون، ومريم بينها وبين هارون قرون متطاولة؟! ".

فتحيَّر المغيرة رضي الله عنه ولم يستطع أن يجيبهم، فجاء للنبي صلى الله عليه وسلم وسأله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "كانوا يسمّون بأنبيائهم والصالحين قبلهم" ([ viii] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19714#_edn8))، فحلَّ له الإشكال، وبيَّن له أن هارون المذكور في الآية ليس هارون أخا موسى؛ بل هارون آخر سموه عليه؛ لأنهم كانوا يسمون بأسماء الأنبياء؛ ولذلك يكثر مثلاً في اليهود اسم موسى وهارون.

ولا شك أن المغيرة لو كان يعلم هذا لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه، لكن لمَّا سأله النصارى وقع عنده الإشكال، فسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأجابه.

* * *

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 May 2010, 05:21 ص]ـ

التفسير النبوي للقرآن الكريم هو الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن، وهو قليلٌ جداً، وهو أخصُّ من التفسير بالسنة النبوية الذي يدخل فيه ما يجتهد المفسرون في ضمه للتفسير من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم غير الصريحة في التفسير.

ولذلك فالمادة العلمية لهذا التفسير قليلة جداً، وهي أمثلة محدودة متداولة في كتب التفسير وعلوم القرآن، وقد كتب في ذلك عدد من الباحثين، ويوجد عندي في مكتبتي عدة كتب في ذلك لم أهتد الآن لها ولا أتذكر أسماء مؤلفيها، ولعلي أحلقها لاحقاً إن شاء الله.

وأما كتاب الدكتور سلمان العودة فقد رأيته ولم أطلع عليه كاملاً، والمبحث المنقول منه لا غرابة فيه، فما أدري ما وجه عدم فهمك له يا أم الأشبال؟

ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[23 May 2010, 11:26 ص]ـ

جزاكم الله خيرا، بالنسبة لكتاب الشيخ سلمان هو عندي بأصله الذي هو محاضرة قديمة للشيخ:

http://islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=98

لكن نريد بحثا مستوفيا - و هو كما ذكرت ِشيخنا الكريم بقولك:

التفسير بالسنة النبوية الذي يدخل فيه ما يجتهد المفسرون في ضمه للتفسير من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم غير الصريحة في التفسير.

أي أن المقصود كتاب يحوي التفسير بالسنة النبوية فيما اجتهد فيه العلماء من أنه تفسير للقرآن بنصوص السنة مضموما له ما فسره النبي عليه الصلاة والسلام

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير