ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[27 May 2010, 08:25 ص]ـ
ثانيا مناقشة الملاحظة
ملاحظة:
هناك عامل إضافي داعم للقول الثاني وذلك من تفسيرالإمام الطبري للآية 2 من سورة الحشر حيث يقول:
[وقوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بأيْدِيهِمْ وأيْدِي المُؤْمِنِينَ} يعني جلّ ثناؤه بقوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} بني النضير من اليهود، وأنهم يخربون مساكنهم، وذلك أنهم كانوا ينظرون إلى الخشبة فيما ذُكر في منازلهم مما يستحسنونه، أو العمود أو الباب، فينزعون ذلك منها بأيديهم وأيدي المؤمنين.]
[واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الحجاز والمدينة والعراق سوى أبي عمرو: {يُخْرِبُونَ} بتخفيف الراء، بمعنى يخرجون منها ويتركونها معطلة خراباً، وكان أبو عمرو يقرأ ذلك «يخرّبون» بالتشديد في الراء بمعنى يهدّمون بيوتهم. وقد ذكر عن أبي عبد الرحمن السلمي والحسن البصري أنهما كانا يقرآن ذلك نحو قراءة أبي عمرو. وكان أبو عمرو فيما ذكر عنه يزعم أنه إنما اختار التشديد في الراء لما ذكرت من أن الإخراب: إنما هو ترك ذلك خراباً بغير ساكن، وإن بني النضير لم يتركوا منازلهم، فيرتحلواعنها، ولكنهم خربوها بالنقض والهدم، وذلك لا يكون فيما قال إلا بالتشديد.
وأولى القراءتين في ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأه بالتخفيف لإجماع الحجة من القراء عليه وقد كان بعض أهل المعرفة بكلام العرب يقول التخريب والإخراب بمعنى واحد وانما ذلك في اختلاف اللفظ لا اختلاف في المعنى]
مجمل القول أن هناك قراءتين: الأولى بالتخفيف والثانية بالتشديد، وأن الجمع بينهما يعطينا: معنيين:
الأول: الإخراب: وهو المنازل خرابا بغير ساكن
الثاني: التخريب: وهو النقض والهدم
زيادة على ذلك أن لا ترادف في القرآن الكريم، فالزيادة في المبنى تؤدي إلى الزيادة في المعنى.
مما سبق يتبين أن الإخراب ليس هو التخريب وهذا يدعم القول السابق: {وَسَعَى? فِى خَرَابِهَآ} قال: إذ قطعوا من يعمرها بذكره ويأتيها للحج والعمرة. وليس تخريب بيت المقدس كما جاء في القول الأول.
والله أعلم
تعتمد الملاحظة على الوحدة التفسيرية الأولى أي الكلمة لفصل القول في الدلالة، وهي وإن كانت تصلح في أحيان كثيرة فإنها لا تصلح هنا، [أي أنها لم تُستخدم على وجهها كما جانف الطبري الصواب في احتجاجه بالسياق على غير وجهه لأنه غفل عما فيه من تداخل الأسيقة] وسبب عدم نجوع محاولتكم الرائعة هو أن اسم المصدر يكون من الإفعال كالعطاء من الإعطاء ويكون من التفعيل كالسلام من التسليم، وعليه فلا يتبين كون الخراب اسم مصدر من الإخراب أو التخريب. [هذا إذا خالفنا أبا عبيدة في قوله (التخريب والإخراب بمعنى واحد) وقلنا بأن بينهما فرقا جعل أبا عمرو يختار أن يقرأ يُخرّبون على يُخرِبون وهو أمر يحتاج تحقيقه إلى جمع شواهد وقرائن، على أني أميل معكم إلى أن بينهما فرقاً.]
انسحب البساط من تحت الاستدلال ولم يبق من الملاحظة إلا أنها محاولة جيدة تُشكرون عليها
وفقكم الله ونفع بكم
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[29 May 2010, 11:51 م]ـ
الفاضل: ياسين مبشيش، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
استئذانا من شيخنا الحبيب: عبد الرحمن الشهري حفظه الله وجزاه كل خير. أرحب بكم في هذا الملتقى المبارك مفيدا ومستفيدا.
...
الفاضل: أستاذنا الدكتور: عبد الرحمن الصالح جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
يقول الله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} البقرة 114
البحث في دلالة الكلمات:
يقول الإمام الطبري في تفسيره:
" قد دللنا فيما مضى قَبْلُ على أن تأويل الظلم: وضع الشيء في غير موضعه. وتأويل قوله: {وَمَنْ أَظْلَمَ}: وأيّ امرىء أشدّ تعدّياً وجراءة على الله وخلافاً لأمره مِن امرىء منع مساجد الله أن يعبد الله فيها؟
... وأما قوله: {وَسَعَى في خَرَابِها} فإن معناه: ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وممن سعى في خراب مساجد الله. ف «سعى» إذا عطف على «منع». (الطبري) "
دلالة كلمة (السعي)
جاء في لسان العرب:
¥