تفرد به عبد المجيد , وإنما يعرف بطلحة بن عمرو , وليس بالقوي عن عطاء عن ابن عباس , ومرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم , ولكن الصحيح عن محمد بن أبان الأنصاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: ثلاث من النبوة: فذكرهن من قولها.أ. هـ. كذا قال. وقد تقدم أن محمد بن أبان لا يعرف له سماع من عائشة , وفي سند الحديث أيضاً يحي بن سالم القداح له مناكير , كما في الميزان. (رياض الجنة ص: 125).
119 ـ قال البيهقي رحمه الله (ج2ص30): أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الصوفي أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا بن صاعد ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا محمد بن حجر الحضرمي حدثنا سعيد بن عبد الجبار بن وائل عن أبيه عن أمه عن وائل بن حجر قال: حضرت رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أوجبنا نهض إلى المسجد , فدخل المحراب , ثم رفع يديه بالتكبير , ثم وضع يمينه على يسراه على صدره.
قال ابن التركماني: محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل عن عمه سعيد له مناكير , قاله الذهبي , وأم عبد الجبار هي أم يحي لم أعرف حالها ولا اسمها. (رياض الجنة ص: 125 ـ 126).
بما أن كتاب شيخنا رحمه الله: (الطليعة في الرد على غلاة الشيعة) ذكر فيه كثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة آثرت أن أنقله كاملاً على مراحل
قال الشيخ رحمه الله تعالى: ((الطليعة في الرد على غلاة الشيعة).
هذا، وبما أنهم اغتروا ببعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة رأيت أن أكتب جملة من الأحاديث التي لم تثبت في فضائل أهل البيت رحمهم الله.
وأنبه إلى أنني قد حذفت رجال السند رغبة في الاختصار، وقد ذكرت ما قيل في سند الحديث بعده نقلاً عن علماء الجرح والتعديل رحمهم الله.
الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)
وبعد: فإن من أعظم الفضائل التي يجدر بالمسلم أن يتحلى بها الصدق، وأقبح الرذائل التي يجب على المسلم أن يتباعد عنها الكذب، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) رواه البخاري ومسلم.
وروى الإمام أحمد عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي، فمرا بي على رجل قائم على رأسه، بيده كلوب من حديد، فيدخله في شدقه فيشقه حتى يبلغ قفاه، ثم يخرجه في شدقه الآخر، ويلتئم هذا الشدق، فهو يفعل ذلك به، فقلت: أخبراني عما رأيت. فقالا: أما الرجل الذي رأيت فإنه كذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه في الآفاق، فهو يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة، ثم يصنع الله تبارك وتعالى به ما شاء)). ورواه البخاري ومسلم مطولا.
وإن أعظم الكذب , وأقبحه الكذب على الله ورسوله كما قال الله سبحانه وتعالى: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين) هود: 18.
وقد تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)). وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)). ولقد عظمت المصيبة، واشتد خطر ما حذرنا رسول الله عليه وآله وسلم من الكذب عليه، حتى أصبحت الأحاديث المكذوبة بضاعة كثير من الواعظين , وغيرهم من المتمذهبين، لا سيما في باب المناقب، فقد توسع الناس في ذلك حتى أفضى ذلك إلى تضليل كل طائفة الأخرى. ولما كان غلاة الشيعة من أعظم الناس كذباَ على رسول الله صلى
¥