تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذكر له ابن الجوزي ثلاث عشرة طريقاً. ثم قال: هذا الحديث لا يصح من جميع طرقه، ثم تكلم على الرجال المجروحين في أسانيدهن.

143/ 23 - قول أنس: كنا يوماً مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في السوق، فرأى بطيخاً، فحل درهماً ثم دفعه إلى بلال. وقال: اذهب به فاشتر بطيخاً، فمضى ومضينا معه إلى منزله وأتى بلال بالبطيخ، فأخذ منه علي واحدة، فعورها ثم ذاقها، فإذا هي مرة فقال: يابلال، خذ البطيخ فرده وائتنا بالدرهم، وأقبل حتى أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديث، فلما رجع بلال قال: يا بلال، إن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي ويده على منكبي: "يا أبا الحسن، إن الله قد أخذ محبتك على البشر والشجر والثمر والمدر، فمن أجاب إلى حبك عذب وطاب، ومن لم يجب إلى حبك خبث ومر، وإني أظن هذا البطيخ لم يجب".

قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، وواضعه أبرد من الثلج، فإن أخذ المواثيق إنما يكون لما يعقل، وما يتعدى ابن الجندي، قال أبو بكر الخطيب: كان يضعف في روايته، ويطعن عليه في مذهبه، سألت الأزهري عن ابن الجندي ـ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى، المعروف بابن الجندي. ـ , فقال: ليس بشيء، وقال العتيقي: كان يرمى بالتشيع.

144/ 24 - قول علي: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم نمشي في طرقات المدينة، إذ مررنا بنخل من نخلها صاحت نخلة بأخرى: هذا النبي المصطفى، وعلي المرتضى. ثم جزناها صاحت ثانية بثالثة: هذا موسى وأخوه هارون. ثم جزناها فصاحت رابعة بخامسة: هذا نوح وإبراهيم. ثم جزناها فصاحت سادسة بسابعة: هذا محمد سيد المرسلين وهذا علي سيد الوصيين. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: " يا علي، إنما سمي نخل المدينة صيحاناً، لأنه صاح بفضلي وفضلك".

قال ابن الجوزي: هذا من أبرد الموضوعات وأقبحها، فلا رعى الله من عملها، ولا نشك أنه من عمل الذراع وقد ذكرنا عن الدار قطني أنه قال: هو دجال كذاب.

قلت: ولا سامح الله من نقله لأجل الاحتجاج به. ولقد عرف بولس سلامة النصراني سخافة عقول الشيعة، ونظم هذه الأحاديث الموضوعة في كتاب سماه (عبد الغدير)، فترى الشيعة معجبين بذلك الكتاب، ويقولون: لقد عرف فضل علي مسيحي، والنواصب منكرون له، وهم لا يعلمون أن عمله مكيدة للإسلام، واقتداء بعبد الله بن سبأ وشيعته الذين لا يألون جهداً في تفرقة كلمة المسلمين، والذين كانوا سبباً في إشعال الفتن بين المسلمين، من وقت الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى يومنا هذا .. فما أشبه بولس سلامة صاحب الكتاب المسمى بـ (عبد الغدير) ببولس اليهودي- الذي زعم أنه دخل في النصرانية، وكان ذلك منه مكيدة ليفسد على النصارى دينهم. وهذا فعل بولس سلامة، ولكن غلاة الشيعة لا يعقلون. وليتهم عرضوا دعوى بولس سلامة أنه يحب علياً على قول الله سبحانه وتعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) البقرة: 120. الآية، ليتضح لهم كذبه، والله المستعان.

145/ 25 - قول جابر: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نعرض أولادنا على حب علي بن أبي طالب.

قال ابن الجوزي: هذا حديث باطل، وقد تقدم أن الحسن العدوي كان يضع الحديث.

146/ 26 - حديث: " حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب".

قال ابن الجوزي: قال الخطيب: رجال إسناده بعد محمد بن مسلمة كلهم معروفون ثقات. والحديث باطل مركب على هذا الإسناد. ومحمد بن مسلمة قد ضعفه اللالكائي , وأبو محمد الخلال جداً.

147/ 27 - حديث: (من أراد أن ينظر إلى آدم في عمله، ونوح في فهمه، وإبراهيم في حكمه، ويحيى بن زكريا في زهده، وموسى في بطشه , فلينظر إلى علي بن أبي طالب).

قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، وأبو عمر متروك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير