تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن الجوزي: هذا هو الحديث المتقدم إنما سرقه بعض هؤلاء الرواة، فغيروا إسناده، ومن تغفيله وضعه إياه على أنس، فإن أنساً لم يكن في مكة في زمن المعراج، ولا حين نزول هذه السورة، فإن المعراج كان قبل الهجرة بسنة، وأنس إنما عرف رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة، وفي هذا الإسناد ظلامة، أما مالك النهشلي فقال ابن حبان: يأتي على الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، وأما ثوبان فهو أخو ذي النون المصري، ضعيف في الحديث، وأبو قضاعة منكر الحديث، متروكه، وأبو الفضل العطار , وسليمان بن أحمد مجهولان.

152/ 32 - حديث: (وصيي وموضع سري وخليفتي في أهلي , وخير من أخلف بعدي – علي بن أبي طالب).

153/ 33 - خبر: قلت لسلمان الفارسي: سل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وصيه؟ فقال له سلمان: يا رسول الله، من وصيك؟ قال: من كان وصي موسى؟ " قال: يوشع بن نون. "فإن وصيي , ووارثي يقضي ديني , وينجز موعدي، وخير من أخلف بعدي – علي بن أبي طالب".

ذكر ابن الجوزي رحمه الله لهذا الحديث أربع طرق، ثم قال: هذا حديث لا يصح. أما الطريق الأول وهو رقم 33 - ففيه إسماعيل بن زياد، قال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. وقال الدار قطني: متروك، وقال عبد الغني بن سعيد الحافظ: أكثر رواة هذا الحديث مجهولون وضعفاء. وأما الطريق الثاني ففيه مطر بن ميمون. قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث. وفيه جعفر، وقد تكلموا فيه , وأما الطريق الثالث: ففيه خالد بن عبيد، قال ابن حبان: يروي عن أنس نسخة موضوعة، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب. وأما الطريق الرابع: فإن قيس بن ميناء من كبار الشيعة , ولا يتابع على هذا الحديث.

قلت: قال في الميزان: قيس بن ميناء عن سلمان الفارسي بحديث:" علي وصيي ... "، وهذا كذب.

154/ 34 - حديث: يا أنس اسكب لي وضوءاً، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين" قال أنس:فقلت:اللهم اجعله رجلاً من الأنصار إذ جاء علي عليه السلام قال:"من هذا يا أنس" فقلت: علي. فقام مستبشراً فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه , ويمسح عرق علي بوجهه فقال علي: يا رسول الله، لقد رايتك صنعت شيئاً ما صنعت لي قط. قال: ما يمنعني , وأنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي).

قال ابن الجوزي: وقد روى هذا الحديث جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس.

قال زائدة: كان جابراً. وقال أبو حنيفة: ما لقيت أكذب منه.

أقول: قد اطلعت على كتاب يسمى المراجعات، لبعض الإمامية، فأثنى على جابر، وهكذا كتابه مملوء بالثناء على أناس مجروحين، والطعن على صحابة سيد المرسلين. لذلك رأيت أن أنقل لك ما تكلم به علماء الحديث في جابر الجعفي، ليتضح لك كذب صاحب المراجعات. ولقد اغتر بهذا الكتاب كثير من الناس، لأنه بصفة سؤال وجواب بين صاحب المراجعات وشيخ الأزهر، فيظن المطلع عليه أنه قد اتفق عليه هو وشيخ الأزهر خصوصاً من لا يعرف كذب الرافضة قديماً وحديثاً.

أما الكلام على جابر الجعفي , فقد قال الإمام مسلم في صحيحه: حدثنا أبو غسان محمد ابن عمرو الرازي قال: سمعت جريراً يقول: لقيت جابراً الجعفي , فلم أكتب عنه، كان يؤمن بالرجعة.

وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال: كان الناس يحملون عن جابر قبل أن يُظهر ما أظهر، فلما أظهر ما أظهر اتهمه الناس في حديثه، وتركه بعض الناس. فقيل له: وما أظهر؟ قال: الإيمان بالرجعة.

حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال: سمعت رجلاً سأل جابراً عن قوله عز وجل: (فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين) بوسف: 80.فقال جابر: لم يجئ تأويل هذه. قال سفيان: وكذب، فقلنا لسفيان: وما أراد بهذا قال: إن الرافضة تقول: إن علياً في السحاب فلا تخرج مع من خرج من ولده حتى ينادي منادٍ من السماء. يريد علياً أنه ينادي: أخرجوا مع فلان. يقول جابر: فذاك تأويل هذه الآية. وكذب. كانت في إخوة يوسف ـ صلوات الله عليهم ـ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير