تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالأصل ?إمرار الصفات علي ظاهرها ? إلا أن الصفات الثابتة في هذا الحديث (مَرِضْتُ- اسْتَطْعَمْتُكَ- اسْتَسْقَيْتُكَ):مصروفة عن ظاهرها لأدلة ثابتة صارفة في نفس الحديث ? وهي المقصودة (أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ - أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا - اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ) ?? قال الإمام النووي شارح مسلم:" قَالَ الْعُلَمَاء: إِنَّمَا أَضَافَ الْمَرَض إِلَيْهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى، وَالْمُرَاد الْعَبْد? تَشْرِيفًا لِلْعَبْدِ وَتَقْرِيبًا لَهُ. قَالُوا: وَمَعْنَى (وَجَدْتنِي عِنْده) أَيْ وَجَدْت ثَوَابِي وَكَرَامَتِي، وَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى فِي تَمَام الْحَدِيث: " لَوْ أَطْعَمْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي، لَوْ أَسْقَيْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي " أَيْ ثَوَابه. وَاَللَّه أَعْلَم."

-- ونذكر هنا أن تفويض السلف في الأسماء والصفات هو تفويض الكيف لا تفويض المعني ? فالمعني معلوم ? والكيف مجهول ? والإيمان به واجب ? والسؤال عنه بدعة.

? وفي هذا ردا علي من أوّل الأسماء والصفات ? وعلي من نفاها جملة ? وعلي من نفي بعضها وأثبت البعض الآخر? وعلي من وصف الله بما لا يليق به ?.

? وفيه رد علي من ادعي أن السلف يفوضون في المعني.

ثانيا: إفراد الله سبحانه وحده بالعبادة ? وعندما نقول إفراده بالعبادة فلا نعني الصلاة والزكاة والصوم والحج فقط: بل نعني كل ما يندرج تحت هذه اللفظة من معاني ? فما معني العبادة شرعا؟ -- العبادة هي: كل ما يحبه الله ويرضاه ? من الأقوال والأفعال ? الظاهرة والباطنة.

وعلي رأس أنواع العبادات:الدعاء ?والسجود ?والذبح والنذر والرغبة والرهبة والخشية والتعظيم والتوكل والحلف والتبرك ... الخ العبادات القلبية والبدنية والمالية ? فلا يُصرف شيء من ذلك لغير الله أبدا ? كائنا من كان ? رسولا أو نبيا أو وليا صالحا أو صاحب قبر مشهور.

فالدعوة السلفية تجعل نصب عينيها تطهير مُعتقدات الناس. أ) من الشرك الخفي ? وهو أمراض القلوب المُهلكة ? من خوف غير الله ورجاء غير الله و إنابة لغير الله ... ب) من الشرك الظاهر الجلي ? الذي لا يماري فيه إلا مشرك أو مكابر أو مطموس القلب ? بعيد عن نور التوحيد والإيمان.

-- وفي هذا رد علي عُباد القبور ? وعلي الذين يسألون غير الله كائنا من كان ? فيما لا يقدر عليه إلا الله ...

ثالثا: الإيمان بأن الله وحده ? ليس لأحد سواه حق التشريع للبشر في شؤون دينهم ودنياهم: والتشريع يدخل في أبواب التوحيد كلها ? ففي باب الألوهية < وتوحيد الألوهية معناه: توحيد الله بأفعال العباد >:: يجب الرجوع إلي كتاب الله وإلي سنة رسول الله ? ? في الأمور كلها ? الدينية والدنوية ? والتعبد لله بما فيهما ? وعلي مقتضاهما.

وفي باب الربوبية : فإن التشريع حق الرب ? ? فالحلال ما أحله ? والحرام ما حرمه ? فكما أن لله وحده حق الخلق والرزق والتبير? فإن له وحده المِلك والمُلك التام ? يتصرف فيهما كيف يشاء ? وله وحده أيضا حق الأمر والنهي والسيادة والحكم والتشريع والتحليل والتحريم >> ففي هذا الأصل قضيتان أ) قضية اعتقاد أن لغير الله أن يغير الشرع ? وله أن يحكم ويحلل ويحرم ? فمن اعتقد ذلك في أحد ; فقد اتخذه ربا من دون الله ? وأشرك في الربوبية. ب) قضية الاتباع علي ذلك التبديل والرضا به ?? معتقدا فيه ? دون ما قاله الله ورسوله ? فهذا أشرك في الألوهية.

وفي باب الأسماء والصفات < ومعني توحيد الأسماء والصفات: الإيمان بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ?علي الوجه الذي يليق به ? >:فإن الله من أسمائه الحَكَم العَدْل السَيِّد المُشَرِّع ?ومن صفاته أنه الآمر الناهي ? بحكمته يحلل ما يشاء ويحرم ما يشاء ? "لا يُسْأَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُون"الأنبياء (23) ? فمن اعتقد في نفسه أنه الآمر الناهي الحاكم بالإطلاق ? ولم يقيد حكمه بما أنزل الله ? ولم يقيد أمره ونهيه بما أمر الله به ونهي عنه ? فقد أشرك في توحيده لله بأسمائه وصفاته ? ومن اعتقد أن غير الله له الأمر والنهي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير