تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالركوع نتيجة انبطاح قامة المسلمين وضعفهم الشديد، أما التباهي بلغتهم فلأننا من خلالها نستطيع أن نتسلح بنسخة من سلاحهم فنحز رقابهم بسيوفهم، ونستل عين مبتكراتهم العلمية بعين تراكيبهم وهذا عين الفخر وهو الحاصل الواقعي مهما كان الإنكار.

أما الثالثة: فقولكم " ضرورة تعلُّم الإنجليزيّة لمن يحتاجها فى عمله، لا أن تدرسها لذاتها، لا أن تُقام مدارس للغات تُخَرِّجُ الآلاف، أفنوا طفولتهم ومراهقتهم فى حفظ واستيعاب واستظهار تراكيب وقواعد ومفردات الإنجليزيّة.

هذا المنطق سمعته مرة سنة 1993 في صنعاء اليمن من واحد من رواد حزب التحرير وقد دعاه خطابي على المنبر الذي ناديت فيه بتوحيد جهود المسلمين ونبذ الفرقة وإعادة الخلافة الضائعة إلى عدة أمور هي أهداف حزب التحرير منها: عدم إلزام الحكومة بالإنفاق على تعلم اللغة الأجنبية بصفة عامة إذ هي ليست لغة الإسلام وتعجبت من قول هذا الفاضل يومها ودار بيننا حوار طال ساعات وساعات.

ولست أخمن بأنك من هذا الحزب بل أحب أن أقول ليس العيب في اللغة غير العربية وإنما العيب في الإرساليات الأجنبية والمعاهد والمدارس المشبوهة التى تدس السم في العسل، العيب في مناهج المدارس الأجنبية التى تقوم على التغريب والتجهيل المتعمد لأبناء المسلمين، فالمعول عليه هو النوايا والخطط لا اللغة وآدابها.

أما الرابعة فقولكم: ولو احتجنا لتعلّم بعض الكلمات والمصطلحات؛ فلا يُعَدُّ هذا مُبَرِّرًا للدعوة إلى ضرورة تعلّم المجتمع الإنجليزيّة وإتقانها كاملة.

قلت: اللغة كل لا يتجزأ وثقافة المجتمع يجب أن تكون كذلك ولكن أنى لنا هذا ولا زال العالم العربي تصل الأمية فيه لأكثر من 60% في بعض المجتمعات، إننا لا زلنا نشعر بالخجل لعدم اتقاننا لغة الغير لأن العلم هدف نزيه من أدواته اللغة بكل أطيافها.

أما الخامسة:فقولك " والفرنسىّ لا يتكلّم معك بالإنجليزيّة، يعتبره غزوًا ثقافيًّا، أمّا المثل الشهير فى ذلك فهو ألمانيا وأَنَفَتُها، فالألمانيّ يرفض أن يكلّمك بالإنجليزيّة ولو كان يعرفها!! يفرض عليك أن تتكلّم بالألمانيّة، لائحات الشوارع ولافتات المحلات كلّها بالألمانيّة، لا مجال للغة دخيلة.

قلت: هذه قوميات الخطب فيها يسير وتسع كلها وجهات النظر المحللة لصنيعهم وليس موقفهم هذا حجة على غيرهم البتة.

أما السادسة فقولكم:"ولو سلّمنا – جدلا وفرضًا – أنّه تُوجد بعض فائدة للإنجليزيّة؛ فما جدوى دراسة الفرنسيّة أو الألمانيّة؟ لماذا يبتهج البعض ويكاد يطير فرحًا عندما ينطق ابنه كلمة غير عربيّة؟ هل هذه اللغات هى التى ستفتح له أسرار الواقع وآفاق المستقبل؟

قلت: لا قائل بالفرق فالإنجليزية مثيلة الفرنسية والروسية واليابانية و ............ كلها لغات متساوية في نظر العلم

أما السابعة:" فقولك:" وأوّل ما ينبغى للمرءِ أن يشغل به نفسَه؛ إصلاحُ نفسِه، وإصلاحُ بيتِه (وأنذر عشيرتك الأقربين) (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة) (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) أخرجه البخارىّ (2278) ومسلم (1829) عن ابن عمر مرفوعًا.

قلت: ما دخل اللغة في إفساد النفس والبيت والعشيرة؟

بل كونك قد اقترنت بأجنبية لن تسطيع الوصول إلى إصلاحها أو التفاهم معها بدون معرفة لغتها ومن هنا تدخل من خلال لغتها تحت قوله تعالى " ,انذر عشيرتك الأقربين أما الثامنة ": فقولك ". يقولون لا دين فى السياسة، لا دين فى الفنّ، لا دين فى الأدب، لا دين فى الدين، ليكتب الأديب ما يشاء ...

أقول: ألسنا نحن الذين نقول لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، ألسنا نحن الذين نقول الأدب للأدب وليس الأدب للدين؟ وبما أننا فينا هذا الهراء هل يليق بنا أن نربط ما يقوله البعض من المخرفين باللغة فنهجر العربية من أجل بعض الانفعالات والمقولات الظالمة؟؟؟

أما قولكم ـ رعاكم الله ـ:" أصبحت المرأة فى الشارع عارية، وفى المحلات بائعة، وفى الإعلانات سلعةٌ تُرَوِّجُ سلعةً،

فأقول:" وأصبحت عندنا كذلك، ألم تشاهد الكاسيات العاريات المائلات المميلات اللاتي لففن أجسادهن " كالكرنبه " أو الملفوف ـ على تسمية أهل الجزيرة؟ هل هذا يزهدنا في اللغة العربية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير