تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Aug 2010, 01:58 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي محمد العبادي.

بالنسبة للسن، أرى أنه كلما كان الشخص أصغر كلما كانت قدرته على اكتساب اللغات أفضل:) وأنا أتكلم من منطلق تجربتي في كندا، مع ابني (11 سنة) وابنتي (9 سنوات)، حيث يتقنان الآن الفرنسية والانجليزية (كلاما وقراءة وكتابة وفهما)، ويتكلمان العربية مع بعض الصعوبة في القراءة والكتابة (بسبب دراستهما للعربية في مدرسة آخر الأسبوع فقط).

أما لماذا، فأقول:

1 - ذاكرة الطفل ذاكرة مطاطة وتستوعب بسهولة. أما ذاكرة كبير السن فهي ذاكرة انتقائية ويصيبها الكسل اللغوي بسرعة. وانظروا إلى حال عدد من الدول العربية وسترون كيف يعجز الكثيرون عن تعلم اللغات، حتى إذا وصلوا للجامعة ورغبوا في إتمام الدراسة في الخارج وجدوا أنفسهم معاقين لغويا.

2 - أما عن الخوف من التأثر بثقافة اللغة الأجنبية فهذا خطأ، لأن المفردات التي يتعلمها الطفل عند الصغير في الغالب ليست ذات مضمون ثقافي وإنما تركز على تمييز الأشياء والتعبير عن الأفعال والمشاعر والأحاسيس، وتكسب القدرة على الحوار في مرفداته البسيطة والأولية. ولذلك، فلا دخل لبرامج تعليم اللغة للأطفال بالمضامين الثقافية.

أما المضامين الثقافية الحقيقية فإنما يأخذها الطفل من السينما والإنترنت أساسا، وأصبحت تصله الآن مترجمة للعربية.

وأدرك أن إحداث التوازن مهمة ليست بالسهلة، ولذلك يحتاج الأمر متابعة وصحبة من الوالدين للأبناء، بحيث يقضي معهم الوقت اللازم والكافي لتربيتهم وإكسابهم القدرة على التمييز.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 Aug 2010, 05:19 ص]ـ

فعلا كان هذا ما نعتقده أخي محمد، فقد كنا نقول إن الدراسة المبكرة هي السبيل لإتقان اللغة، لكن الواقع أثبت لنا خلافه.

وعندي اثنان من إخوتي كانوا مع ذكائهم ضعافاً في اللغة الانجليزية، لكنهم بعدما سافروا إلى الخارج والتحقوا بمعاهد اللغة أصبحوا يتحدثونها بطلاقة ولا يجدون أي صعوبة في ممارستها.

وقد أثبتت دراسات عديدة هذا الأمر، ففي الوقت الذي ظهرت فيه دراسات تثبت تفوق الصغار على الكبار في تعلم اللغات، أثبتت دراسات أخرى خلافه، حتى أصبح الحديث عن تفوق الصغير يفقد مصداقيته العلمية، وأن العامل الأهم في التعليم ليس السن بل الوقت وطريقة التعليم ... وعوامل أخرى (1)، بل أثبتت أن النضج اللغوي والعقلي لدى الكبير كانا سببا في استيعاب أعمق وأقوى لتعلم اللغات الأجنبية.

هذا ما يتعلق بالنقطة الأولى، وليست مما طرح من أجله الحوار أولا، بل النقطة الثانية التي ذكرتها هي الأقرب للموضوع، فقولك: "إن من الخطأ الخوف من التأثر بثقافة اللغة الأجنبية، وأن لا دخل لبرامج تعليم اللغة للأطفال بالمضامين الثقافية" هو قول يدحضه الواقع والدراسة، فالواقع أن عندنا هوسا بالغرب بكل ما فيه، والشباب عندنا يرطنون بالانجليزية مفاخرة بينهم، واستشعارا أنهم أهل تمدن ورقي، وأن كل ما يأتي من الغرب هو مصدر اعتزاز، وكلما كنت أكثر معرفة بدقائق الحياة الغربية وعاداتها وأكثر تقليدا لها كنت أكثر تمدنا وحضارة!

هذا واقعنا، كما أثبت واقع غيرنا الأمر ذاته، ففي دراسة ميدانية أجراها نسبت و ويلش Nisbet. D & Welsh. J على طلبة بريطانيين يتعلمون اللغة الفرنسية في اسكوتلاندا أثبتا من خلالها أن تأثير تعليم اللغة الفرنسية في المدارس الابتدائية يبدو تأثيرا في الميول أكثر منه في التحصيل.

كما أثبتت الدراسات بما لا يدع مجالا للشك أن "اللغة هي وعاء الثقافة، وعندما يتعلم الطفل لغة ما، فإنه يتعلم لغة وثقافة معا، ويتعلم مفاهيم وطريقة تفكير وقدرة على التعبير" "ولا يمكن تقديم اللغة بمعزل عن الأيديولوجية مهما كانت طبيعة برنامج اللغة المقدم"

ومن هذا المنطلق دعا سترن Stern - وهو أحد المهتمين بتعليم اللغات الأجنبية- إلى ضرورة الإجابة على الأسئلة التالية قبل البدء بالدعوة إلى تعليم لغة أجنبية في سن مبكرة:

1 - ألا يؤدي تعلم لغة أجنبية في سن مبكرة إلى تحميل عبء أكبر على الذهن؟

2 - ألا يؤدي تعلم لغة أجنبية في سن مبكرة إلى التشتت الذهني؟

3 - ألا يؤدي تعلم لغة أجنبية في سن مبكرة إلى تزعزع الانتماء الوطني؟ (ومثله الانتماء الديني والثقافي)

وقد انتهى إلى " أن ليس هناك دليل نفسي على أن التعلم المبكر للغات الأجنبية يؤدي إلى نتائج أفضل من تأخيره، بعكس ما هو معتقد ".

من خلال ما سبق نصل إلى أنه لا بد من جعل الهم الثقافي هو الهدف الأساس الذي تبنى عليه جميع منطلقاتنا، فلا بأس عندنا من اتخاذ كل السبل الممكنة للرقي والإبداع والمنافسة والاستفادة من الغير ما دُمْنا قد أخذنا في اعتبارنا وسائل الحصانة الفكرية والحضارية التي تجعلنا في منأى من الانمياع في الثقافات الأخرى.

ــــــــــــــ

(1) وهناك أطراف وذيول أخرى متشعبة حول هذا الأمر يمكن مراجعتها في البحث المشار إليه سابقا، كما يمكن الإفادة من هذا الرابط [هنا ( http://knol.google.com/k/%D9%87%D9%84-%D9%86%D8%B9%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%B2%D 9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3%D8%A9#) ].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير