-وباع الحسن بن صالح من فقهاء السلف جارية كانت عنده لقوم، فلما كان الثلث الأخير من الليل قامت تنادي فيهم: الصلاة، الصلاة، فقالوا لها: أأصبحنا؟ أطلع الفجر؟ قالت لهم: وما تصلون إلا الفجر؟ قالوا: بلى ما نصلي إلا المكتوبة، فرجعت الى سيدها الأول وقالت له: بعتني لقوم ليس لهم حظ من الليل، بالله عليك إلا رددتني ". [24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn24)
- ومر أبو حنيفة، وكان يقوم بعض الليل، على قوم فقال بعضهم وأشار إليه: هذا هو الرجل الذي يحيي الليل كله، فقال: والله إني لأستحي من الله أن أوصف بما لا أفعل، فكان بعد ذلك يحيي الليل كله " [25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn25).
فيا ألله أين نحن من هؤلاء، فقهوا النصوص وفروا إليها، وسارعوا إلى تنفيذها فوصلوا الى ما وصلوا إليه.
3 - التوضؤ للصلاة:
وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والوضوء واجب للصلاة، وهو وسيلة لتنقية المسلم من الأدران الظاهرة والباطنة، كما خصه الاله الكريم وخص فاعله بأجر عظيم من ذلك:
-ما رواه عثمان بن عفان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره " [26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn26)..
- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إذا توضأ العبد المسلم (أو المؤمن) فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء (أو مع آخر قطر الماء) فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء (أو مع آخر قطر الماء) فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء (أو مع آخر قطر الماء) حتى يخرج نقيا من الذنوب ". [27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn27)
ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يتعداه الى اتصافهم بصفة بها يعرفون عندما يلتقون بنبي الله عند الحوض، كما أخبر (صلى الله عليه وسلم): " حيث أتى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا ". [28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn28).
هذا بعض من كل، وغيض من فيض مما يقدمه الوضوء لصاحبه من خيرات، وهو ليس مطلبا صعبا أمام ما يتحقق للمسلم من ورائه، وخصوصا خروج الخطايا من الجسد وما أكثرها.
4 - صلاة ركعتين بعد كل وضوء:
لماذا نتوضأ؟ لكي نصلي، فالوضوء هو الطهور، وهو شطر الايمان، وبدونه لا يمكن أن تتم الصلاة، ولكن المسلم الفطن إذا توضأ صلى، وتقرب الى المولى عز وجل. وقد دعا (صلى الله عليه وسلم) إلى هذا الفعل، وقام به، كما قام به صحابته ودعوا له، وبينوا ما يمنح من خير وأجر عظيم.
-فعن حمران مولى عثمان أنه رأى عثمان دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ويديه إلى المرفقين ثلاث مرات ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاث مرات ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه " [29] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn29).
- وعن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى سجدتين لا يسهو فيهما غفر الله له ما تقدم من ذنبه ". [30] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn30)
¥