تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبالتأكيد أن مثل هذا العمل ليس بالسهل ولا بالصعب، ولكن مشاغل الدنيا وفتنها، تجعله سهلا ممتنعا، فأن يفرغ الانسان نفسه أثناء صلته بالله، عمل كبير مع النفس لضبطها وقهرها، وإيقاف التفكير في مطالبها ورغباتها، ولكن من علم فضل ذلك فرغ نفسه من كل شواغل الدنيا وفتنها، وصلى لله ركعتين بخشوع تام.

5 - التوضؤ بعد كل حدث وصلاة ركعتين:

عشق الطهارة، والحرص على البقاء طاهرا، أمر لا يفعله إلا من علم الأسرار الخفية وراء ذلك؛ من نقاء وعافية، وأجر ومنح إلهية. وهذا من الحرص الزائد للبقاء على طهارة ونقاء، وهو عمل يكسب صاحبه فضلا خاصا بينه النبي (صلى الله عليه وسلم).

-فعن أبي بريدة قال: أصبح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدعا بلالا فقال يا بلال بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي [ ..... ] فقال بلال: يا رسول الله: ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، وما أصابني حدث قط إلا توضأت عندها، ورأيت أن لله علي ركعتين. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): بهما ". [31] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn31).

لنتأمل هذا الحب للصلاة، الحب للتواصل مع رب العباد، ماذا يحقق للانسان المسلم، خشخشة في الجنة.

6 - طلب الوسيلة للنبي بعد كل أذان:

وهذا لبيان مكانة النبي (صلى الله عليه وسلم) من دعائنا وصلاتنا، فلا يكفي أن يتردد اسمه في الأذان أو الاقامة أو التشهد، بل يقدم لنا الشفاعة خمس مرات في اليوم بدعائنا له دبر كل أذان.

-فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة " [32] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn32)

الشفاعة التي سيبحث عنها كل الناس غدا يوم المحشر، يقدمها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لكل مسلم حرص على هذا العمل البسيط في وقته وكلماته، العظيم في أجره وجزائه.

7 - كثرة الخطا الى المساجد:

وليس المقصود أن الراكب لا أجر له، أو جار المسجد أجره قليل، ولكن الحديث يرمز ويدلل على الخروج الى الصلاة بقصد الصلاة، ثم السعي لها " فاسعوا الى ذكر الله ". ولذلك عطاء خاص من الرحمان.

-فعن أبي موسى قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصلي ثم ينام ". [33] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn33)

- وقال (صلى الله عليه وسلم): " صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسا وعشرين درجة وذلك أن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه وتصلي الملائكة عليه ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه يقولون: اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه أو يحدث فيه ". [34] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn34)

وهذا أمر حرص عليه السابقون، حيث يروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: " كنت أمشي مع زيد بن ثابت فقارب في الخطى فقال: أتدري لم مشيت بك هذا المشية فقلت: لا فقال: لتكثر خطانا في المشي إلى الصلاة ". [35] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn35).

وهذا أبي بن كعب الصحابي الجليل يقول: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحداً أبعد من المسجد منه، كانت لا تخطئه صلاة، فقيل له: لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء، فقال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال صلى الله عليه وسلم لما سمع ذلك منه: " قد جمع الله لك ذلك كله" [36] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn36)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير