وفي رواية أن أُبياً رضي الله عنه لما رأى هذا الأنصاري يكابد المشاق حتى يأتي إلى صلاة الجماعة، قال أبي: فتوجعت له، فقلت: يا فلان! لو إنك اشتريت حماراً يقيك الرمضاء وهوام الأرض؟ قال: أما والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم! قال أبيّ لما سمع ذلك منه، فحملت به حملاً – يعني أنه استفظع هذه الكلمة من هذا الأنصاري وعظمت في سمع أبىّ، فأتى أبىّ رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الأنصاري، فقال الأنصاري: رجوت أجر الأثر والممشى، فقال صلى الله عليه وسلم: " ان لك ما احتسبت" [37] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn37)
8- انتظار الصلاة:
وهذا لا يعني أبدا الرهبانية، أو التفرغ للجلوس في الصومعة أو المسجد، بل يعني حب هذه العبادة التي فيها قرب من الله تعالى كما قال (صلى الله عليه وسلم): " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ". [38] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn38).
وقد منح الخالق سبحانه عن هذا القرب، عوضا عظيما، حيث اعتبر الانتظار صلاة، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): " من صلى وجلس ينتظر الصلاة لم يزل في صلاة حتى تأتيه الصلاة التي يلاقيها ". [39] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn39)
وكيف لا، وفاعل ذلك يدرج اسمه ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، الرجل الذي قلبه معلق بالمساجد، معلق بالصلاة، معلق بأن يكون قريبا من الله.
9 - السعي نحو الصف الأول:
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وقد حض النبي الكريم على هذا السباق فقال: " لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا ". [40] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn40)
وهو ما فهمه السلف الصالح، حيث روي عن ابن مسعود قوله يوما وقد دخل المسجد ووجد ثلاثة قد سبقوه. فقال رابع أربعة. وما أربعة ببعيد .. " [41] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn41).
10- صلاة الصبح:
إنها أول فريضة بعد صلاة جوف الليل، وما أعظم ما تمنحه من أجر لفاعلها، أجر لو عده العاد لما أحصاه، ولو تتبع فضائله ما استقرأها.
-منها الحصول على ذمة الله، كيف لا والحبيب (صلى الله عليه وسلم) يقول: " من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يتبعنكم الله بشيء من ذمته". [42] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn42)
- ومنها قيام نصف ليلة، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: " من صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى [نصف] الليل .... ". [43] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn43).
- ومنها النور التام يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وسلم:" بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة". [44] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn44)
- ومنها الحصول على دعاء الملائكة، حيث روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم): أنه قال: " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، وقال: يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم، كيف تركتم عبادي؟ فقالوا: تركناهم وهم يصلون وآتيناهم وهم يصلون " [45] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn45)
- وتتحقق له حماية الملائكة، حيث أخرج ابن ابي شيبة وابن حجر وصححه عن ميثم قال: " يغدو الملك برايته مع أول من يغدو الى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع ". [46] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn46)
- ويسجل ضمن وفد الرحمان ومن الأبرار وممن تدعو معه الملائكة، كما قال (صلى الله عليه وسلم): " من توضأ ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر ثم يصلي الفجر كتبت صلاته يومئذ في صلاة الأبرار وكتب في وفد الرحمان ". [47] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn47)
¥