تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

-إنها المعين الحقيقي على تقوية الايمان، فإقامة الصلاة بأداء أركانها وسننها وهيئاتها في أوقاتها يوصل الانسان الى تحقيق تلك الصلة المطلوبة بين العبد وربه، وحري بمن فعل ذلك أن يعينه الله، وحري به هو أن يكون لما سواها مقيما، كما قال عمر في رسالة لعماله: " إن أهم أموركم عندي الصلاة من حفظها أو حافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ". [56] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn56)

إقامة الصلاة كما أرادها الله أن تقام، لا كما أرادها الناس.

والعجيب في القرآن أنه عند حديثه عن فلاح المومنين ذكر من صفاتهم الست؛ الصلاة مرتين، حيث بدأ بها وختم بها، فكان البدء بالخشوع فيها والختم بالمحافظة عليها، فقال: " قد أفلح المومنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، والذين هم لأمانتهم راعون، والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ". (المومنون1 - 10).

-أما المحافظة عليها، فبالمداومة عليها والحرص على وقتها. يؤكده حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في رواية أبي قتادة: " ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة أن تؤخر صلاة حتى يدخل وقت أخرى " [57] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn57)

وقد قيل للصحابي الجليل عبد الله بن مسعود: إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن:" الذين هم عن صلاتهم ساهون "، و "على صلاتهم دائمون " و " على صلاتهم يحافظون "، فقال ابن مسعود: " على مواقيتها، قالوا: ما كنا نرى ذلك إلا على الترك؟ قال: ذلك الكفر.". وقال مسروق: لا يحافظ أحد على الصلوات الخمس فيكتب من الغافلين، وفي إفراطهن الهلكة وإفراطهن إضاعتهن عن وقتهن ". وقال الأوزاعي عن إبراهيم بن يزيد: أن عمر بن عبد العزيز قرأ: " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " ثم قال: " لم تكن إضاعتهم تركها ولكن أضاعوا الوقت". [58] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn58)

- أما الخشوع فيعني كما قال ذو النون المصري:" إجماع الهمم في الصلاة للصلاة حتى لا يكون له شغل سواه". [59] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn59)

والخشوع في الصلاة مطلب عزيز وكيف لا، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بأنه أول ما سيرفع كما في رواية الطبراني قال: " أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا ". [60] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn60).

والبحث عن الخشوع مطلب عزيز، يحتاج من المسلم ذل جهد في العلم والعمل، جهد في المراقبة والخشية، جهد في اليقين بما عند الله.

وقد عبر عن هذا كله حاتم الأصم حين سئل عن صلاته فقال: " إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي ثم أقوم إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني والنار عن شمالي وملك الموت ورائي أظنها آخر صلاتي ثم أقوم بين الرجاء والخوف وأكبر تكبيرا بتحقيق وأقرأ قراءة بترتيل وأركع ركوعا بتواضع وأسجد سجودا بتخشع وأقعد على الورك الأيسر وأفرش ظهر قدمها وأنصب القدم اليمنى على الإبهام وأتبعها الإخلاص ثم لا أدري أقبلت مني أم لا" [61] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn61).

كما بين صلى الله عليه وسلم فضل هذه الصلوات الخمس وفضل المحافظة عليها في نصوص كثيرة نختار منها ما يلي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير