النافلة تعني الزيادة في العبادة على مقدار الفريضة من جنسها، وهي شاملة لكل الدين، ولكل عبادة نوافلها. لقوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته " [67] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn67).
- والنافلة المقصودة هنا، هي نافلة الصلاة، التي تعتبر سورا مانعا يحمي الفرائض من تسرب الضعف إليها، فمن حافظ عليها كان على الفرائض أكثر محافظة.
-والنوافل جوابر، يجبر بها المرء يوم القيامة ما قد يكون في الفرائض من نقص، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: " إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، قال: يقول ربنا عز وجل لملائكته وهو أعلم -: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئا قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم ". [68] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn68).
- والنوافل دليل عن الفهم عن الله، والبحث عن الراحة في طلب مرضاته. وعلامة على الرغبة في التقرب الى الله.
وقد حث صلى الله عليه وسلم على النافلة، بفعله لها، وأمره بفعلها، والترغيب فيها بذكر ما خص الله فاعلها من أجر وحسنات.
ومما كان يحرص عليه من نوافل الصلاة فعلا وأمرا، ما روته عنه أم حبيبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعا بنى الله له بيتا في الجنة ". [69] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn69)
- وفي رواية قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة: أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الفجر". [70] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn70).
بل لقد أوصى الحبيب صلى الله عليه وسلم أمته بكثرة السجود لما في ذلك من الخير الكثير فقال فيما رواه معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال قلت بأحب الأعمال إلى الله؟، فسكت ثم سألته فسكت، ثم سألته الثالثة فقال: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة ". [71] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn71).
وفي رواية يرويها ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود ". [72] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn72)
وهكذا يظهر أثر السجود، وتظهر آثار النوافل.
ولكل مسلم أن يسأل نفسه، كم من الوقت يستغرق فعل هذه النوافل؟.
وهل من علم هذا الأجر العظيم، يتخلى عنها أو ينساها؟.
بالتأكيد، أن فتن الحياة كثيرة، ومشاغلها أكبر، والمؤمن في حرب وصراع دائم مع شهوات النفس وحبها للراحة والكسل، وبين ضبطها وتقويتها نحو الخير، وهنا يتجلى الابتلاء الذي من أجله خلق الانسان لقوله تعالى: " تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ". (سورة الملك). .
ولا ينفع الابتلاء إلا الصبر عليه، وحسن التعامل مع طبيعة الحياة، وطبيعة التكاليف، وطبيعة الأمانات التي حملها الانسان، المبينة على حسن العمل والاتقان والمبادرة مع حسنت الختام لكل الأفعال.
15 - المواظبة على الصلاة أربعين يوما:
¥