تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn8)

ويصف يوم الحشر فيقول: " تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون الى كعبيه ومنهم من يكون الى ركبتيه ومنهم من يكون الى حقويه (معقد الازار) ومنهم من يلجمه العرق إلجاما " .. [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn9)

فهلا توقفنا للاعتبار قبل وصول هذا اليوم، واستعددنا لحمرة النيران بأحسن الأعمال قبل فوات الأوان؟

لكننا بشر نخطئ ونصيب، نتذكر وننسى كثيرا، وسبحان من لا يؤاخذنا بهذا كثيرا ويمهلنا كثيرا، عسى أن نتوب ونرجع ونخشى ونخاف، إذ لو أن رب العزة يعجل للناس العقوبة على كل فعل لما كان هذا الذي يكون ..

في زمن الكرام قال أنس: " إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الموبقات ". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn10)

وسئل ذو النون عن علامة الخوف من الله؟ فقال: " أن يؤمنه خوفه من كل خوف غير خوفه ". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn11)

وورد في الأثر أيضا: " ما عبد الله بمثل الخوف من الله ". [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn12)

فأين نحن من خوف الله وخشيته؟

بل أين نحن من أمان الله؟

هل نحس بالأمن والأمان والعدو يتربص بنا الدوائر في كل لحظة وفي كل مكان؟

هل نحس بالأمن ونحن مرعوبون بما يُكاد لنا بين كل دقيقة وأخرى؟.

هل سننعم بالأمان في ظل هذا الخذلان الذي تحياه الأمة لبعدها عن الخوف من الملك الديان؟.

ما أسهل وضع الأسئلة وما أصعب الجواب عليها؟.

ولكن المؤكد هو أن الله قد وعد وأكد وبين، فمن خاف مقام ربه وخاف وعيده أمنه الله ومكنه في الارض يتبوأ من ظلالها، ووعد الله غير مكذوب ولا مخلوف، فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر.

-العمل بالتنزيل:

لو تم العمل بما أنزل الله على عباده، لما نقص الأمة شيء، فالتنزيل اليوم يشكو لربه هجرانه، كما يشكو له سوء التعامل معه لتصدق فينا شكوى الرسول الواردة في القرآن: " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ". (الفرقان/30).

ونعني بالتنزيل-ما أوحي به إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) قرآنا وسنة- وصل إلينا دون جهد، ورثناه بسهولة، وعادة أن كل ما يورث ولا يبذل فيه جهد يهمل إهمالا، إلا من عرف قيمة الموروث، فماذا عملنا من أجل القرآن؟.

لقد ضحى الأوائل من أجل حفظ القرآن في الصدور ثم السطور، فجمعوه ودونوه، ثم نقطوه وشكلوه وفسروه، واستمر الحفظ طيلة القرون السابقة، لكن كيف كان عملنا تجاه تنزيل ربنا؟.

نصلي به الصلوات، ونفتتح به اللقاءات والجلسات، نضعه في الرفوف، ونعلقه في السيارات، نقرأه في المآتم، نفتح به مصنعا، نختار منه آيات الجنان وندع آيات النيران.

أهذا ما يستحقه تنزيل ربنا؟

ألهذا أنزله الله سبحانه؟.

أليس هو القائل:" ألر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير". (هود/1).

لماذا فصلت منه عز وجل؟

بالطبع لنقرأها ونتدبرها ونفهمها ونعمل بما فيها، ألم يخاطبنا سبحانه بقوله: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها". (محمد/24).

ألم يقل لنا: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " (الحشر/1). وقال: " وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ". (الأعراف/204)

فأين نحن من كل هذا وغيره؟؟.

كما ضحى الأوائل من أجل السنة – وهي من التنزيل - فرحلوا من أجلها ودونوها ونفوا عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، فما الذي قمنا به في عصرنا تجاه سنة نبينا؟.

ألم يقل النبي الأمين: " من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها .. " [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn13) وقال: " إن الدين بدأ غريبا ويرجع غريبا، فطوبى للغرباء، الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي ". [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn14)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير