تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فكم أحيينا من سنة أميتت بعد القرون الفريدة، بل ماذا نقرأ من سنة المصطفى؟ وماذا نعرف منها ونحفظ؟ وما الذي فعلناه ضد من يشتم الموحى إليه بها؟ وكيف واجهنا الأقلام التي انبرت قديما وحديثا للطعن فيها وفيما صح منها؟.ألم تتكالب ألسنة وأقلام للطعن في أئمة كبار خدموا هذا الدين كما خدموا التنزيل؟.

نعم، لن ننف وجود غيرة عند أفراد من أمتنا واجهت هذه السيوف بسيوف أمضى منها، وأسكتت المتخرصين وذبت عن حياض النبي الأمين وسنته الغراء والأئمة المجاهدين.

ولكن هل ما قدم كان كافيا أم مازال ينقصه الشيء الكثير؟.

إننا لا نشك في أن ما يلزمنا من عمل تجاه التنزيل شيء كثير، وأن عمل الأفراد في مثل هذا الباب لا يكفي، بل يلزمه عمل المؤسسات والمجموعات التي تخدم هذا الميدان وتنصر سنة الحبيب العدنان، وتحافظ بذلك على النور الذي يريد أعداء الاسلام إطفاءه ويابى الله إلا أن يتم نوره ولو كره من كره.

-الرضا بالقليل:

الرضا مطلب عزيز، والرضا بعطاء الله، وما قسمه لكل إنسان على حدة هو القناعة وهو عين التسليم.

وقد حث النبي الكريم على هذه الخصلة وأمر بها أمته فقال لهم تعليما: " من يأخذ من أمتي خمس خصال فيعمل بهن ويعلمهن من يعمل بهن، قال أبو هريرة راوي الحديث: قلت: أنا يا رسول الله، قال: فأخذ بيدي فعدهن فيها، ثم قال: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن الى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ". [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn15)

وبين أيضا أن الغنى الأصلي ليس في الموجود الكثير، ولكن في غنى النفس وإن كان الموجود هو القليل، حيث قال: " ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس " [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn16)

- ومن المعلوم نصا ومما يجب التسليم به أن الله يعطي الدنيا لمن يحب من خلقه ولمن لا يحب حيث قال (صلى الله عليه وسلم): " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الايمان إلا لمن يحب ". [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn17)

- كما أنه سبحانه يعطي الدنيا للطائعين من عباده وللعصاة منهم، أما عطاؤه للعصاة فهو استدراج لهم حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ". (الأنعام/144.). [18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn18)

- وحتى يتحقق الرضا بعطائه والتسليم بقسمته، ولا تُزدرى نعم الله المسبوغة على الانسان، أمر الحق تعالى أن لا يتم النظر الى من هو فوقه حتى لا يتم احتقار ما يملكه كل إنسان من متع ونعم، حيث أخرج الامام مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): " انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عليكم" [19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn19).

- ولكي يطمئن الانسان على نفسه من حيث توفر الرزق وفقده، بين (صلى الله عليه وسلم) أن رزق الانسان موجود بوجوده، منعدم بوفاته، حيث قال:" أيها الناس إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه فلا تستبطئوا الرزق، واتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم " [20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn20)

- وروي من حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تيأسا من الرزق ما تهززت رؤوسكما، فإن الانسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشر ثم يرزقه الله " [21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn21).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير