تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

-وزاد الأمر تأكيدا بقوله فيما رواه عنه أبو سعيد الخدري قال: " لو أن أحدكم فر من رزقه لتبعه كما يتبعه الموت ". [22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn22)

- وهو ما عضده الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه بقوله: " لو أن الرزق الذي قدر الله عز وجل للعبد من ساعته كان في عين الشمس لجعل الله عز وجل في سف ريح حتى يضعه بين يديه ". [23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn23)

من أجل هذا وغيره مما نعلم ولا نعلم، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقنع بعطاء الله، في قوله: " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه". [24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn24)

- وأمرنا أن نستعين بالدعاء كما كان يفعل وهو قائم بين الركنين: " رب قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف على كل غائبة لي بخير ". [25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn25)

- وأوعد الأجر الكبير على القناعة والرضا بقسمة العلي الخبير، فقال: " من قل ماله وكثرت عياله وحسنت صلاته ولم يغتب المسلمين جاء يوم القيامة وهو معي كهاتين ". [26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn26)

بهذا الفهم السليم لعطاء الله والرضا به والتسليم له والقناعة بعطائه، نحقق جزءا من الأجزاء الأربعة المعرفة للتقوى عند الإمام علي، فهل الى فهم سليم من سبيل؟.

-الاستعداد ليوم الرحيل:

ونعني بالاستعداد، الأهبة لهذا الأمر وانتظار قدومه، فليس المنتظر للأمر كالمفاجئ به.

والموت هو قدر البشرية كلها بل وكل الخلائق، لقول الله تعالى: " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام". (الرحمان).

الموت على وضوح شأنه، وظهور آثاره، سر من الأسرار، التي حيرت الألباب، وأذهلت العقول، وتركت الفلاسفة مبهوتين، والأطباء مدهوشين. الموت كلمة ترتج لها القلوب، وتقشعر منها الجلود، ما ذكر في قوم إلا ملكتهم الخشية، وأخذتهم العبرة، وأحسوا بالتفريط وشعروا بالتقصير، فندموا على ما مضى، وأنابوا إلى ربهم، فنسيان الموت ضلال مبين، وبلاء عظيم، ما نسيه أحد إلا طغى، وما غفل عنه امرؤٌ إلا غوى.

الموت حقيقةُ وقضيةُ لابد من مواجهتِها، لا بد أن يواجهها كل إنسان في هذا الوجود، ولابد أن يواجهَها كلُ مسلمٍ وكافر، كلُ بعيدٍ وقريب، كلُ ذليلٍ وحقير، كلُ عزيزٍ وأمير، كلُ صعلوكٍ ووزير. هيَ حقيقةُ الموت ونهايةُ المطاف وخاتمةُ الدنيا.

فكلُ البشرية تشهدُ وتعلم وتنطقُ أن نهايتَها هي الموت، وأن منتهى الطريقِ بالنسبة لها هو الانقطاعُ عن هذه الدنيا؛ انقطاعُ النفسَ والروحَ والجوارح، فالعينُ لا تبصر، واليدُ لا تتحرك، والأذنُ لا تسمع، والنفَسُ لا يجري، والدماء لا تتحرك، والشرايينُ لا تنبض.

-وكل إنسان يعلم أن الموتَ ساعةً لا تتقدم ولا تتأخر.

فمن ذا الذي يضمنُ يقظتَه من فراشه؟

ومن ذا الذي يضمنُ خروجَه من بيته؟ ز

ومن ذا الذي يضمنُ وصولَه إلى عمله؟

إذا كان هذا شأننا فيا عجباً لقسوةِ القلوب، لا تدري متى تُخطف وهي مع ذلك عابثةُ لاهيةٌ.؟.

وقد صدق الشاعر حين قال:

تزود من الدنيا فإنك لا تدري

إذا جنَ ليلُ هل تعيشَ إلى الفجرِ

فكم من صحيحٍ مات من غيرِ علةٍ

وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهرِ

وكم من صغارٍ يرتجى طولَ عمرِهم

وقد أُدخلت أجسادُهم ظُلمةَ القبرِ

وكم من عروسٍ زينوها لزوجِها

وقد نُسجت أكفانُها وهي لا تدري

فالموت كلمة ترتج لها القلوب، وتقشعر منها الجلود، ما ذكر في قوم إلا ملكتهم الخشية، وأخذتهم العبرة، وأحسوا بالتفريط وشعروا بالتقصير، فندموا على ما مضى، وأنابوا إلى ربهم، فنسيان الموت ضلال مبين، وبلاء عظيم، ما نسيه أحد إلا طغى، وما غفل عنه امرؤٌ إلا غوى.

ولعل أول الاستعداد للموت هو ذكر الموت وتذكره:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير