أستاذي الجليل حازم، اشترط ابن مالك رحمه الله في عمل لا الحجازية أن يكون معمولاها نكرتين
في النّكرات أعملت كليس لا
وأنا أستفسر – أستاذي – هل يمكن أن نقول إن الجار والمجرور يقوم مقام النكرة؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[حازم]ــــــــ[28 - 06 - 2004, 08:30 م]ـ
أنا مِنكَ بين فضائلٍ ومَكارمٍ & ومِنِ ارتياحِكَ في غَمامٍ دائمِ
أبدَى سَخاؤكَ عَجزَ كلِّ مُشَمِّرٍ & في وَصْفِهِ وأضاقَ ذَرعَ الكاتِمِ
أخي الحبيب وأستاذي الكريم / أبا أيمن
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
كعادتك – أستاذي الفاضل – أسئلة مُميّزة، واستفسارات تَنمُّ عن ذكاءٍ حادّ وفَهمٍ عميق، ما شاء اللهُ ولا قُوّة إلاَّ بالله، حقًّا أدين لكم بفضلٍ عظيم عن كُلِّ مشاركة تُسعدونني بها، وأسأل الله – جلَّتْ قدرتُه – أن يُديم عليكم الصحَّة والعافية، وأن يرفعَ قدركم، ويرزقكم سعادة الدارين، إنه سميعٌ مجيب.
" هل يمكن أن نقول إنَّ الجار والمجرور يقوم مقام النكرة؟ "
بدايةً لستُ – والله - أهلاً للإجابة عن هذا السؤال متعدّد الجوانب، فقد حيَّرني، ولم أنتبه لمعناه ولم يخطُر على تفكيري حتَّى قرأت تعقيبكم لأول مرَّة , وإن شاء الله سأبذل ما بوسعي، وأرجو اللهَ أن لا أبتعد كثيرًا عن الصواب.
الجارّ والمجرور لا يوصف بمعرفة أو بنكرة، إذ هو متعلِّق دائم بمتعلَّق.
فإمَّا يتعلَّق بموجودٍ في الجملة، كأن يتعلَّق بفعل أو بمصدر أو ما أشبه ذلك.
وإمَّا يتعلَّق بمحذوف، نحو: (زيدٌ في الدار).
فيقولون: في الدار: متعلق بخبر محذوف تقديره كائن أو مستقرّ أو استقرّ أو ما أشبه ذلك.
يُلاحظ أن التقدير بنكرة أو بفعل، والفعل – كما هو معلوم – لا يُعرَّف ولا يُنكَّر.
هذا دليل نظري على تعلُّق الجارّ والمجرور بنكرة.
وهناك دليل آخر من الاستقراء:
فإذا تتبَّعت أقوال العلماء في شروط عمل لا النافية للجنس، مثلاً، تجد أنهم يقولون من ضمن شروطها: أن يكون اسمها نكرة متَّصلاً بها، وأن يكون خبرها أيضًا نكرة، ثمَّ تجد أمثلتهم، نحو: (لا رجلَ في الدار)، ويستشهدون لها أيضًا بقول الشاعر:
إنَّ الشبابَ الذي مجدٌ عواقبُهُ && فيهِ نَلَذُّ ولا لَذَّاتِ للشَّيْبِ
الشاهد فيه: (للشيبِ).
وأصدق من هذا قوله تعالى: ((لا إكْرَاهَ في الدِّينِ))، وقال تعالى: ((لا انفِصَامَ لها))، والآيات في هذا الباب كثيرة.
وجاء في " الكواكب الدرِّيَّة ": أن يكون اسمها وخبرها نكرتين، أما تنكير الاسم فلأجل أن تدلَّ بوقوعه في سِياق النفي على العموم، وأما تنكير الخبر فلأجل أن لا يُخبَر بالمعرفة عن النكرة. انتهى كلامه – رحمه الله -.
وكنتُ قد أعددتُ إجابةً طويلة، ثمَّ اختصرتُها، وأسأل الله أن يجعل فيما تيسر النفع.
والله أعلم
وتفضَّل – أستاذي – بقبول خالص تحياتي وتقديري واحترامي
أخوك
حازم
ـ[فهد آل الخليفة]ــــــــ[29 - 06 - 2004, 02:58 ص]ـ
بارك الله فيك أخي حازم
شتان مابينك وبيني!!!
ـ[الأحمر]ــــــــ[29 - 06 - 2004, 11:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعجبني الحوار بينكم فأحببت المشاركة في الموضوع
لماذا لا يُشترط ألّا يكون الخبر معرفة؟
ألا ترون أنه أدق من اشتراط أن يكون نكرة؟
ـ[حازم]ــــــــ[29 - 06 - 2004, 06:34 م]ـ
إنِّي لَتُطْرِبُني الخِلالُ كَريمةً & طَرَبَ الغريبِ بِأَوْبَةٍ وتَلاقِ
ويَهُزُّنِي ذِكْرُ المُرُوءَةِ والنَّدَى & بَينَ الشمائِلِ هِزَّةَ المُشْتاقِ
الأستاذ الفاضل / فهد
الفضل لكم بعد الله – أستاذي الفاضل -، فقد كنتُ عالةً على إعرابكم الرائع المتماسك بجوانبه، ومُتطَفِّلاً عليه.
فقد أسَّستُم صرح الإعراب، وأكملتُم بناءَه، وكَسَوتُموه حُلَّةً زاهية الألوان، صَدَحَ بألحَانِها الرُّكْبان.
وبعدَ أنِ ازدانَ كلُّ شَيءٍ، ما كانَ مِنِّي إلاَّ أن أضفْتُ شيئًا لا يُذْكَرْ.
فَشَتَّان شَتَّان ما بينك وبيني.
دمتَ بودٍّ مع أجمل تحيَّة
أخوك
حازم
ـ[البدر الطالع]ــــــــ[30 - 06 - 2004, 02:32 ص]ـ
أساتذتي الكرام: أشكر لكم مشاركتكم فيما طرحته من اشكالات، فجزاكم الله خيراً
وسؤال آخر وفقكم الله:
ما أي أنواع " حتى " الواردة في قوله تعالى " وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله "؟
وكيف أفرق بين تلك الأنواع؟
ـ[فهد آل الخليفة]ــــــــ[30 - 06 - 2004, 05:25 ص]ـ
بالله يا أرض الفصيح تزيني = زفي لحازم أطيب الأشواقِ
قد جاءنا بالعلم أزهى صورة ً= وسقانا نبعًا طيبًا رقراقِ
الأستاذ الفاضل: حازم
هذه والله صفة العلماء يتواضعون أمام طلابهم ويمدون لهم يد العون والمساعدة جزاك الله عني كل خير وجمعني بك في الفردوس الأعلى.
البدر الطالع: (أجزم أنك تعرف الإجابة وأنك لست بالهين فسؤالك يدل على ذلك).
الذي نعرفه أن (حتى) تأتي حرف عطف وتأتي حرف جر.
1 - حرف عطف مثال: (أكلت البرتقالة حتى قشرها).
2 - حرف جر مثال) سهرت حتى الصباح).
أما هذا المثال الذي أتيت به سأتركهُ لعمالقة النحو ......
¥