تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حازم]ــــــــ[30 - 06 - 2004, 08:18 ص]ـ

الأخ / البدر الطالع

بدايةً أشكرك شكرًا جزيلاً على مشاركاتك الرائعة المفيدة، وأودُّ أن أقترح اقتراحًا، راجيًا أن يكون له قبول لديكم.

أرى – والله أعلم – أنَّ الأفضل إفراد كل استفسار بمشاركة مستقلَّة، لسهولة البحث في عناوين المشاركات، إذ أنَّ المواضيع هنا لا تتَّصل ببعضها.

بالنسبة للمعاني المختلفة لـ " حتى "، ولستُ – والله - من عمالقة النحو، ولكني أحببتُ فقط أن أشارك أخي الأستاذ الفاضل / فهد، وأن أفصِّل ما أجمله، جزاه الله خير الجزاء في الدارين.

" حتَّى " حرف يأتي لأحد ثلاثة معانٍ:

1 - انتهاء الغاية، وهو الغالب، نحو قوله تعالى: ((قالوا لن نبرحَ عليه عاكِفينَ حتى يَرجِعَ إلينا مُوسَى)) طه آية 91، وهذا يعُمُّ العاطفة والجارّة لاسم صريح أو مؤول، والابتدائية.

2 - التعليل، نحو: أسلِم حتى تدخلَ الجنة.

3 - أن يكون بمعنى " إلاَّ " الاستثنائية، وهذا أقلُّها في الاستعمال، نحو: لا تكون عالمًا حتى تَحُلّ المشكلاتِ.

وتُستعمل على ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: أن تكون حرفًا جارًّا بمنزلة " إلى " في المعنى والعمل، إلاَّ أنها تفارقه في ثلاثة أشياء:

1 - أن لمخفوضها شرطين: أ- عام، وهو أن يكون ظاهرًا لا مُضمرًا، خلافًا للكوفيين والمبرِّد.

ب- خاص، أن يكون مسبوقًا بذي أجزاء، وهو أن يكون آخرًا، نحو " أكلتُ السمكة حتى رأسِها، أو مُلاقيًا لآخر جزء، نحو قوله تعالى: ((سَلامٌ هِيَ حتَّى مَطلَعِ الفجرِ)).

الأمر الثاني مما افترق فيه " حتى " و " إلى "، أنَّ حتى يدخل ما بعدها في حكم ما قبلها، إذا لم يكن معها قرينة تقتضي دخوله أو عدم دخوله، مثال الأول قوله:

ألقَى الصحيفةَ كَيْ يُخفِّفَ رَحلَهُ & والزادَ حتى نعلَهُ ألقاها

ومثال الثاني:

سَقَى الحيَا الأرضَ حتى أَمكَنٍ عُزِيتْ & لهمْ فلا زالَ عنها الخيرُ مَجدُودا

الأمر الثالث مما افترقا فيه: أن كلاًّ منهما قد ينفرد بمحلٍّ لا يصلح للآخر، ومما انفردت به " حتى " أنه يجوز وقوع المضارع بعدها، ولها ثلاثة معانٍ:

الأول: أن تكون بمعنى " إلى نحو قوله تعالى: ((حتى يَرجِعَ إلينا موسَى)) طه 91.

الثاني: أن تكون بمعنى " كي "، التعليلية، نحو قوله تعالى: ((ولا يزالُونَ يُقاتِلونكم حتى يَرُدُّوكُم عن دينِكم إنِ استطاعوا)) البقرة 217، وقوله: ((هُمُ الذين يقولونَ لا تُنفقُوا علَى مَن عِندَ رَسُولِ الله حتى يَنفضُّوا)) المنافقون 7.

الثالث: أن تكون بمعنى " إلاَّ " في الاستثناء، وهذا المعنى ظاهر من قول سيبويه في تفسير قولهم: (واللهِ لا أفعلُ إلا أن تفعلَ) المعنى حتى أن تفعل

الوجه الثاني من أوجه " حتى ": تكون حرف عطفٍ مثل الواو، إلا أنها تفترق عنها في بعض الأمور.

وقد أنكر أهل الكوفة العطف بها، ويحملون نحو: (جاء القومُ حتى أبوك)، (ورأيتُهم حتى أباك)، (ومررتُ بهم حتى أبيك)، على أنَّ حتى فيه ابتدائية، وأن ما بعدها على إضمار عامل.

الثالث من أوجه " حتى ": أن تكون حرف ابتداء، أي حرف تُبتَدأ بعده الجمل، أي تُستأنف، فتدخل على الجملة الاسمية، كقول جرير:

فما زالتِ القتلَى تَمُجُّ دِماءَها & بِدجلَةَ حتى ماءُ دِجلةَ أشْكلُ

وقول الفرزدق:

فَوا عجبًا حتى كُليبٌ تَسُبُّني & كأنَّ أباها نَهشَلٌ أو مُجاشِعُ

وتدخل على الجملة الفعلية التي فعلها مضارع، كقراءةِ نافع – رحمه الله -: ((حتَّى يقولُ الرسُولُ)) البقرة آية 214، برفع " يقولُ وكقول حسَّان:

يُغشُونَ حتى ما تَهِرُّ كِلابهم & لا يَسألونَ عنِ السوادِ المقبلِ

وقد دخلت " حتى " الابتدائية على الجملتين: الاسمية والفعلية، في قوله:

سَرَيتُ بهم حتى تَكِلُّ مَطيُّهُم & وحتى الجيادُ ما يُقَدنَ بِأرسانِ

فيمن رواه برفع " تكلُّ ".

وقد يكون الوضع صالحًا لأقسام " حتى " الثلاثة، كقولك: (أكلتُ السمكةَ حتى رأسها)، فلك أن تخفض بمعنى " إلى "، وأن تنصب على معنى " الواو "، وأن ترفع على " الابتداء ".

أما قوله تعالى: ((وغرَّتكمُ الأماني حتى جاءَ أمرُ)) الحديد 14

يقولون: إنها حرف غاية وجرّ، نحو قوله تعالى: ((ثمَّ بدَّلنا مكانَ السَّيِّئةِ الحسنةَ حتَّى عفوا وقالوا)) الأعراف 95

والله تعالى أعلم

وللجميع خالص تقديري

أخوك

حازم

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[30 - 06 - 2004, 01:03 م]ـ

وأفضل الناس ما بين الورى رجل&&تقضى على يده للناس حاجات

أستاذي الجليل حازم بارك الله فيك وفي علمك، وأطال الله رفقتنا لك في هذا المنتدى المبارك

ما أعظم أمرك، تقسم بالله أنك لست أهلا للإجابة، ثم يكون جوابك واضحا كالشمس،

حسن خلقك، وتواضعك وسعة علمك و المامك بالكتاب والسنة " ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ "

نسأل الله أن يزيدك من فضله وأن يبارك في صحتك وعمرك وأن ينفعنا بصحبتك

أستاذي الجليل، لقد بينتم بيانا شافيا أن تعريف الجار والمجرور وتنكيره متعلق بمتعلَّقه،

فهل أكون صائبا – أستاذي – إذا قلت أن تقديره اسما يكون أولى حتى لا تنقلب الجملة –عند التقدير- إلى فعلية إذا تقدم الجار والمجرور؟

وأن الفعل لا يعر ف و لا ينكر،

فهل أكون صائبا – أستاذي – إذا قلت أنه قد يقع موقع النكرة أو المعرفة إذا كان للجملة محل من الإعراب حيث قال ابن مالك رحمه الله تعالى:

نكرة قابل أل مؤثرا ... أو واقعّ موقع ما قد ذكرا

وغيره معرفة ّ كهم وذي ... وهند وابني والغلام والذي

أفيدونا جزاكم الله خيرا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير