ـ[البدر الطالع]ــــــــ[02 - 07 - 2004, 01:57 ص]ـ
جزاكم الله خيراً فقد والله افدتموني وهكذا فليكن المنتدى وإلا فلا.
سؤال آخر وفقكم الله أساتذتي النحاة المهرة:
الفعل " لنسلم " في قوله تعالى: " وأمرنا لنسلمَ لرب العالمين " منصوب بأن مضمرة
جوازاً بعد لام التعليل، والإشكال عندي في أنه لم يظهر لي معنى التعليل في هذه اللام.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[02 - 07 - 2004, 06:33 م]ـ
وَالنّاسُ يَجْمَعُهم شَمْلٌ وَبَيْنَهُمُ&&في العَقْل فَرْقٌ وَفي الآدَاب وَالحَسَب
كَمثْل مَا الذّهَبُ الإبْريزُ يَشْرَكُهُ&& في لَوْنه الصُّفْرُ والتَفْضيلُ للذّهَب
وَالعُودُ لَوْ لَمْ تَطبْ منْهُ رَوَائحُهُ&&لَمْ يَفْرَق النّاسُ بَيْنَ العُود وَالحَطَب
أستاذي الجليل حازم
بارك الله فيكم وعلمكم من علمه الواسع مايقربكم به إليه
أسأل الله العلي القدير أن يجعل هذه الفوائد التي أفدتنا بها مضاعف أجرها في ميزان حسانتك
ـ[البدر الطالع]ــــــــ[02 - 07 - 2004, 08:33 م]ـ
اللهم آمين، على دعاء أخي - أبا أو أبو - أيمن، وجهوني أيهما أصوب، ولماذا؟
ـ[الأحمر]ــــــــ[02 - 07 - 2004, 10:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الأستاذ حازم لا تكفي عباراتي لتسجيل مدى إعجابي بك وبأسلوبك الراقي وآمل أن يتواصل عطاؤك.
أخي البدر الطالع
لا هذه ولا تلك
الصواب أبي أيمن
أخي مضاف إليه مجرور
أبي: بدل مجرور من (أخي) وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف
ـ[حازم]ــــــــ[03 - 07 - 2004, 07:06 ص]ـ
الأخ العزيز / البدر الطالع
زادك الله علمًا وتوفيقًا، وحُبًّا في طلب العلم.
قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – (ومنَ سلكَ طريقًا يلتمِسُ فيه علمًا سهَّلَ اللهُ له به طريقًا إلى الجنَّة) رواه مسلم.
أعجبني جدًّا سؤالك الرائع عن لام التعليل في قوله تعالى: ((وأُمِرنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العَالَمِينَ)) سورة الأنعام، آية 71. وذلك لأمرين:
لأنه سؤال يتعلَّق بكتاب الله ـ سبحانه وتعالى –
وثانيًا: لأنه قلَّ من يتفطَّن لمثل هذا الأمر , زادك الله نورًا.
وكأنِّي بك تميل إلى رأي من قال: إنها لام التعليل، مع وجود عِدَّة أقوال في هذه المسألة.
نعم – أخي الحبيب -، اختَلفَ العلماء – رحمهم الله تعالى – في هذه اللام، وهذا أحد المواضع، ونظائره قوله تعالى في سورة النساء ((يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ))، وقوله – جلَّ في عُلاه – في سورة الأحزاب ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ))، وقوله في الشورى ((وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَينَكُم))، وقال – عزَّ في عُلاه – في سورة الصفِّ ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ))
قيل إنها لام «كي»، التي تعاقب: «أن». قاله الفرَّاء، والعرب تعاقب بين لام كي وأن، فتأتي باللام التي على معنى «كي» في موضع «أن» في أردت، وأمرت، فيقولون أردت أن تفعل، وأردت لتفعل، ومنه قول الشاعر:
أريد لأنسَى ذِكرَها فكأنَّما && تَمَثَّلُ لي لَيلَى بكلِّ سَبيلِ
وحكى الزجَّاج هذا القول وقال: لو كانت اللام بمعنى «أن» لدخلت عليها لام أخرى، كما تقول: جئت كي تكرمني، ثم تقول: جئت لكي تكرمني، وأنشد:
أردت لكيما يعلم الناسُ أنها && سراويل قيس والوفودُ شُهودُ
ومفعول (وأُمِرْنَا) الثاني محذوف، وقدَّروه: وأُمِرْنَا بالإخلاص لكي ننقاد ونستسلم (لِرَبِّ العَالَمِينَ)، والجملة داخلة في المقول معطوفة على (إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى).
وذهب الكسائي إلى أن اللام حرف مصدري بمعنى أن بعد أردت وأمرت خاصة، فكأنه قيل: وأمرنا أن نسلم، والتعرض لوصف ربوبيته تعالى للعالمين لتعليل الأمر وتأكيد وجوب الامتثال به.
وقال الزمخشري: هو تعليل للأمر فمعنى (وأُمِرْنَا) قيل لنا: أسلموا لأجل أن نسلم.
وقال الخليل وسيبويه ومن تابعهما: الفعل في هذا وفي نحوه مؤول بالمصدر، وهو مبتدأ، واللام وما بعدها خبره، أي أمرنا للإسلام، وعلى هذا فلا مفعول للفعل، وهو نظير ـ تسمع بالمعيدى خير من أن تراه.
وقيل إنَّ اللام زائدة، لتأكيد معنى الاستقبال، أو لتأكيد إرادة المصدر، ويكون أن نسلم هو متعلق (وأُمِرْنَا) على جهة أنه مفعول ثان بعد إسقاط حرف الجرّ.
وقيل: اللام بمعنى الباء، كأنه قيل (وأُمِرْنَا) بأن نسلم، ومجيء اللام بمعنى الباء قول غريب.
فتحصَّل في هذه اللام أقوال: أحدها أنها لام كي، والثاني أنها أجريت مجرى أن، والثالث أنها بمعنى كي للتعليل إما لنفس الفعل وإما لنفس المصدر المسبوك من الفعل، والرابع أنها مؤولة بالمصدر، والخامس أنها زائدة، وأخيرًا أنها بمعنى الباء.
والسؤال الآن: هل من ترجيح بين هذه الأقوال؟
لم يرجِّح النَّحاس أو مكِّي القيسيُّ أحد الأقوال السابقة، في كتابيهما إعراب القرآن.
بينما جاء في " فتح القريب " ترجيح مذهب الخليل ومن تابعه.
إلاَّ أنه جاء في " إعراب القرآن الكريم " للأستاذ الدرويش عن هذه اللام: " أنه أقرب ما يبدو فيها أنها على بابها من التعليل، فهي تعليل للأمر.
والمعنى: قيل لنا أسلموا لأجل أن نسلم، والغرض من دخولها إفادة الاستقبال على وجه أوثق، إذ لا يتعلَّق الأمر والإرادة إلاَّ بمستقبل " انتهى.
ختامًا أحببتُ أن تقف على جميع أقوال العلماء في هذه المسألة، فإن رأيتَ أنها تسبِّب مزيدًا من الإشكال، فعليك بالأصل، وهو أنَّ اللام على أصلها للتعليل، والله أعلم.
وللجميع خالص تحياتي وتقديري
أخوك
حازم
¥