تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[نافع]ــــــــ[21 - 08 - 2004, 01:14 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أودّ أن أوجه سؤالاً للمشايخ الكرام حول صيغة السؤال الموجه من الأخ السائل وهو (ماهو إعراب):

وسؤالي هو: هل تدخل ما الاستفهامية على ضمير الفصل؟ أم أنها تدخل مباشرة على المستفهم عنه؟

يعني: هل يقال: ما هو كذا؟ أو يقال: ما كذا؟

وجزاكم الله خيراً

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[22 - 08 - 2004, 12:43 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت أن أستفيد من أساتذتي الأجلاء في هذا الموضوع و أشارك برأيي المتواضع راجيا منهم التصويب و التصحيح

أرى و الله أعلم أن ما ذهب إليه الأستاذ الجليل حازم أولى و ذلك لأن الفائدة قد تمت و حسن السكوت على:

عُدْوَانٌ وَاسِعٌ شَنَّتهُ أمريكا على العراق

كما أن ضوابط المبتدأ و الخبر قد تحصلت، لذلك فلا داعي في التجاوز إلى غيرها

و بقي النظر في إعراب الجملة: أودى بحياة الآلاف

وذلك لا يتأتى إلا بالنظر إلى ما تعلقت به، و تعلقها بالمبتدإ "عُدْوَانٌ " ملحوظ، وقد جاء نكرة فهي صفة له

لأن الجمل بعد النكرات صفات

أرجو منكم التصويب بارك الله فيكم

تلميذكم المحب

أبو أيمن

ـ[حازم]ــــــــ[22 - 08 - 2004, 08:11 ص]ـ

الأخ الفاضل / نافع

أعجبني سؤالك، الذي يدلُّ على دقَّة الملاحظة وحسن الانتباه، زادك الله علمًا.

قبل أن أجيبك على استفسارك، أودُّ أن أبدأ بإلقاء قليلٍ من الضوء على ما يُسَمَّى بـ" ضمير الفصل ".

يقولون: إنَّ ضمير الفصل يتوسط بين المبتدأ وخبره قبل دخول العوامل اللفظية وبعده،

وإن شئتَ فقل: يقعُ فصلاً بين المبتدأ والخبر، أو ما أصله مبتدأ وخبر، نحو قوله تعالى: ((إنْ كانَ هَذَا هوَ الحَقَّ)) الآية "32" من سورة الأنفال، وقوله تعالى: ((كُنتَ أنتَ الرقيبَ عليهِم)) الآية "117" من سورة المائدة، وقوله تعالى: ((وكُنَّا نَحْنُ الوارِثينَ)) الآية "58" من سورة القصص.

فـ "هُو"، و" أنت "، و" نحن ": ضمائر فصلٍ لا محلَّ لها من الإعراب.

" الحَقَّ " في الآية الأولى خبر " كان "، وفي الثانية " الرَّقِيبَ " خبر " كنتَ "، وفي الثالثة " الوارثين " خبر " وكُنَّا ".

وقد ذهب البصريون إلى تسميته " فصلاً "، فيما سمَّاه الكوفيُّون " عمادًا ".

وبتوضيح أكثر:

ضمير الفصل أو العماد، هو الذي يكون بين المبتدأ والخبر، أو ما أَصله المبتدأ والخبر.

مثل: (خالد هو الناجح)، (إن سليمًا هو المسافر)، (كان رفقاؤك هم المصيبين).

والمذهب الجيد في هذا ألا يكون له إعراب، وكل عمله إشعار السامع بأَن ما بعده ليس صفة لما قبله، وهو يشبه الأَدوات في إفادته التوكيد والحصر.

ويُشْتَرط فيما قَبلَه أَمران:

(1) كونُه مُبتَدأً في الحالِ، أو في الأصل، نحو قوله تعالى: ((أولئِكَ هُمُ المُفلحونَ)) الآية "157"من سورة الأعراف.

وقوله عزَّ في علاه: ((كنتَ أنتَ الرقيبَ عليهم)) الآية "117" من سورة المائدة.

(2) كونُه مَعرفَة.

ويُشترط فيما بعده أمران:

(1) كونُه خبرًا لمبتدأٍ في الحال، أو في الأصل.

(2) كونه معرفةً، أو كالمعرفة.

يُشْترطُ لَهُ في نَفسِه أَمران:

(1) أن يكون بصيغَةِ المَرفوع فيمتنعُ: " زيدٌ إيَّاهُ العالمُ ".

(2) أن يُطابقَ ما قَبلَه، فلا يجوزُ: " كنتُ هو الفاضلَ "، وإنما " كنتَ أنتَ الفاضلَ "

بقيَ النظرُ في إعرابه:

إعرابه ضمير فصل أو عماد لا محلَّ له من الإعراب، وهذا هو الأسهل.

وقد يقع توكيدًا، نحو قوله عزَّ وجلَّ في سورة البقرة: ((ويَآدمُ اسْكُنْ أنتَ وزوجُكَ الجنَّةَ)" أنت: تأكيد للضمير المستكن في " اسْكُن ".

وقد يُعربُ مبتدأً، نحو قوله عزَّ في عُلاه ((وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ)) آل عمران 10،

فالضمير " هم ": ضمير فصل، أو: مبتدأ، و" وَقُودُ " خبره.

وأخيرًا، هل يصحُّ مجيء ضمير الفصل " هو " في السؤال، نحو: " ما هو إعراب كلمة كذا؟ ".

نعم - أخي الفاضل -، وما الذي يمنع ذلك؟

أليستْ " ما " الاستفهامية مبتدأ؟

أليستْ كلمة " إعرابُ " خبرًا؟

إذًا، يصحُّ توسُّط ضمير الفصل بينهما، فلك أن تقول: " ما هو إعرابُ كذا؟ "

ولك أن تحذفها وتقول: " ما إعرابُ كذا؟ ".

ويكثر مثلُ هذا التركيب في كتب الشُّرَّاح، وقد أحصيتُ أكثر من سبعة مواضع في شرح العلاَّمة ابنُ عثيمين – رحمه الله – عند شرح " الأربعين النووية "، نحو قوله:

[قوله: (أخبرني عن الإسلام): يعني ما هو الإسلام؟ أخبرني عنه،

فما هو الخلق الحسن؟

فما هو الإثم؟

ما هو البر؟ البر العام والخاص؟] انتهى كلامه.

ختامًا، أرجو أن تجد بُغيتك في ثنايا هذا البحث المتواضع، نظرًا لقصوري أن أصل إلى الدرجة التي كنتَ تأملها، راجيًا من الأساتذة الكرام تصويب الأخطاء، وإكمال النقص.

وللجميع خالص تقديري

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير