وانظر قوله تعالى، في سورة المزمِّل: ((وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا))، فقد فصل الضمير " هو " بين المفعولين لحكمة بلاغية، وليس لأن ما بعده يلتبس بالصفة، إذ أنَّ ما بعده مفعولٌ به ثانٍ.
وأودُّ أن أوضِّح هذا الأمر أكثر، فأقول: إنَّ الحكم الذي وُضِع ابتداءً لعلَّةٍ، ليس بالضرورة أن يكون مُشاعًا على أفراد المجموعة.
فمثلاً: حذف العرب همزة الفعل الرباعي " أكْرَمَ "، في المضارع منه للمتكلم، فتقول: " أُكْرِمُ "، لاستثقال اجتماع الهمزتين في نحو: أؤكرم، ثم حملوا حروف المضارعة بعضها على حكم بعض، في نحو حذفهم الهمزة في: نكرم وتكرم ويكرم، لحذفهم إياها في " أُكْرم ".
مع عدم اجتماع همزتين فيها، أليس كذلك أستاذي؟.
وحذفهم الياء من نحو: وعد وورد، في " يعد ويرد "، لما كان يلزم لو لم تحذف من وقوع الواو بين ياء وكسرة.
ثم حملوا الحكم على بقية حروف المضارعة، فقالوا تعد، نعد، أعد، كلها بالحذف، مع انتفاء العلة وهي وقوع الواو بين ياء قبلها وكسرة بعدها.
والأمثلة والتعليلات في هذا الباب كثيرة جدًّا.
وبقي – أستاذي الكريم – سؤالكم الأخير الحَرِج:
" هل كل ما جاء على القياس جاز لغةً؟ "
أتمنى أن يتصدَّى لهذا السؤال مَن هو أهلٌ له، فالإجابة عنه حكم، ولسْتُ جديرًا بالكلام عنه، غير أني سأجيبك بما أعتقده وسأنقل ما تيسَّر من كلام أهل العلم.
أقول: نعم، ما جاز قياسه قياسًا صحيحًا لا يتعارض مع قياسٍ آخر صحيح ٍ، جاز لغةً.
ومَن الذي يمنع القياس؟
فالقياس الصحيح معمول به حتى في الشريعة، وتقوم به الأحكام الشرعية.
وإذا تتبَّعتَ كتب علماء النحو تجدها مليئةً بالقياس، انظر كتاب سيبويه وغيره من علماء النحو.
كذلك، إذا تتبَّعتَ كتب المعاجم، مثل " اللسان "، تجده مليئًا بالمسائل القياسية، وصارت من ضمن لغة العرب.
أوَ تظُنُّ – أستاذي العزيز – أنَّ كل ما هو موجود في المعاجم، سُمعَ عن العرب؟
يقول ابن جني في " الخصائص ":
(واعلم أن من قوة القياس عندهم اعتقاد النحويين أنَّ ما قيس على كلام العرب فهو عندهم من كلام العرب) انتهى كلامه – رحمه الله -.
فانظر – بارك الله في علمك -، أهمية القياس عند مَن وضع أسس علم اللغة، وانتشر علمهم، وصاروا حجَّة عند باقي العلماء، والله أعلم.
لن أضيف كلامًا آخر، ولكن سأحيلك للرجوع إلى كتبهم، المليئة بالقياس، وسترى بعينك أشكالاً متعدِّدة من الدُّرر واللآلئ التي يعجز مثلي أن يلتقطها.
ختامًا، أرجو لك التوفيق في عملك، وأرجو أن يكون بين ثنايا هذه المفردات، ما يمكن أن يكون ذا قيمة لِمَن هو مثلك.
وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[27 - 08 - 2004, 01:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رب أمر تتقيه && جرّ أمرا ًترتجيه
خفي المحبوب منه &&وبدا المكروه فيه
فاترك الدهر وسلّمـ && ـه إلى عدل يليه
أساتذتي الكرام، أشكركم جزيل الشكر فقد استفدت منكم فوائد كثيرة، كما أحببت أن أطرح بين أيديكم بعض الإستفسارات والأسئلة
جاء في مسند الإمام أحمد / مسند الكوفيون ح 17793
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَيُّ عُرَى الْإِسْلَامِ أَوْسَطُ قَالُوا الصَّلَاةُ قَالَ حَسَنَةٌ وَمَا هِيَ بِهَا قَالُوا الزَّكَاةُ قَالَ حَسَنَةٌ وَمَا هِيَ بِهَا قَالُوا صِيَامُ رَمَضَانَ قَالَ حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ قَالُوا الْحَجُّ قَالَ حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ قَالُوا الْجِهَادُ قَالَ حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ قَالَ إِنَّ أَوْسَطَ عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللَّهِ وَتُبْغِضَ فِي اللَّهِ *
جاء في صحيح مسلم ح 2137 وسنن أبي داود ح 1628 و سنن ابن ماجة 3065 ومسند الدارمي 1778
في حديث طويل أنقل منه أنقل منه موضع الشاهد فقط
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ قَالُوا نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ
هل هناك فرق يبن العبارتين وهل معناهما صحيح؟
1 -
زيد ما هو في العلم؟
زيد ما في العلم؟
2 -
عمرو ما في الإيمان؟
عمرو ما هو في الإيمان؟
3 -
زيد ما فاعلٌ؟
زيد ما هو فاعلٌ؟
تقبلوا فائق الإحترام و التقدير من تلميذكم المحب
أبو أيمن
ـ[نبراس]ــــــــ[06 - 09 - 2004, 02:47 ص]ـ
عدوان واسع شنته أمريكا على العراق أودى بحياة الآلاف
أنا مع من يقول بأن جملة (أودى بحياة الآلاف) خبر للمبتدأ (عدوان)
فلو قلنا (عدوان واسع شنته أمريكا على العراق) وسكتنا000 هل تم الإخبار000 بالطبع لا
مالذي حصل بعد أن شنت أمريكا حربها؟
إجابة السؤال (هي الخبر)
هذا مالدي والله أعلم
¥