تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حازم]ــــــــ[11 - 07 - 2004, 01:24 م]ـ

ومَن تكنِ العلياءُ هِمَّةَ نفسِهِ & فكلُّ الذي يلقاهُ فيها مُحَبَّبُ

أستاذي الحبيب / أبا أيمن

أين الخبر في جملة " أكبرُ منك سنًّا أكثرُ منك تجربةً "؟

فبل أن أجيبكم على هذا السؤال أودُّ أن أقدِّم بين يديه بعض الملاحظات، أسأل الله أن يجعل فيها النفع والفائدة.

من المعلوم أن معنى بعض الجمل لا يتمَّ ويكتمل إلا بعدم قطع التابع عن متبوعه، والمضاف إليه عن مضافه، والمعمول عن عامله، والجارّ والمجرور أو الظرف عن متعلَّقه، والموصول عن صلته، وهكذا.

فعند الإعراب، يتمُّ فصل الكلمات عن بعضها، وذلك لإعطاء كل ذي حقٍّ حقَّه، أما عند المعنى لا بدَّ أن تقف على الكلمة التي يحسن عندها الوقوف، ليظهر المعنى الحقيقي لتركيب الكلام، وهذا الأمر يجب أن يُلاحَظ عند تلاوة القرآن العظيم، ويُعرف هذا بعلم " الوقف والابتداء ".

فإذا قلت: " زيدٌ تلميذٌ مجتهدٌ "، فكلمة " تلميذ " هي الخبر الذي هو محطُّ الفائدة، ولكن في المعنى لا بد أن نصف هذا الخبر بكلمة " مجتهد "، فالنعت يجب أن لا يفصل عن منعوته.

وقول الشاعر: " هذا الذي تعرفُ البطحاءُ وطأته "، فكلمة " الذي " هي الخبر، فإن قلتَ: هذه الكلمة لا تفيد شيئًا، أجبتك: لا بدّ من صلتها، حيث إنها مبهمة من غير صلتها، ففي الإعراب، تقول: " الذي " هي الخبر، وما بعدها صلة الموصول لا محلَّ لها من الإعراب.

أما مثالنا: " أكبرُ منك سنًّا أكثرُ منك تجربةً "

الخبر " أكثرُ "، ولكن لا يكتمل معنى الجملة إلا بعد أن تستوفي معمول الخبر، وهو " منك تجربةً " فالجارّ والمجرور " منك " متعلّق به، وكلمة " تجربةً " تمييز لاسم التفضيل " أكثر "، فهو العامل فيه.

وهذا الكلام ينطبق على المبتدأ، والله أعلم.

وأرجو المعذرة عن قصوري في الإيضاح وقلَّة الشواهد، سائلاً الله لكم مزيدًا من التوفيق

ـ[ربحي شكري محمد]ــــــــ[11 - 07 - 2004, 02:09 م]ـ

السلام عليكم

تحية كبيرة الأستاذ حازم على طروحاته المميزة، ولا تكفي عبارات الثناء، فمشاركاته شاهدة على تميّزه.

أخي البدر الطالع، إن سمحت لي أحب أن أصوّب بعض ما ذكرت من إعراب الحديث الشريف.

أخي:

1 - أنت قلت:

يوم: ظرف مكان مبني على الفتح، في محل نصب مفعول به.

أو يكون: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وهو

مضاف

والصواب هو الأول أي الظرفية بدون القول في محل نصب مفعول به، لأنها بمعنى "في يوم".وقد تخرج عن الظرفية في موضع

غير هذا لأن النحاة يسمون أمثال هذه الظروف بالظروف المتصرفة أي التي تخرج عن الظرفية، فيمن مثلا إعرابها مبتدأ في نحو:

يوم الجمعة مقدّس عند المسلمين.

وتأتي مفعولا به في نحو:

أحب يومَ الجمعة. وهكذا.

2 - قلت: غراً: نعت لأمتي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

والصواب أنها حال منصوبة، وصاحبها "واو الجماعة " في "يدعون"

فيمكنك السؤال: كيف تُدعى أمة محمد-صلوات الله عليه-؟

فيكون الجواب: غرّاً.

وكذلك محجلين، فهي حال ثانية.

3 - قلت:

من: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

آثار: أسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ,وهو مضاف

والجار والمجرور متعلقات بالفعل يدعون.

والصواب أن الجار والمجرور "من آثار "متعلق بالحال "محجلين"

4 - قلت: من " اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ،

وهذا صحيح، ولكن أن خبرها؟

خبرها جملة الشرط والجواب.


أخي وأستاذنا حازم:
لك الشكر على توضيحاتك المهمة بخصوص الخبر المتمم للفائدة مع متعلقاته، وهو موضوع في غاية الأهمية.
وكانت هذه المسألة من جملة المسائل التي بحثها العلامة عباس حسن؛ إذ قال إن الخبر أحيانا لا تحصل به الفائدة إلا بوجود نعت أو متعلق أو غير ذلك من متمم للخبر؛ مثل القول:
زيدٌ رجل كريمٌ.
فالإخبار بالرجولة عن (زيد) ليس هو الممقصود، وإنما إطلاق صفة الكرم عليه.
أرجو ألا أكون قد تطفلت عليكم إخوتي.
وللجميع تحياتي.

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[11 - 07 - 2004, 08:53 م]ـ
**رفع للنقاش العام**

ـ[حازم]ــــــــ[12 - 07 - 2004, 01:46 ص]ـ
ولقد عَلَوْتَ فما تُبالي بعدَ ما & عَرفُوا: أيَحْمَدُ أمْ يَذُمُّ القائلُ
أُثْنِي عليكَ، ولو تَشاءُ لقُلتَ لي & قَصَّرتَ، فالإمسَاكُ عنِّي نائِلُ

أستاذي الفاضل النِّحرير / ربحي

لا أملك إلاَّ أن أقول: بارك الله في علمكم، ورفع منزلتكم، فقد كان لمروركم الكريم لهذه الصفحة المتواضعة أثر بالغ وسعادة كبيرة في نفسي.

وأرجو مواصلة هذا العطاء المثمر، فنحن بحاجة أن نتضلَّع من بحر علمكم الصافي، وننهل من معين شرحكم الوافي، كما أرجو أن تتعاهدونا بتوجيهاتكم القيِّمة، وإرشاداتكم الثمينة، والتكرُّم بتصويب الأخطاء.

وجزاكم الله خير الجزاء.
تلميذكم
حازم
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير