ـ[حازم]ــــــــ[13 - 07 - 2004, 08:40 م]ـ
أستاذيَّ الكريمين / أبا أيمن والبدر
كم سُررتُ من تنافسكما المحمود في طلب العلم والحرص عليه، وكم سعدتُ بسموِّ أخلاقكما وحبَّ النفع للآخر، بارك الله فيكما وزادكما علمًا وتوفيقًا.
لازلتُ ألاحظ تقدُّم مستواكما في الإعراب، وأتمنى أن تكون نماذج الإعراب شاملة لمختلف مواضيع النحو، وإن شاء الله سأحاول تنويع الأمثلة.
بالنسبة للملاحظات:
ذكر أخي أبو أيمن " رَوضَ: ظرف مكان منصوب على الظرفية "
والصواب: أنه مفعول به. أي لا تتجاوز رياض الذكر.
قال أخي البدر " مقبلا: مفعول به منصوب "
والصواب أنه حال، أي أكثر من الذكر حال كونك مقبلاً عليه.
ذكر أبو أيمن " منصوب بالفاء السببية المسبوقة بنفي "
الأولى أن تقول: منصوب بأن المضمرة وجوبًا بعد فاء السببية، ويجوز أن تقول منصوب بفاء السببية في جواب النهي.
لم تذكر – أخي البدر – فاعل " تمحلا "، أما بالنسبة لإعراب " رِوَى، ذكر "، فقد أفردتُ لها شرحًا خاصًّا.
قال ابن مالكٍ – رحمه الله تعالى -:
والأصلُ في الأخبارِ أن تُؤخَّرا & وجَوَّزوا التقديمَ إذْ لا ضَرَرا
الأصل في الأخبار التأخير، لماذا؟
لأن المبتدأ محكومٌ عليه، والمحكوم عليه، والخبر حُكم، ولا بدَّ أن يتقدَّم المبتدأ على الحُكم، ليكون محلاًّ له، إذ أنَّ الحكمَ لا بدَّ أن يصادفَ محلاًّ.
فإذا قلتَ: زيدٌ قائمٌ، فقد حكمتَ على زيدٍ بالقيام.
ثمَّ قال: وجَوَّزوا التقديمَ إذْ لا ضَرَرا
فيجوز تَقديم الخبر إذا لم يتضمَّن ضررًا، كمخالفة قواعد أو إيقاع في لَبسٍ وإشكال.
ثمَّ قال: فامنعْهُ حين يستوي الجُزءان & عُرفًا ونُكرًا عَادِمَيْ بَيانِ
أي فامنع تقديم الخبر إذا صار المبتدأ والخبر معرفتين – كما هو الحال في مثالنا -أو صارا نكرتين، ولم نعلم أيهما المبتدأ من قرينة حال أو نحو ذلك، فهنا يمتنع تقديم الخبر ويتعيَّن تقديم المبتدأ، لأجل أنْ نحكم: أنَّ الثاني حكمٌ على الأول بمقتضى الترتيب.
فإذا قلتَ: زيدٌ أخوك، كلاهما معرفة، هنا تخبر أنَّ زيدًا هو أخوك.
فلو قدَّمتَ وقلتَ: أخوكَ زيدٌ، التبس المعنى، فلا يجوز أن تقدِّم الخبر، فلا ندري هل أنتَ تريد أن تخبر عن زيدٍ أنه أخوك، أو عن أخيك أنه زيد، وبينهما فرق، إذا قلتَ: أخوك زيدٌ، يعني لا غير، لا يوجد لك أخٌ آخر، وإذا قلتَ زيدٌ أخوكَ، فيحتمل أنَّ لك أخًا ثانيًا وثالثًا، فيلتبس المعنى، فحينئذٍ لا بدَّ أن يبقى كلُّ جزءٍ في محلِّه.
فإذا قلتَ: رِوَى القلبِ ذكرُ اللهِ: فقد جعلتَ ذكرَ الله تعالى ريًّا للقلب، وهذا صحيح، فإنَّ ريَّ القلب الحقيقي بذكر الله – سبحانه وتعالى، فالمراد هنا – والله أعلم – الحكم على رِوى القلب، وليس المراد الحكم على " ذكر الله "، فـ" ذِكْرِ الله " أكبر، والله أعلم.
وبالنسبة لسؤالك عن وجود " ضابط معين يُعرف من خلاله متى يكون العدد ظرف زمان "
أقول – اختصارًا -: إذا تلا العددَ تمييزٌ له يدلُّ على الزمان، فالعدد – غالبًا – ظرف زمان، مثل قوله تعالى: ((سخَّرها عليهم سبع ليالٍ))، فكلمة سبع: ظرف زمان، والله تعالى أعلم.
ونحنُ أناسٌ لا تَوسُّطَ عندَنا & لنا الصدرُ دون العالمينَ أوِ القبرُ
مع خالص تحياتي للجميع
ـ[البدر الطالع]ــــــــ[14 - 07 - 2004, 06:16 ص]ـ
أستاذي ومعلمي القدير: حازم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت بتمعن ما كتبته من ملحوظات وتصويبات، فجزاك الله خيراً، وقد سرتني تلك التفصيلات الرائعة في مسألة تقدم الخبر، فلله درك من معلم، وهكذا فليكن التعليم توصيل للمعلومة بأبسط طريق لا تكلف فيه.
أما بالنسبة للبيت الجديد،
ونحنُ أناسٌ لا تَوسُّطَ عندَنا لنا الصدرُ دون العالمينَ أوِ القبرُ
ونحن: الواو بحسب ما قبلها، " نحن " ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ
أناس: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
لا: نافية للجنس، تعمل عمل إنّ، حرف مبني لا محل له من الإعراب.
توسط: اسم لا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
عندنا: عند ظرف مكان منصوب، وهو مضاف والضمير المتصل " نا " مبني على
السكون في محل جر مضاف إليه، (أستاذي: هل الظروف كلها مبنية؟ ثم إذا
¥