لا أستطيع إخفاء شعوري بالسعادة لحرصكما المستمر على المشاركة الجادَّة والصادقة في تعلُّم الإعراب واغتنام الأوقات، أسأل الله لكما الثبات والتوفيق، وأن ينفع بكما.
بالنسبة للملاحظات فقد كفاني أستاذي الفاضل موسى الكلام عن بناء اسم لا
ولعلِّي إن أردتُ أن أضيف شيئًا فمن باب تفصيل ما أجمله – وفقَّه الله –
فاسم (لا) ينقسم إلى ثلاثة أقسام (مفرد، ومضاف، وشبيه بالمضاف)
فالمضاف نحو: لا صاحبَ علمٍ ممقوتٌ.
والمشَّبه به، نحو: لا طالعًا جبلاً حاضرٌ، وهذان القِسمان معربان منصوبان.
أما المفرد، نحو: (لا علمَ لي) فهو مبنيٌّ على الفتح في محل نصب، والمراد بالمفرد هنا ما ليس مضافًا ولا شبيهًا به، فقد يأتي مثنّى أو جمع تكسير أو جمع مذكر سالم أو مؤنث سالم.
أخي أبا أيمن، أناس: خبر المبتدأ، فبها يتمُّ المعنى،
ولم توضِّحا إعراب جملة (لا توسُّط عندنا)، وهي في محل رفع نعت لـ (أناس)، الجمل بعد النكرات صفات.
أما ظرف المكان (عندَ) فهو مُعرب، أي منصوب بالفتحة، وليس مبنيًّا، وهناك بعض الظروف المبنيَّة، سأتكَّلم عنها في حينها – إن شاء الله -.
كلاكما أعرب (دون) ظرف، وأرى – والله أعلم – أنها منصوبةٌ بنزع الخافض (مِنْ)، فالتقدير: لنا الصدرُ من دون العالمينَ أو القبرُ.
فإن قال قائلٌ: أليس الأولى عدم التقدير؟ قلتُ: بلَى، إلاَّ إذا كان المعنى لا يتمُّ إلاَّ به.
فقد قِستُها – ما لم أكن مخطئًا – على قول الله – عزَّ وجلَّ -: ((قُلْ إن كانتْ لكم الدارُ الآخرةُ عندَ اللهِ خالصةً مِن دونِ الناسِ فتَمَنَّوُا الموتَ إن كنتُم صادقينَ))، ولعلَّ فارسَنا أبا فراس حذف (من) لإمكانية عبور بحره الطويل، واللهُ أعلم.
أستاذي البدر: لاحظ أنَّ (أو) – كما قال أستاذي أبو أيمن: وكُسِر للتخلُّص من التقاء الساكنين.
أعجبني – أخي البدر – إعراب (القبر) وما تلاه، وهو إعراب جيِّد، ولكن كما قلتُ سابقًا أن الأولى عدم التقدير، فإعرابك أدَّى إلى تقدير خبر محذوف (لنا)، فلِمَ لجأتَ إلى هذا التقدير مع إمكانية عطف (القبر) على المبتدأ (الصدر).
لاحظ هذا المثال: (زيدٌ وعمرٌو في الدار)، فكلمة (عمرٌو) معطوفة على (زيدٌ).
فلو غيَّرتَ هذا الترتيب وقلتَ: (زيدٌ في الدار وعمرٌو)، قلنا: الأسهل أن تظلَّ كلمة (عمرٌو) معطوفة على (زيدٌ)، ولا حاجة للتقدير، ولا حاجة لتكوين جملة أخرى، أليس كذلك أخي الفاضل؟
وسأذكر لك مثالاً من القرآن شبيهًا بهذه الصورة. قال الله تعالى في سورة الطلاق: ((واللائي يَئِسْنَ مِنَ المحيضِ من نسائكم إنِ ارتبتُم فَعِدَّتُهُنَّ ثلاثةُ أشهُرٍ واللائي لم يَحِضْنَ))،
القول الأول: خبر ((واللائي لم يَحِضْنَ)) محذوف تقديره كذلك، أو: مثلُهنَّ.
القول الثاني: خبر ((واللائي لم يَحِضْنَ)) محذوف تقديره " خبر " فَعِدَّتُهُنَّ ثلاثةُ أشهُرٍ "، فالتقدير جملة كاملة تتكون من مبتدأ وخبر محل الخبر المحذوف للمبتدأ ((واللائي لم يَحِضْنَ))،
القول الثالث: ((واللائي لم يَحِضْنَ))، " اللائي: معطوف على المبتدأ عطف مفردات، وهذا هو الأولَى لأنه الأسهل ولا يحتاج إلى تقدير، وقد تعلَّمت من الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله – أنه إذا اختلف النحاة في إعرابٍ أخذنا بالأسهل لأنه أسهل، وكَّما قلَّ التقدير كان هو الأولى، والله أعلم.
قال الله تعالى: ((يومَ يَأْتِ لا تَكلَّمُ نفسٌ إلاَّ بإذنهِ فمنهُم شَقيٌّ وسَعيدٌ))
أسأل الله – بمنِّه وكرمه – أن يجعلكما وأساتذتي الكرام وكلَّ مَن مرَّ على هذه الصفحة فوجَّه أو أرشد أو أبدى ملاحظةً أو قرأ من السعداء، وأن يلحقني بكم.
وللجميع خالص تحياتي
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[15 - 07 - 2004, 12:18 م]ـ
لَوْلاَ المَشَقةُ سَادَ الناسُ كُلهُمُ&&الجُوُد ُيفْقرُ والإقْدَام قتالُ
يومَ: ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف وهو مضاف
يَأْتِ: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على ماقبل الياء المحذوفة للتخفيف وهو في محل جر مضاف إليه
والفاعل ضمير مستتر تقديره هو
لا: نافية
تَكلَّمُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره
نفسٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
إلاَّ: حرف استثناء
¥