أساتذتي الكرام، عند ظهور الجبال الشامخة أمثالكما لايبقى لحبات الرمل إلا أن تذروها الرياح
لكن عساني أن أستمد شيئا من إسْمَنَتِكما أشد به جزيئاتي المتناثرة حتى أصمد لطرح بعض اللإستفسارات
والأسئلة إن أذنتم
أستاذي الكريم / الحجة لست ذاك -والله - فقد ظننت بي خيرا، إنما هي كلمات حفظناها من هنا وهناك، وفوائد استفدناها من أساتذتنا الأجلاء، بارك الله فيهم و فيك،
فمضيت أرددها جاهلا معناها غافلا عن كنهها، و ما منزلتي من الفهم والعلم إلا "كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا"، ولا أدل على ذلك من خلطي للمسائل و تناقضي في الإستدلال
1 - أستاذي الكريم / الحجة، إن الذي جعل ذلك محل نظر هو "قد" التي أفادت التقليل في كلام ابن مالك رحمه الله، وتوجيهه ب "نحو" إلى صيغة اسم الفاعل
"***************وقد&&يجوز نحو فائز ألو الرشد"
وفي شرح ابن عقيل رحمه اله تعالى قال:"ومذهب البصريين -إلا الأخفش- أن هذا الوصف لايكون مبتدأ إلا إذا اعتمد على نفي أو استفهام، وذهب الأخفش والكوفيون إلى عدم اشتراط ذلك، فأجازا "قائم الزيدان" ... و إلى هذا أشار المصنف بقوله "وقد يجوز نحو فائز ألو الرشد" أي قد يجوز استعمال &&هذا الوصف&& مبتدأ من غير أن يسبقه نفي أو استفهام "
ثم استرسل ابن عقيل رحمه اله تعالى فقال: "وزعم - أي ابن مالك- أن سيبويه يجيز ذلك على ضعف، ومما ورد فيه: فخير نحن عند الناس منكم&&********"
وهذا المثال الذي الذي استدل به ابن عقيل مما لاخلاف فيه -أستاذي- حيث أن "خير" تعلق به الظرف و الجار والمجرور وقياسه قول ابن مالك رحمه الله
"ورغبةٌ في الخير خيرٌ"
وبعد هذا كله فمازال اللفظ مستغربا لدي، وماوجتدت له شاهدا في الكتاب أو السنة أو كلام العرب.
2 - أستاذي الكريم / الحجة، تقييدكم حكم جملة بفهم السامع لاأراه إلا استحسانا، وذلك أن المستحسن هو السامع من حيث علمه أو جهله، والسامع في مثالنا مجهول كما أن لافظ القول مجهول.
3 - لازال فكري البَاِلي يراودني أن تمت بون بين تقييد الحذف بدلالة الدليل عليه وبربطه بفهم السامع.
4 - بارك الله فيكم، وزادكم علما نافعا يرفعكم به في الجنة درجات، وجعل هذه الفوائد التي أفدتمونها في ميزان حسناتكم
وأستأذنكم -أستاذي - في بعض الأسئلة:
أما ترون أن اعتبار "الذي أفضل منك أفضل مني" أصل للجملة "أفضل منك أفضل مني" يجعل كلام ابن مالك رحمه الله
فامنعه حين يستوي الجزءان&&عرفا ونكرا عادمي بيان
لاغي المدلول عديم الفائدة، وذلك أنه بإضافة "الذي" للجملة يختل التوازن بين شقيها، فترجح كفة الشق الأول بزيادته تعريفا، بينما يبقى شقها الثاني على حالته من النكارة
أستاذي الكريم، أن الذي فهمته من هذا التعبير أن تعلق الجار و المجرور بالنكرة "أفضل" خفف من نكارتها وأعطاها شيئا من التعريف، وإن كان لابد للمبتدإ أن يكون ذاتا جامدة - وهو مااستفدته من قولكم - فما المانع من إثبات الذات ل "أفضل منك" وتجميده فيكون الإخبار عنه ب "أفضل مني"،
وإن ساغ التقدير بتقدير "الذي" في الجملة السابقة فما التقدير في مثال ابن مالك رحمه الله "ورغبة في الخير خير" وأين هي الذات في المبتدإ "رغبة"
أما بالاعتبار السابق نكون قد خرجنا من الإشكال ومن التقدير والإضافة
فإن قال بعضهم لمَ لمْ نعتبر "أفضل مني" ذاتا ثم نخبر عنها ب "أفضل منك" فلقول ابن مالك رحمه الله:
فامنعه حينَ يَسْتَوي الجُزْءَانِ&&عرفا ونُكرا عادمَي بيان
وأما المثال "صبر جميل" فهو محذوف المبتدإ وجوبا لأن الخبر مصدر ناب عن فعله -مع حالات أخرى لوجوب حذف المبتدإ ذكرها ابن عقيل في شرحه - ويكون التقدير "صبري صبر جميل"
وليس هناك فرق بين "صبر جميل" و "شعر فصيح" سوى الشهرة وما اعتاده الناس وألفوه، وفرق بين تقدير "هذا شعر فصيح" و "شعري/شعرك شعر فصيح" فالأول مما جاز في الحذف لقول ابن مالك رحمه الله:
وَفِي جَوَابِ كَيْفَ زَيدٌ قل دَنِفْ&&فَزَيْدٌ اسْتُغنيَ عَنْهُ إذْ عَرفْ
والثاني واجب الحذف حسب ما سبق
والله أعلم
5 - أستاذي الكريم / الحجة، المبتدأ في (جبار متكبر) يقاس على "أفضل منك أفضل مني" بعد تقدير الحذف
- إنما قصدت أستاذي إلف الحذف لاإلف اللحن والأول جائز لأغراض ذكرتها و الثاني لايجوز لأن قواعد النحو قد جفت بها الصحف
- نعم أستاذي، أكون شاكرا لكم إن أتحفتمونا بأمثلة لذلك، و ما تواجدنا هنا إلا لنتعلم من أمثالكم
وأعتذر لكم أستاذي إن كنت جاوزت حد الأدب معكم، أو أكثرت عليكم من الأسئلة و الاستفسارات، وقد والله استفدت منكم خيرا كثيرا
فجزاكم الله عني خير الجزاء
تلميذكم المحب
أبو أيمن
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[02 - 08 - 2004, 01:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة أستاذي الكريم / الحجة، فقد كتبت الموضوع الأخير دون أن أنتبه إلى إيضاحكم الأخير إلا عند هذه الساعة، و لذلك تجدون عدم مراعاة ذلك عند التحرير
وأكرر اعتذاري مرة أخرى
وتقبلوا فائق الإحترام والتقدير
تلميذكم المحب
أبو أيمن
¥