ـ[أبوأيمن]ــــــــ[30 - 08 - 2004, 12:30 م]ـ
أَيّهَا النّاسُ نَحْوَا&&إِنّ بَعْدَ النّحْوِ سِرّا
أستاذي الكريم / أبو تمام سررت كثيرا بإجابتك عن أسئلتي، و ما أنا بأستاذ لك، بل هو تواضعك ولي الشرف أن أكون تلميذا لك أتعلم من بحر علمكم الواسع
أستاذتي الكرام الأخفش، حازم و أبو تمام
لا زالت استغرب التقدير
لا تحسبن العلم ينفع وحده مدةَ عدمِ تتويج ربّه بخلاق.
و بالضبط في العلاقة بين لا تحسبن و مدة
فعند القول: حسبت الأمر كذا، فهو شيء لحظي لمدة معينة و محدودة تغير الرأي بعدها
وعند الجزم ينتفي الأمر ويصبح عكسه أَبَدِي، فكيف يصح التقدير بالظرف "مدة" المحدودة بجهتي البداية و النهاية
ولو قدرنا الكلام: لا تحسبن العلم ينفع وحده&&إذا لم يتوج ربّه بخلاق، لضمنا ما يستقبل من الزمان - الغير محدود - من "إذا"
و في النفس شيء منه، حيث فيه تقييد ل "لا تحسبن"، ولو أزلنا الظرفية لانسجمت الصورة
أستاذي الكريم / أبو تمام، إذا أعربنا ينفع مفعولا به ثاني ل "تحسبن" فماذا نعرب "وحده"
هذا و أعتذر عن ر كاكة الأسلوب و قلة الألفاظ للتعبير
و تقبلوا فائق الاحترام و التقدير من تلميذكم المحب
أبو أيمن
ـ[الكاتب1]ــــــــ[31 - 08 - 2004, 04:10 ص]ـ
إخوتي الكرام، كل يوم يزداد إعجابي بهذا المنتدى الرائع، فلله دركم! كم أتحفتمونا بتحليلاتكم المبنية على علم
وبمداخلاتكم الرائعة، لاحرمتوا الأجر.
أخي حازم، لقد قلت ـ بارك الله فيك وزادك علما ونفع بك ـ أن " ما " مصدرية ظرفية "، أوليست المصدرية
الظرفية أن يكون ما بعدها دالا على الزمان، نحو: " سأدافع عن ديني ما دمت حيا " ومنه قوله تعالى: "
وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا "؟
فلمَ لانعدّها مصدرية غير ظرفية والمصدر المؤول في محل نصب حال للضمير في " ينفع "؟
ثم، أنا معك في أنّنا لانستبعد أن تكون شرطية لأن المعنى واضح بها إذ المعنى: لاتحسبن العلم ينفع وحده إذا لم يتوج ربه بخلاق "
أخي النحوي المبدع " ابو ايمن،
إعراب " وحده " ـ بارك الله فيك، ونفع بك ـ حال من الضمير في " ينفع " منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
أخي " الأخفش " إن أعربنا " ما " شرطية فإنّ " لم " تكون نافية لاعمل لها والفعل " يتوج " مجزوم بما
الشرطية والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " ما "
إخوتي الكرام: ألا يمكن إعراب " ما " نافية لاعمل لها؟
أرجو تصويبي وإفادتي
ـ[حازم]ــــــــ[31 - 08 - 2004, 06:40 ص]ـ
بَكَيْتُ إذْ مَرَرْنَ بي سِرْبُ القَطَا & فقلتُ ومِثلي بِالبُكاءِ جَديرُ
أسِرْبَ القَطا هَلْ مَنْ يُعِيرُ جَناحَهُ & لَعلِّي إلى مَنْ قَدْ هَوَيْتُ أَطِيرُ
أساتذتي الكرام
لعلَّكم تأذنُونَ لي أن أشارك بشيءٍ يسير بمجلسكم العلمي الرفيع
ولعلِّي أبدأ بما طرحه أستاذي المفضال / الأخفش، حول الجازم للفعل " يُتوَّجْ "، في قول الشاعر:
ما لمْ يُتوَّجْ ربُّهُ بِخَلاقِ
ذهب جمهور النحاة إلى امتناع التنازع بين الحرفين أو بين الحرف وغيره، لأن الإعمال قد يؤدي إلى الإضمار ولا يجوز الإضمار في الحروف.
وعليه، فإنَّ الجازم للفعل هو حرف الجزم " لم "، وليس اسم الشرط الجازم " ما "،
ولم يختلف البصريون والكوفيون في هذه المسألة، لأن المتنازعين هنا حرفان، واختلافهم في التنازع أو الإعمال إنما هو إن كان المتنازعان فعلين أو ما أشبههما في العمل.
فالفعلين نحو قوله تعالى في الكهف: ((ءَاتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا)).
وتنازع اسم وفعل نحو قوله تعالى في الحاقَّة: ((فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ)).
وتنازع اسمين نحو قول الشاعر:
عهدتُ مغيثًا مغنيًا من أجرته & فلم أتخذ إلا فناءك موئلا
أما بالنسبة للحروف فقد أجمعوا على أنَّ العمل للأقرب.
قال ابن هشام " وقد عُلم مما ذكرته أنّ التنازع لا يقع بين حرفين، ولا بين حرف وغيره، ولا بين جامد وغيره " انتهى كلامه.
وقد أجاز بعضهم كالفارسي تنازع " إن " و " لم " الفعل بعدهما، ومنه قوله تعالى في سورة البقرة: ((فإن لم تفعلوا)).
وهذا القول مرجوح بأقوال جمهور علماء النحو.
¥