ـ[ديك الجن]ــــــــ[04 - 09 - 2004, 05:01 م]ـ
سلام عليك يا حازم.
لو سألك أحد عن إعراب (وهم يدفنونني) فقل له إنها حال.
ولو سألني أحد عنها فسأقول إنها ابتدائية لا محل لها من الإعراب مثلها مثل الجملتيين الباقيتين في البيت.
ولن أتهمك يا حازم أنك لست ذا رأي وأن فهمك ليس صحيحا، ولن أتهمك أنك تدافع عن رأي شاذ وأنك لازلت تجهل تركيب الجمل الثلاث.
ولن أدعي أني سآخذ بيدك إلى الإعراب الصحيح.
ليس هذا طبعي.
فقد قدمتُ بالقول إنه لا يوجد سوى إعراب صحيح واحد لكل جملة مبينة مفيدة وأنا وأنت إنما نعرب أفهامنا.
لم أدخل هذا النقاش لأتهمك بجهل أو لأفرض عليك رأي. كلا. حسبنا أن يعرض كل منا رأيه ويبسط حججه وكفى ـ أما اتفاقنا على رأي واحد فهو أمر يأتي أو لا يأتي، وأهم منه أن نعرف كيف نبسط حججنا ونعرض آراءنا.
أما تضارب أقوالي فما أراك إلا ظالما لي عندما اقتطعت جملة من سياقها وحكمت علي بها: أنا قلتها هكذا:
" تتهمني أنني أقلل من أهمية جملة (وهم يدفنونني)؟
أأنا أقلل من أهميتها؟؟ أنا يا نديمي؟
أنا الذي أقول عنها أنها جملة جديدة وأنها تساوي في الأهمية الجملة الأولى وأنه لا يمكن الاستغناء عنها؟
حاشاي أن أقلل منها وحاشاك أن لا ترى تأكيدي على أهميتها وحرصي على استقلاليتها. لقد فتحت من أجلها الموضوع كله ثم تقول لي: لم تقلل من أهميتها؟. لو كنت أقلل من أهميتها لأعربتها حالا وانتهى الأمر!!!!
"
هذا تأكيد مني على أهميتها، وقد أكدت على ضرورة بقائها من أجل أداء الغرض البلاغي الذي أعتقد أن مالكا أراده. وأما قولي بحذفها فكان ردا لمن أراد أن يعربها حالا غير فضلة. وما زلت أقول إن المعنى الأساسي يتم بدونها في حالة إعرابها حالا، على عكس الحال في الآية الكريمة: "وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ" فلاعبين حال لا جدال ولكن لا يمكن حذفها ولا يتم المعنى الأساس بدونها. أما (وهم يدفنونني) فإن المعنى الأساسي يتم بدونها لو أعربت حالا.
أخيرا: لقد راقني حديثكم واستفدت منكم وليس مهما اتفاقنا على فهم واحد، وأكيد أننا سعدنا بصحبة مالك وبتقليب المعاني، ولعمري إن تلك هي الفائدة.
دمتم سالمين مصابيح علم ورفاق درب وندامى أطايب الحديث وأستغفر الله لي ولكم.
ـ[حازم]ــــــــ[04 - 09 - 2004, 11:06 م]ـ
يا أهْلَ الشَّوْقِ لَنا شَرَقٌ & بِالدَّمْعِ يَفِيضُ مُوَرِّدُهُ
يَهْوَى المُشْتاقُ لِقَاءَكُمُ & وصُروفُ الدَّهْرِ تُبَعِّدُهُ
ما أحْلَى الوَصْلَ وأعْذَبَهُ & لَولا الأيَّامُ تُنَكِّدُهُ
بِالْبَيْنِ وبِالْهُجْرَانِ، فيَا & لِفُؤادي كَيْفَ تَجَلُّدُهُ؟!
أستاذي الحبيب العزيز / " ديك الجنّ "
حقَّا قد أحزنني ردَّك الأخير، وها أنا ذا أتقدَّم إليك باعتذارٍ شديد، على كلِّ كلمة صدرتْ منِّي تجاهك، فما عرفتُك إلاَّ إنسانًا دمِثَ الأخلاق، حبيبًا إلى القلوب، وقد حباك الله ذكاءً وفِطنة، وفهمًا ثاقبًا.
وقد تشرَّفتُ بصحبتك، وسعدتُ برفقتك، فما أجمل حديثك، وما أروع بيانك.
مُبتَدأٌ " دِيكٌ " وعاذِرٌ خَبَرْ & إنْ قُلتَ " دِيكٌ " عاذِرٌ مَنِ اعْتَذَرْ
حقيقةً، لم أكُنْ مُتمَنِّيًا أن يَنتهي الموضوع قبل أن نُقلِّل طول المسافة بيننا، فقد كانت رحلتنا شَيِّقة وممتعة، كنَّا رفيقيْ بيت مالكٍ الرائع، وكنتَ خير نديم حرف.
فكيف طابت نفسك أن تتركني في صحراء موحشة، كما تُرِك المازنيُّ؟؟
يَعِزُّ علَيَّ حِينَ أُديرُ عَيْني & أُفَتِّشُ في مَكانِكَ لا أراكَا
وأعترفُ في مَقامي هذا بأنَّ لك فضلاً كبيرًا، وقدرًا عظيمًا، فقد كنتَ السبب في إحياء قصيدة مالك ابن الريب المازنيِّ، والتي بحق تعتبر من درر الشعر وعيونه.
وجعلتَ القرَّاء والزوَّار يتلذَّذون بروعة معانيها.
وأتمنَّى أن أرى مشاركاتك المُميَّزة، ذات الطابع الساحر الخلاَّب تتواصل، وأن لا تنقطع عن هذا المنتدى.
وإنَّكَ كالليلِ الذي هوَ مُدْركِي & وإنْ خِلْتُ أنَّ المُنتأَى عَنكَ واسِعُ
ختامًا، أودُّ أن أذكِّرك بأنَّك الأجدر أن تختار الإعراب الذي تراه متوافقًا مع المعنى الذي ارتضاه المازنيُّ، فقد تبيَّن لي أنك ذو دراية واسعة في علم النحو، إضافة إلى علم الأدب والبلاغة – ما شاء الله، تبارك الله.
ولن تُسَاق ببُردك ولا بغيره إلى الجملة الحالية.
أسأل الله لك مزيدًا من فضله، وأسألك الصفح، فقد تجاوزتُ وشططتُ.
دمتَ سالمًا وتقبَّل أعذب تحياتي وأرقَّها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوك: حازم
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[05 - 09 - 2004, 12:35 ص]ـ
أمر على الديار ديار صحبي&&أقبل ذا الجدار و ذا الجدار
و ما حب الديار شغفن قلبي&&ولكن حب من سكن الديارا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الأجلاء، شدني حديثكم، و سحرني بيانكم و حواركم، فأ حببت أن أبعث إليكما بجزيل شكري، فقد - والله - استفدت من حديثكما، و أسرني تحاوركما وسط تلك الصورة السحرية بارك الله فيكما وزادكما من علمه و جوده وكرمه،
وأستاذنا الجليل / حازم لاأحد يجهل فضله وحسن خلقه و تواضعه، و حيا الله أستاذنا الكريم ديك الجن أديبا بارعا ونحن معكم في ليلكم نسمع غناءكم و نمشي خلفكم
تقبلوا فائق الاحترام و التقدير
تلميذكم المحب
أبو أيمن
¥