تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذكرتَ – بارك الله فيك – (أن تكون النكرة متأخرة وقبلها خبرها، بشرط أن يكون مختصا سواء أكان ظرفا أم جارا مع مجروره أم جملة أم شبهها)

أقول: المعلوم أنَّ " شبه الجملة ": هو الظرف، أو الجار والمجرور، أليس كذلك؟ فلماذا تميَّز بالتكرار؟

وأما أن يكون جملة، فلعلَّ ذلك هو استفسار الأستاذ / " أبو ذكرى "، وسأجيب عنها – إن شاء الله لاحقًا.

وقولك: (أن تكون جوابًا، مثل: ما الذي في جيبك؟ فتجيب: نقودٌ في جيبي)

لعلَّ الجواب: " نقودٌ "، دون ذكر " في جيبي "، وهذا من باب حذف ما يُعلَم، قال ابن مالكٍ:

وحذفُ ما يُعلَمُ جائزٌ كما & تقول: " زيدٌ "، بعد: مَنْ عِندَكُما؟

قال في " الهمع ":

(أن تكون جوابًًا، نحو: " درهم " في جواب: " ما عندك؟ " أي: درهم عندي، فيقَّدر الخبر متأخرًا.

ولا يجوز تقديره متقدمًا، لأن الجواب يسلك به سبيل السؤال، والمقدم في السؤال هو المبتدأ) انتهى كلامه.

وقولك: " أن تكون مسبوقة بلام الابتداء (لرجلٌ نافع أحب إلي من رجل عاطل)

لعلَّ المثال هذا لا يعني بالضرورة لام الابتداء، إذ أنَّ كلمة " نافع " نعتٌ لكلمة " رجلٌ "، فيكون هذا من باب وجود مسوِّغين للابتداء بالنكرة، لذلك أرى – والله أعلم – أن يكون المثال: (لرجلٌ نافعٌ).

وأخيرًا، قولك: (أن تكون مسبوقة بكلمة كم الخبرية " كم صديقٌ زرته فأفادني كثيرًا ")

هذا المثال جِيء به استشهادًا للابتداء بالنكرة إذا وقعت بعد " كم "، فلا بدَّ أن تكون النكرة مرفوعة، ليصحَّ إعرابها مبتدأ.

فإن قال قائل: أليس ما بعد " كم " الخبرية مجرورًا؟

قلتُ، ليس على كلِّ حال، بل يكون مجرورًا، ومرفوعًا، ويكون منصوبًا بعد " كم " الاستفهامية.

وقد استشهد أهل العلم ببيت الفرزدق:

كم عمةًٌِ لكَ يا جريرُ وخالةًٌٍ فدعاءَُ قد حَلَبتْ عليَّ عِشارِي

حيث رُوِيت كلمة " عمَّة " وكلمة " خالة " بالأوجه الثلاثة، وعليه:

" كم ": إما خبرية وإما استفهامية، ويجوز في " عمة " مع " خالة " المعطوفة عليها الحركات الثلاث:

أمَّا الجر فعلى أنها " كم " الخبرية وقوله " عمةٍ " مميزها.

وأما النصب فلأنها مميز " كم " الاستفهامية والاستفهام على سبيل الاستهزاء والتهكُّم.

وأما الرفع فيها فعلى أنها وقعت مبتدأ وصفت بقوله " لك "، ومميز " كم " على هذا محذوف، وذلك المحذوف إمَّا أن يقدَّر مجرورًا، فيكون هي الخبرية، تقديره: كم مرةٍ، وقدَّره بعضهم: كم وقتٍ.

وإمَّا أن يقدَّر منصوبًا، فيكون هي الاستفهامية على ما ذُكر، تقديره: كم مرةً.

وخبر المبتدأ قوله: " قد حلبت "، و" كم " على هذين التقديرين في محل النصب بالظرف، والعامل فيه " قد حلبت "، وكون الفعل خبرًا لا يمنعه ذلك من أن يعمل فيما قبل المبتدأ، بدليل صحة قولهم: " يومَ الجمعةِ زيدٌ ضُرب ". وهي في الوجهين الأولين تكون في محل الرفع بالابتداء وقوله " قد حلبت " خبرها.

ختامًا بقي النظر في " هل تكون الجملة مسوِّغًا للابتداء بالنكرة؟

أرَى أن أؤجِّل بحث هذا الموضوع لوقتٍ آخر، والله أعلم.

وللجميع خالص تحياتي وتقديري

ـ[الأخطل]ــــــــ[06 - 09 - 2004, 12:31 م]ـ

أخي الفاضل / حازم

السلام عليكم

شكرا لك على هذه المداخلة القيمة

بارك الله فيك وفي علمك

كلما رأيت لك مشاركة أو مداخلة عبر هذا المنتدى تيقنتُ بأننا نقف أمام هرم وقمة شامخة

من قمم هذا المنتدى المبارك ولانملك أمام هذه المشاركات إلا الاعتراف بعلمك الغزير

ونبل أخلاقك وتواضعك لطلابك

لك من محبك الأخطل أعذب وأرق التحايا

مقرونة بالدعاء لك بالتوفيق والسداد

ـ[حازم]ــــــــ[07 - 09 - 2004, 10:32 ص]ـ

أستاذي الكريم / الأخطل

أبَى اللهُ إلاَّ أنْ يَكونَ لكَ الفضْلُ & وأنْ يَتَباهَى بِاسْمِكَ القَوْلُ والفِعْلُ

وألاَّ يفيضُ النَّاسُ في كُلِّ سُؤْدُدٍ & يَعُدُّونَهُ إلاَّ وأنتَ لَهُ أَهْلُ

أستاذي: الفضلُ يُعرَفُ بأهلِه.

ولا أرَى إلاَّ أنَّك صاحبُه وأهْلٌ له، المستحقُّ للمحاسن، والأجدرُ بالشكر:

فقد جَمعْتَ روائعَ الحِسان، ونسَّقتَ الحروفَ وشَيَّدتَ الأركان، فتلألأت كأزهار بستان، فكانت لَوحةً متعدِّدة الفوائد ساطعة البيان.

فهيهاتَ هيهاتَ أن أُدرك فضلَك.

أستاذي الفاضل:

لك عاطر التحايا، وصادق الودِّ والعرفان.

وجزاك الله عني وعن كلِّ قارئٍ وزائرٍ خيرَ الجزاء

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[07 - 09 - 2004, 01:44 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم أساتذتي الكرام على ما تفضلتم به، وجزاكم الله خيرا

لا زلنا ننتظر بشوق ما تجودون به أستاذي الجليل / حازم في الإجابة عن سؤال الأستاذ / أبو ذكرى و إلى ذلك الحين أود أن أطرح بعض الأسئلة

هل عند حذف كل أنواع التعريف من الخبر يبقى اللفظ الذي مبتدأه نكره مفيدا فائدة يحسن السكوت عليها

مثلا

- بطلٌ في حرب

- كلٌ محاسب على عمل

- ولحلم أوقاتٌ

- شفاءٌ لمريض

- ما الذي في جيب؟ نقودٌ.

ـ كل يوم أذهب للتعلم و كتبٌ في يد.

أرجو الإفادة بارك الله فيكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير