ـ[أبو الحسين]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 06:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي حازم: أشهد الله على حبك فيه.
كعادتك دائما إذا ناقشت مسألة فقولك الفصل.
أرجو أن تزيل الغبار الذي يحجب رؤيتي لهذه المسألة قليلا.
يقال: إن البدل هو التابع المقصود بالحكم،
فهل في إعرابنا لكلمة (ابن) بدلا في المثال: (جاء محمد بنُ صالح)، هل تكون كلمة (ابن) المقصودة بالحكم.
أرى أن المقصود بالحكم هنا (محمد لا ابن)
أما قولك أستاذي أن كلمة (فارس) في المثال: ( ... عنْ أبي الفَتحِ فارسٍ) تعرب بدلا، فلا غبار عليه لأن العلم (فارس) هو المقصود بالحكم لا الكنية (أبي الفتح).
فهناك بون شاسع بين المثالين.
أرجو منك إزالة هذا الغبار؛ لتتضح لي الرؤية.
بارك الله في علمك، وغفر لك.
ـ[الصدر]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 07:43 م]ـ
بارك الله فيكم ولم أجد لي مدخلا سوى أن أشير إلى من يعربونها (ابن) عطف بيان
ـ[حازم]ــــــــ[29 - 10 - 2004, 07:14 م]ـ
يُقَصِّرُ دونَ باعِكَ كلُّ باعٍ & ويَحصَرُ دونَ خُطبَتِكَ الخَطيبُ
لقدْ جاوَزتَ مَكْرُمةً وعِزًّا & فلا مُقصَى المَحلِّ ولا عَزيبُ
تَبَيَّنَ حينَ تَجتَمِعُ النَّواصِي & عَلينا مِن كَرامَتِكُمْ نَصِيبُ
أستاذي الحبيب، الأديب اللبيب / " أبو الحسين "
أحبَّك الله الذي أحببتَني فيه، وزادك فضلاً عظيمًا، ولو علمتَ حالي، وما أنا عليه، لَنفرْتَ منِّي، أسأل الله – بِمنِّه وكرمه – أن يُديم علينا سترَه وعافيتَه.
لا تدري، كم أهشُّ عند رؤية مشاركتك، وكم أسعد بقراءة أسلوبك الراقي، وكم تُعجبني متانة علمك، وأصالةُ فهمك، زادك الله علمًا ونورًا.
وأرى أن نحاول معًا الوصول - ما استطعنا – إلى تطبيق تعريف البدل على الأمثلة التي بين أيدينا، وأسأل الله أن يُيسِّر لنا الفهم، وأن يُرشدنا إلى الصواب، إنه وليُّ ذلك.
(يقال: إن البدل هو التابع المقصود بالحكم بلا واسطة)
أحسنتَ - أيها الجهبذ – في اختيار التعريف، وهذا التعريف هو ما رجَّحه عَلَم النحو البارز، ابنُ هشامٍ – رحمه الله رحمةً واسعة – في " أوضح المسالك ".
وقبل أن أبدأ بتطبيقه على مثالنا الشائع، أودُّ – إن أذنتَ لي – أن أرَى مدى تطابق معناه على أنواع البدل الأخرى.
معلوم أنَّ للبدل عدَّةَ أنواع، منها: المطابق، بعض من كل، والاشتمال.
فإذا قلتُ: " شَربتُ الكأسَ ثلثَه "، مثال لبدل بعض من كل:
فالمقصود أنني شربتُ ثلثَ الكأس، فكلمة " ثلث " هي المقصودة بالحكم، وذكر كلمة " الكأس " إنما هو توطئة لها.
وإذا قلتُ: " أعجبني عمرُ عدلُه "، مثال لبدل الاشتمال.
فالمعنى أنَّ عدلَ عمرَ أعجبني، والمقصود كلمة " العدل "، وذكر كلمة " عمر " إنما هو تمهيد لذكر العدل.
وجاء في شرح المفصَّل:
(الذي عليه الاعتماد من الاسمين، أعني البدل والمبدل منه، هو الاسم الثاني، وذكر الأول توطئة لبيان الثاني، يدلُّ على ذلك ظهور هذا المعنى في بدل البعض وبدل الاشتمال.
ألا ترى أنك إذا قلتَ: " ضربتُ زيدًا رأسَه "، فالضرب إنما وقع برأسه دون سائره.
وكذلك قولك: " سُرِق زيدٌ مالُه "، إنما المسروق المال دون زيد) انتهى
بقي النظر في البدل المطابق، وقد أخَّرته لأنَّ المعنى المشار إليه آنفًا لا يظهر معه بوضوح، وذلك لوجود مشارك له في الإعراب.
إذا قلتُ: كان الخليفةُ عمرُ عادلاً.
من المقصود بالحكم فيهما؟
إذا قلنا: إنَّ المقصود هو " الخليفة "، فيقال: " كانَ الخليفةُ عادلاً "، لا يتَّجه المعنى بأنَّ المقصود هو " عمر "، إذ أنَّ الفائدة المعنوية لم تَتمّ، إذ تتطلَّع النفس إلى معرفة هذا الخليفة، واسمه، وتتعدَّد الخواطر بشأنه، أأبو بكرٍ هو، أم عمرُ؟.
ولكن إذا قلنا: إنَّ المقصود هو كلمة " عمر "، فالمعنَى يكون واضحًا، ولا نشعر بنقص في المعنى، وذلك لأنَّ " عمر " هو المقصود الأساسي بالحكم في هذه الجملة، فليس لفظ " الخليفة " هو المقصود الأصيل بهذا الحكم، وبهذه النسبة.
فإن قلتَ: مثالكَ هذا يختلف عن مثالنا السابق، وما زال بينهما بونٌ شاسع.
قلتُ: أسأل الله أن يطوي المسافة، فيقتربا من بعضهما.
¥