ـ[الأحمر]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 04:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز حازم
شكرًا لك تعقيبك ومداخلتك وصدق من سماك الفيصل فلم يخطئ في التسمية
أريد شاهدًا على نعت العدد
ـ[حازم]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 01:10 ص]ـ
ولَيلٍ كَمَوجِ البَحْرِ أرْخَى سُدولَهُ * عليَّ بِأنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي
فقُلتُ لهُ لمَّا تَمطَّى بِصُلبِهِ * وأرْدفَ أعْجازًا وناءَ بِكَلكَلِ
ألا أيُّها الليلُ الطَّويلُ ألا انْجَلي * بِصُبحٍ، وما الإصْباحُ مِنكَ بِأمثَلِ
فيا لكَ مِن لَيلٍ كأنَّ نُجومَهُ * بِكلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّتْ بِيَذْبُلِ
كأنَّ الثُّريَّا عُلِّقَتْ في مَصامِها * بِأمْراسِ كَتَّانٍ إلى صُمِّ جَنْدَلِ
أستاذي المفضال / " الأخفش "
بارك الله في علمك الرصين، وفهمك المَكين، فما زلتَ تسعَى إلى إحكام المسألة وشدِّ أركانها، وتمييز معانيها وإظهار جمالِ ألْوانها، زادك الله علمًا ونورًا.
وإن أذنتَ لي بتعقيبٍ حول لقب " الفيصل " فأقول: عفا الله عنك، فقد نَسَبتَ نَسلاً لِذي عُقُمِ.
أمَّا بالنسبة لنعت العدد:
قال الله تعالى: {أن يُمِدَّكُم ربُّكُم بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُنزَلِينَ} آل عمران 124
فقد تعيَّنت أن تكون كلمة {مُنزَلينَ} نعتًا للعدد، لكونها نكرة، وهذا ما يفيده الإعراب، والمعنى يؤيِّده، إذ أنه لا يُتصوَّر أن تكون الملائكة كلهم منزَلين.
ويمكن أن ينسحب هذا المعنى على الآية التي تليها: {يُمْدِدْكُم ربُّكُم بِخَمسَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمينَ}
وقوله – جلَّ وعزَّ -: {الذي خَلقَ سَبعَ سَمَواتٍ طِباقًا}
ذهب الفرَّاء إلى أنَّ كلمة {طِباقًا} نعت للعدد " سبعَ "، وهو أحد الأقوال الثلاثة في المسألة.
أمَّا ما جاء في السُّنَّة:
(عن عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: ثم كنت مستترًا بأستار الكعبة، قال: فجاءَ ثلاثةُ نفرٍ، كثيرٌ شحمُ بطونِهم، قليلٌ فقهُ قلوبِهم) الحديث
الشاهد فيه: كثيرٌ، قليلٌ: نعتان للعدد، حيث وردتا بالرفع, والحديث في سُنَن الترمذي ومسند أحمد.
(عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم ما من مسلمٍ يُتوفَّى له ثلاثةٌ من الولدِ لم يبلغوا الحِنْثَ إلا أدخله اللهُ الجنةَ بفضل رحمته إياهم) والحديث في مسلم والنَّسائي.
الشاهد فيه: جملة " لم يَبلُغوا الحِنثَ "، وقعت نعتًا للعدد، لأنَّ المراد موت ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث، ولا يتعيَّن عدم بلوغ الحنث لبقية أولاده.
وقول الشاعر:
قدْ بَعثنا بها كشَمسِ النَّهارِ * في ثلاثٍ مِنَ المَها أبكارِ
أبكارِ: نعت لـ" ثلاثٍ "
هذا ما تيسَّر لي جمعه، وبالله التوفيق
وللجميع عاطر التحايا