تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حقاُ أستاذي، الفاعل والمفعول وكل محلات الإعراب تجلي غموضاً، ولكن الا ترى معي أن مهمّة الفاعل الرئيسية بيان من قام بالفعل؟ وليست تجيلة غموض من كلمة تندرج تحت طيها أجناس، أو انواع، او تفاصيل، وكذا المفعول يبيّن من وقع عليه الفعل؟؟ وكذا الحال يجري على باقي محلاّت الإعراب، وأن تجلية الغموض تنشأ تبعيّة لذلك؟؟ بعكس التمييز الذي يأتي ليوضّح جنساً معيناً و هدفه الرئيسي هو مزيد من التجلية والتوضيح؟؟

قلت أستاذي (وليس حد التمييز في إزالة الإبهام فقط، فهو -كما حدوه-: اسم نكرة بمعنى من البيانية يرفع إبهام اسم أو نسبة، فلو جئت إلى حد التنكير مثلا، ألا يمكن أن تقول أعطيت الفقير المال؟ فما إعراب المال هنا؟)

هذا التعريف ليس مقتبساً من القرآن لذا فيجوز ان يتسرّب اليه الخطأ يا صديقي

ولو قدرت (من) قبل مال، ما كانت بيانية بل للتبعيض أو ابتداء الغاية،

وهل رفع الإبهام هنا - إن كانت تمييزا - عن الاسم (الفقير)، أم هل هو محول عن أعطيت مال الفقير؟ مثلا.،)

قلتّ أجلك الله (وكذلك يمكنك أن تقول ما الذي أعطيت، فيكون الجواب مالا، ولو كان المعطى عاقلا لجاز السؤال عنه بمن. فاللبس هنا ناشئ من التوجه، أتسأل عن المعطى أم المعطى له، وكلاهما مفعول به، المعطى مفعول به أصالة، والمعطى له مفعول به بالتعدي)

لنفترض استاذي انه يصحّ في اللغة أن يأتي فاعل أول وفاعل ثاني

فإذا اردنا ان نكتشفهما فما السؤال الذي نقوم بطرحه عليهما؟؟

سنقول بلا ريب،،، من الذي قام بالفعل؟ فيكون الجواب الفاعل الأول

ثم نعيد طرح السؤال لنكتشف الفاعل الثاني فنقول: من الذي قام بالفعل ايضا؟ فيكون الجواب الفاعل الثاني

هذا أمر منطقي جداً

تعال لننظر في الجملة التي تحوي مفعولين كـ (اعطى محمّدٌ الفقيرَ مالاً)

من الذي وقع عليه الفعل؟ المفعول الأول وهو الفقير

من الذي وقع عليه الفعل ايضاً؟؟ الجواب امممم لايوجد

الأمر هنا غير منطقي

وطريقة الأسئلة جيدة في الكشف عن العلاقات بين مفردات الجمل

قلتَ (كذلك يلزم لو كان الأمر كذلك عد كل مفعول به تمييزا، فلو قلت مثلا شربت حليبا، أمكن أن يقال: ماذا كان الشراب؟ بل لأصبحت كل أبواب النحو تمييزا لإمكان السؤال عن كل موقع إعرابي بماذا أو ما أو من)

السؤال بـ (ماذا) يتولّد في أذن السامع بعد أن يستكمل إجابات مراحل تكون الجملة في الأفعال المتعدية، وأما في الأفعال التي تلزم مفعولا واحدا فإن تجاوب السامع مع المتكلم يكون متناغما وطبيعياً لا يحتاج لاستحداث قواعد ومعادلات رياضية فـ عندما يقول القائل:

قرأ، ثم يصمت، فإنه يتولّد لدى السامع اول سؤال من الذي قرأ؟؟ فتكون الإجابة هي الفاعل

فإذا قال القائل قرأ محمّدٌ ....... ثم صمت، فإنه يتولد عفويا سؤال آخر لدى السامع، على اي شيء وقع فعل القراءة؟

فتكون الإجابة هي المفعول به

واذا كانت الجملة تحوي فعلا متعدياً

فقال قائل، أعطى محمد الفقير ........ ثم صمت

فإن سؤالاً سيتولّد في ذهن السامع،،، ماذا أعطى محمد الفقير؟؟ فيكون الجواب ان صح (تمييز) او تفسير او توضيح لنوع ذلك العطاء

غاية السؤال الكشف عن العلاقة بين المفردات، لا يهم ما نبتدئ به السؤال، ماذا، او من، او، ما

الأهم ان ندرك فحوى الكلام والروابط بينها والتقديرات والإيحاءات فجملة (شربت الحليب) معلومٌ فيها أن فعل الشرب، وقع على الحليب

قلتَ اجلّك الله (وكذلك يمكنك السؤال ماذا كان المقروء؟ على نمط ماذا كان العطاء، فيكون الحاصل أن ثلاثين أيضا تمييز)

لا يتم السؤال بماذا مباشرة، الا بعد استكمال مراحل الأسئلة الطبيعية لدى السامع، فجملة (قرأت ثلاثين كتاباً)

قرأ ت، اتصال الضمير يجيب عن سؤال، من قام بفعل القراءة؟؟ فيكون الضمير المتصل في محلّ الفاعل هو الإجابة

ثم اذا صمت المتكلم قيل، على اي شيء وقع فعل القراءة، فتكون الإجابة مفعولا به، وهي الثلاثين

ثم اذا قيل قرأ ثلاثين ...... و صمت المتكلم، تولّد سؤال ماذا كانت الثلاثين؟؟ فتكون الإجابة تمييزاً

فهذه هي الأسئلة الطبيعية التي تفرضها الجملة على اذن السامع

فـ حسن صياغة الأسئلة والموالاة بينها هو ما يكفل استكشاف العلاقات بين مفردات الجملة الواحدة،

عذرا على الإطالة أستاذي،،

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير