تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومنع سبق خبر ٍ ليس اصطفي = وذو تمام ما برفع ٍ يكتفي

وما سواه ناقص ّ والنقص في = فتىء ليس زال دائما ً قفي

ولا يلي العامل معمول الخبر = إلا إذا ظرفا ً أتى أو حرف جرّ

ومضمر الشان اسما ً ان و ان وقع = موهم ما استبان أنّه امتنع

وقد تزداد كان في حشو كما = كان أصحّ علم من تقدّما

ويحذفونها ويبقون الخبر = وبعد إن ولو كثيرا ً ذا اشتهر

وبعد أن تعويض ما عنها ارتكب = كمثل أمّا أنت برّا فاقترب

ومن مضارع ٍ لكان منجزم = تحذف نون ّ وهو حذف ّ ما التزم

(كان وأخواتها) المقصود بأخواتها: أي نظائرها في العمل، (11) وجميعها أفعال ناسخة تدخل على المبتدأ والخبر؛ فتغير حال الخبر فتنصبه، ويبقى المبتدأ كما هو عليه من الناحية الإعرابية، ومن ناحية المسمى اللفظي تُغير اسم المبتدأ إلى اسمها، وتُبقي الخبر كما هو عليه من الناحية اللفظية؛ ولكنه يصير خبراً لها كما كان لخبر المبتدأ. وتدخل الأفعال الناقصة على الجملة الاسمية لتقيد إِسنادها بوقت مخصوص أو حالة مخصوصة، فهي وسط بين الأفعال التامة والأدوات (أحرف المعاني).

وهي بذلك تغير في المبتدأ فيصبح اسماً لها، ولكن لا تغير في إعرابه. وتغير في الخبر فتنصبه، ولكن لا تغير في تسميته فهو خبر لها هي. وهذه الأفعال خلعت دلالتها على الحدث وبقيت دلالتها على الزمان. (12) وهي أفعال غير حقيقية؛ وإنما تدخل على المبتدأ والخبر، فالفاعل فيها غير فاعل في الحقيقة، والمفعول فيها غير مفعول على الصحة. (13) ولكنها لا تخرج عن كونها أفعال لكنها لا تدل على الحدث. (14)

وكان وأخواتها عوامل لفظية تدخل على المبتدأ، (15) وتعمل فقط في الأسماء (16) ولا توصَفُ بِتَعَدٍّ ولا لُزُوم، (17) فـ (كان وأخواتها) لفظها لفظ الفعل، وتصاريفها تصاريف الفعل، فنقول: كان، يكون سيكون، كائن، ومثل: أصبح يصبح، وأضحى يضحى، ودام يدوم، وزال يزال؛ لذلك شبهوها بالفعل. ومثل: لستن كضربتن، وليسوا كضربوا. (18) ومثل: ليست أمة الله ذاهبة، كقولنا: ضربت أمة الله زيداً.

وهي تختلف عن الفعل الحقيقي في أن: الفعل الحقيقي يدل على معنى وزمان، مثل قولنا: (ضرب) فهو فعل يدل على ما مضى من الزمان وعلى الضرب الواقع فيه، أما الفعل (كان) فهو فعل يدل على ما مضى من الزمان فقط، و (يكون) تدل على ما أنت فيه من الزمان وعلى ما يأتي فهي تدل على زمان فقط؛ لذلك أدخلوها على المبتدأ وخبره؛ فرفعوا بها المبتدأ تشبيهاً بالفاعل، ونصبوا بها الخبر تشبيهاً بالمفعول. فنقول: كان عبدُ اللهِ أخاك، كما نقول: ضرب عبد الله أخاك. فإذا قلنا (كان زيد قائماً) فإنما معناه: زيد قام فيما مضى من الزمان، فإذا قلنا: أصبح عبد الله منطلقاً، فإنما المعنى: أتى الصباح وعبد الله منطلق، فهذا تشبيه لفظي، وكثيراً ما يعملون الشيء عمل الشيء إذا أشبهه في اللفظ وإن لم يكن مثله في المعنى.

وبعض هذه الأفعال يمتنع من التصرف؛ وهي أفعال لا تبنى بناء الأفعال التي تحتوي على الياء في مقدمتها؛ لأننا إذا قلت (كان) دلت على ما مضى، وإذا قلنا (يكون) دلت على ما هو فيه وعلى ما لم يقع. وإذا قلت: ليس زيد قائماً الآن أو غداً، أدت ذلك المعنى الذي في يكون، فلما كانت تدل على ما يدل عليه المضارع استغني عن المضارع فيها، ولذلك لم تبن بناء الأفعال التي تحتوي على الياء في مقدمتها، مثل باع، وبات. (19)

من هنا فإن كان وأخواتها أفعال تدل على الزمان فقط. (20) وهي ترفع المبتدأ وتنصب خبره ويسمى المرفوع بها اسماً لها، والمنصوب بها خبراًَ لها، (21) وألفاظها ثلاث عشرة لفظة: كان، أمسى، أصبح، أضحى، ظل، بات، صار، ليس، زال، برح، فتئ، انفك، ودام. (22)

ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[15 - 01 - 2007, 02:07 ص]ـ

أمثلة حول كان وأخواتها ودخولها على المبتدأ والخبر

كان زيدُ قائمًَا

أصبح الأميرُ مسروراًَ

أمسى الحارس مستيقظاً

أضحت الممرضات نشيطات

ظل جعفرُ جالسًا

بات أخوك لاهيًا

صار محمدُ كاتبًَا

ليس الرجلُ حاضراً

ما دام سعيدُ كريمًَا

ما زال أبوك عاقلاًًَ

ما انفك قاسمُ مقيمًَا

ما فتئ عمرو جاهلاًَ

ما برح الكاتب قاعداً

أمثلة لما تصرف من أخوات كان

يكون أخوك منطلقا

ليصبحن الحديث شائعا (23)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير