تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

موقف النحويين من كان وأخواتها (كان وأخواتها أفعال أم حروف):

اختلف النحويين فيما بينهم فمنهم من قال أن كان وأخواتها أفعال، ومنهم من قال أنها حروف، وهناك فريق رأى أنها أفعال غير حقيقية، وهذا على النحو التالي:

أولاً ـ كان وأخواتها أفعال:

المعروف والصحيح أن كان وأخواتها أفعال، والدليل على ذلك من ثلاثة أوجه:

الوجه الأول ـ أنها تلحقها تاء الضمير و ألفه وواوه.

مثل: كنت، كانا، كانوا.

كما نقول: قمت، قاما، قاموا.

الوجه الثاني ـ أنها تلحقها تاء التأنيث الساكنة، وهذه التاء تختص بالأفعال.

مثل: كانت المرأة.

كما نقول: قامت المرأة.

الوجه الثالث ـ أنها تتصرف.

مثل: كان يكون، وصار يصير، وأصبح يصبح، وأمسى يمسي، وكذلك سائرها. ما عدا ليس (24).

الوجه الخامس ـ دلالتها على معنى في نفسها، وهو الزمان. (25)

مثل: أمسى، فهي تدل على الفعل في وقت المساء.

أصبح، فهي تدل على فعل في وقت المساء.

أضحى، فهي تدل على فعل في وقت الضحى.

ثانياً ـ كان وأخواتها حروف:

ذهب بعض النحويين إلى أنها حروف وليست أفعالاً؛ واستدلوا بقولهم:

1ـ أنها لا تدل على المصدر ولو كانت أفعالاً لكان ينبغي أن تدل على المصدر.

فلما لم تدل على المصدر دل على أنها ليست أفعالاً. (26)

2ـ أنها تشبه الحروف في أنَّها لا تدلّ على الحدث، وإنَّما هي أفعال لفظيَّة.

وقد قصدوا بالحروف الطريقة؛ لأن لهذه الأفعال في النحو طريقة تخالف فيها بقيَّة الأفعال، ولهذه العلَّة خصّوها من بين الأفعال بالدخول على المبتدأ والخبر. (27)

ثالثاً ـ كان وأخواتها أفعال غير حقيقية (أفعال العبارة):

وهناك فريق يررى أن هذه الأفعال هي أفعال ولكنها أفعال غير حقيقة، لأنها ناقصة.

وفي الرد على من قال بأن كان وأخواتها حروفاً، جاء هذا الرد الذي يقول: إن كان وأخواتها لا تدل على المصدر لأنها أفعال غير حقيقية، فالمصدر يكون في الأفعال الحقيقية، وهذه أفعال غير حقيقية. و لهذا المعنى تسمى " أفعال العبارة ". (28)

ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[15 - 01 - 2007, 02:08 ص]ـ

أقسام كان وأخواتها:

لكان وأخواتها أقسام متعددة، كل قسم يحتوي على تصنيف يضم بجانبه إحدى أخوات كان، فلذلك يمكن تقسيمها إلى عدة أقسام:

1ـ من حيث الأوجه التي تأتي عليها.

2ـ من حيث التصريف.

3ـ من حيث العمل في الجملة

وهذا تعريف مبسط بكل قسم وما يحتوي عليه من أخوات كان.

أولاً - كان وأخواتها من حيث الأوجه التي تأتي عليها:

تنقسم كان وأخواتها من حيث الأوجه التي تأتي عليه إلى خمسة أوجه:

الوجه الأول ـ أنها تكون ناقصة:

فتدل على الزمان المجرد عن الحدث، ويلزمها الخبر.

مثل: كان زيدٌ قائماً.

فهي هنا كان الناقصة التي تحتاج إلى الخبر.

الوجه الثاني ـ أنها تكون تامة:

فتدل على الزمان و الحدث معاًَ، كغيرها من الأفعال الحقيقية، ولا تحتاج إلى خبر، أي مستغنية بمرفوعها. (29) فهي تدل على وقوع الحدث.

مثل: قوله تعالى {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}. (30)

أى: وإن حَصَلَ ذو عُسْرَة، أي: حدث ووقع. (31)

ومثل: قال تعالى: (إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً). (32)

وقال تعالى: (إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ). (33)

وقال تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً}. (34)

أي: وجد و حدث، و صبيًا منصوب على الحال، و لا يجوز أن تكون كان هنا الناقصة؛ لأنه لا اختصاص لسيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ في ذلك، لأن كلامه قد كان في المهد صبيًا، ولا عجب في تكليم من كان فيما مضى في حال الصبي، وإنما العجب في تكليم من هو موجود في المهد في حال الصبي، فدل على أنها هنا بمعنى وجد وحدث.

قال الشاعر:

فدى لبنى ذهل بن شيبان ناقتي = إذا كان يوم ذو كواكب أشهب (35)

أي: حدث يوم.

و قال آخر:

إذا كان الشتاء فادفئوني = فإن الشيخ يهدمه الشتاء

أي: حدث الشتاء. (36)

وقال تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} (37)

أى: حين تَدْخُلوُن في الَمسَاء وحين تَدْخُلُونَ في الصَّبَاح

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير